قبل أن يشاهد فيلم في صالات السينما لا بد أن يحزم أمتعته ويشد رحاله استعدادا للسفر برا أو جوا، ثم يستأجر مسكنا وينفق من ألف إلى ألفي ريال ليشاهد هذا الفيلم، فيما نظرائه من دول الخليج والجوار يستمتعون بمشاهدة الأفلام ولا تتجاوز كلفتها 25-35 ريال، وخلال 30 دقيقة يباتون بمنازلهم. هذه معاناة كثير من رواد السينما من السعوديين، وخاصة الشباب المولعين بالأفلام والتي تشكل لهم السينما عامل ترفيه قوي ومتنفس نهاية الأسبوع، ولعل الاستفتاء الذي لا يكذب هي الطوابير التي تصطف عند شباك تذاكر السينما البحرينية في مملكة البحرين التي يكون غالبيتها من العائلات السعودية، وقبل ذاك تستقبلهم العروض ودعايات الأفلام من على جسر الملك فهد. السعوديون يأملون وأكد المشرف العام للسينمات في شركة البحرين للسينما محمود جغيبر ل"العربية.نت" قائلا: "إن 60% بشكل عام من زوار السينما في البحرين هم من العائلات والشباب السعودي، ويلاحظ أن نسبتهم تزداد في إجازة نهاية الأسبوع". وبينت إحصائية سابقة نسبة الزوار السعوديين للسينما في أيام العيد ب95%، وهذه الإحصائية اعتمدت على حجم العملة النقدية. السعودية في المبيعات وهذه الإحصاءات تحكي فعليا عن مطالبة شريحة كبيرة من المجتمع بدور عرض سينمائية في السعودية تكون جانبا من جوانب الترفية التي يحتاج لها المجتمع السعودي، وبخاصة الشباب الذي يعاني من شح أماكن الترفيه، وفي ذات الوقت وجود فراغ كبير. السينما من أصول الترفيه ودعى محمد المزيني البالغ من العمر 19 عاما بفتح دور سينمائية، وقال: "هناك الكثير من الشباب الذين يسافرون للبحرين لأجل السينما وبدلا من أن نخسر 25 ريال نخسر 1000 إضافة إلى مخاطر الطريق، بينما لو سمح لها بالسعودية سيكون هناك مكان يذهب إليه الشباب من 8 إلى 12 ليلا كل يوم، وتخف زحمة الطرقات بعد أن أصبحت متنفسا وليس معبرا للشباب". وشاركه في الرأي خالد السهيل وعلَّق قائلا: "إن وسائل الترفية في السعودية شبه معدومة، فلا المجمعات التجارية تقبلنا، ولا مدن ترفيه شُيدت لنا، والمكان الذي وسعنا هو الشارع والمقاهي". ورأى الباحثون في شؤون الشباب السعودي أنهم يشكلون ما نسبته 60% من السكان، وهم أسهل عرضة للضغوط والصراعات، وأن 16% من ممارساتهم في "التفحيط " و12% في تدخين الشيشة. ومن جهته، طالب الفنان فايز المالكي في حديث له مع "العربية.نت" بالسماح لصالات السينما بالسعودية، وأنها من أساسيات الترفيه وخاصة عند الشباب، وقال: "الترفيه ليس زيارة للجنادرية أو بحيرة في الأصل هي مياه صرف صحي معالجة، والترفيه له أصوله وأريد برنامجا لي ولعائلتي نهاية الأسبوع، تسوق ومطاعم وأشاهد فيلما أو أحضر مسرحية". حجج منع واهية وفي ظل المنع، تسائل بدر القريشي وهو أب لثلاث شباب عن أسباب المنع وطالب بمناظرة شرعية وعلمية بين الأطراف المطالبة والرافضة لدور السينما. وصرح قائلا:"إن المانعين لفكرة السينما في السعودية نابعة من عدم ثقتهم في الشباب السعودي والمجتمع وخوفهم عليه من الفتنة، وأي فتنة أشد من سفر شبابنا وتعرضهم لأكثر من فتنة في السفر". وانتقدت الطالبة الجامعية دانا الصبيحي حجج المنع ووممارسة سلطته في زمن البث المفتوح وقنوات الأفلام في الإنترنت التي يرى الشاب فيها من المحضور ما يمنع بالسينما. وأفادت قائلة:"إن من الذي يمانعون بالسينما في السعودية هم من يزاحمونا على شباك التذاكر في البحرين". ومن جهة أخرى، رفض مبارك الفالح البالغ من العمر 22عاما السينما بالسعودية، معتقدا أنها ستؤدي إلى مساوىء أخلاقية، وأكد ذلك بقوله:"دائما أرى عند اجتماع الجنسين في المجمعات والاحتفالات للأعياد تصرفات غير أخلاقية ومعاكسات وطيش من الشباب ، والمطالبين بالسينما يتدرجون بقولهم يوم للعوائل ويوم للشباب وشيئا فشيئا يكون مختلطا". وعلى النقيض من الأسباب التي يراها المانعون، قال جغيبر:"إن التعامل مع العوائل السعودية في دور السينما البحرينية راقي جدا والشباب السعودي يحضر الفيلم بهدوء واحترام". ملايين تهدر في الخارج وفي سياق متصل، تسائل المالكي قائلا:"مالمانع أن تقام دور سينما للعوائل وأخرى للشباب تحت رقابة وزارة الثقافة والإعلام حتى نخرج من مظنة البلاء والفتنة؟". وأشير المالكي إلى أنه إذا لم تسمح لدور سينما في السعودية كخطوة أولى، فلن يكون هناك إنتاج سينمائي سعودي تبث فيه القيم والثقافة، وأضاف أيضا أن المليارات التي تُضخ خارج السعودية لمشاهدة فيلم هي أولى أن تُضخ في الداخل. يُذكر أن شركة البحرين للسينما حققت خلال 9 أشهر الأولى من عام 2010 صافي أرباح 3.6 ملايين دينار بحريني، وفي ذات الفترة من العام 2011 تراجعت أرباح الشركة بنحو 39% لتصل إلى 2.2 مليون دينار، ويعزى تراجع أرباح السينما إلى الأحداث التي شهدتها البلاد والتي أدت إلى تراجع أعداد الزوار لا سيما من الخليجين خلال شهري فبراير ومارس على وجه الخصوص.