دعت الإدارة الأمريكية الحكومة اليمنية وأطراف المعارضة إلى نبذ العنف والعمل على تنفيذ المبادرة الخليجية تزامناً مع عودة الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، من الرياض بعد توقيعه على المبادرة وآليتها التنفيذية لحل الأزمة في بلاده، كما تزامنت مع دعوة نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي لإجراء الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير/ شباط بموجب المبادرة التي تهدف لإنهاء أشهر من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير. وأشار مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب، جون برينان، خلال مكالمة هاتفية مع هادي إلى إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع حلفائها في أوروبا والعالم للمساعدة المباشرة لخروج اليمن من أزمته الراهنة وتنفيذ المبادرة. وأكد برينان أن إدارة واشنطن ستكون الراعي المباشر عن كثب لتنفيذ هذه المبادرة وآليتها التنفيذية المتفق عليها من قبل المجتمع الدولي، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية، سبأ. وقال المسؤول الأمريكي: "اتفق الجانبان على سرعة تطبيق بنود تسوية 23 نوفمبر/تشرين الثاني السياسية بما يتيح تطبيق التطلعات المشروعة والمستحقة عن جدارة للشعب اليمني." وكان نائب الرئيس اليمني قد أصدر، السبت، أول قرار رئاسي يحمل توقيعه بعدما نقل صالح صلاحياته إليه بموجب المبادرة الخليجية، دعا فيه لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 21 فبراير/شباط 2012. وجاء في القرار الذي نقلت تفاصيله وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" أنه يأتي "بعد الاطلاع على الدستور وعلى قانون الانتخابات العامة والاستفتاء وتعديلاته .وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم (24) لسنة 2011م بشأن تفويض نائب الرئيس بالصلاحيات الدستورية اللازمة لإجراء حوار مع الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية." وتألف القرار من ثلاث مواد، تشمل الأولى دعوة الناخبين، والثانية إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في ظل إدارة اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء الحالية وتحت إشرافها وبموجب القانون والسجل الانتخابي الحاليين. أما الثالثة فتشير إلى أن العمل بالقرار من تاريخ صدوره وعدم السماح لأي طرف نقضه أو الخروج عليه وبدون الحاجة لخطوات أخرى قبل ستين يوما من إجراء الانتخابات. وسبق هذا القرار توجيه هادي لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التابعة لها ببذل المزيد من الجهود لتهدئة الأوضاع الأمنية في مختلف المحافظات "من أجل تهيئة المناخات الأمنية المناسبة لإنجاح المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية." وأكد هادي على أهمية أن تضطلع وزارة الداخلية "بهذه المسؤولية التاريخية والوطنية أمام الشعب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها اليمن، معربأ عن ثقته في قدرة وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التابعة لها في الحفاظ على الجبهة الداخلية، وأمن اليمن واستقراره." وفي الأثناء، عاد صالح إلى اليمن، السبت، بعد توقيعه على المبادرة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض. وكان صالح قد وقع الأربعاء، على اتفاق لنقل السلطة، يهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية الطاحنة في بلاده، بحضور العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والأطراف السياسية اليمنية الأخرى في العاصمة الرياض. وبموجب الاتفاق الموقع، فإن على هادي، الذي انتقلت إليه صلاحيات رئيس الجمهورية، توجيه الدعوة لانتخابات رئاسية خلال فترة 90 يوماً.