أكد الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، « أن الهيئة تعمل على الحفاظ على التراث الوطني في المملكة وتنميته ليبقى مصدراً للاعتزاز ومورداً ثقافياً واقتصادياً، وليشكل بعداً حضارياً جديداً يضاف إلى ما يعرفه العالم عن المملكة من أبعاد دينية وسياسية واقتصادية، خصوصاً أن المملكة ليست طارئة على التاريخ، وأن المكانة التي تتبوؤها اليوم هي امتداد لإرث حضاري عريق. وأوضح بمناسبة الموافقة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تشكيل لجنة عليا متكاملة ورائدة تعنى بالتراث والآثار والتراث غير المادي ومشروع الحفاظ على الآثار» أن تطوير مواقع التراث وإعادة الحياة إليها في مراكز المدن التاريخية وفي القرى والبلدات التراثية وغيرها من المواقع المهمة، هو جزء من تحقيق المعادلة التي طالما التزمت بها قيادة وشعب هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك الراحل عبد العزيز، وهي معادلة التحديث والتطوير المستمر مع التمسك بالقيم الإسلامية والتراث العربي الأصيل. وأشار الغبان إلى تنوع جهود الدولة ممثلة بالهيئة في حماية التراث الوطني وإبرازه، ومنها صدور الأمر الملكي الكريم عام 2008 بتحديد المواقع الإسلامية داخل المملكة والعمل على الحفاظ عليها وحمايتها، إضافة إلى تنفيذ برنامج لإعادة ترميم المساجد العتيقة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية ، وإقامة المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية العام الماضي، وتنظيم مؤتمر وطني سنوي للتراث العمراني في كل منطقة من مناطق المملكة. وامتداداً لاهتمام القيادة بحماية التراث الوطني ، وجه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق بالتأكيد على الجهات ذات العلاقة بعدم إزالة أي مبني تراثي إلا بعد التنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وذلك ليتسنى التأكد من أهميته التاريخية والعمرانية والإبلاغ عن أي تعديات أو إزالة للمباني التراثية. وقال الغبان إن جهود الهيئة في حماية التراث تتضمن إنشاء متاحف جديدة في المناطق والمحافظات، وإنشاء متاحف متخصصة، ودعم المتاحف الخاصة وتأهيل قصور الملك عبد العزيز والمباني التاريخية للدولة في عهده يرحمه الله، والتي من المقرر تحويلها إلى مراكز ثقافية وتعليمية لمجتمعاتنا.. ولفت إلى أن الهيئة تعمل على استثمار التراث العمراني اقتصادياً من خلال ما تتبناه من برامج ومشاريع لتأهيل المواقع التراثية وتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج، ومن أبرز هذه المشاريع برنامج تنمية البلدات والقرى التراثية، وبرنامج تطوير وإعادة تأهيل الأسواق الشعبية القائمة، وإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية، ويجري تقديم تسهيلات مالية حكومية للراغبين في ترميم المباني التراثية والاستثمار في المباني التي يملكونها وتشكل جزءاً من التراث. وأكد الغبان أن الهيئة تسعى إلى الحفاظ على الثراء التاريخي الأثري والتراثي المتنوع للمملكة، من كنوز أثريّة وتراثيّة، وهي تعمل بشكل حثيث ومدروس، على تسجيل المواقع ذات القيمة الحضاريّة الاستثنائيّة ضمن قائمة التراث العالمي، كما تحيطها بالعناية اللازمة لتكون محل اهتمام المهتمين والدارسين، فضلاً عن استراتيجيات الهيئة في شراكاتها مع أمانات المناطق، ومع القطاعين العام والخاص، كما تم تسجيل موقع مدائن صالح في قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، اعترافاً بقيمتها الثقافيّة والتاريخيّة والحضاريّة بشكل استثنائي رفعها للعالميّة، وتبع ذلك تسجيل الدرعية التاريخية في القائمة العام الماضي، ولفت إلى إنشاء المركز الوطني للتراث العمراني،. كما شهد العام الحالي رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لإطلاق مبادرة “ثمين” التي أطلقتها الهيئة بالشراكة مع إمارات المناطق وجهات حكومية وأهلية وبالتضامن مع المجتمعات المحلية في مناطق المملكة والتي تمثل مشروعا وطنيا لتنمية وتأهيل مواقع التراث العمراني، وفي إطار هذه المبادرة تم توقيع عقود بدء الأعمال التنفيذية لمشروع تأهيل وتطوير البلدة التراثية برجال ألمع بتكاليف تقدر بأكثر من 50 مليون ريال، كما تم توقيع عقد بنفس المبلغ لمشروع ترميم وتأهيل النزل التراثية بالبلدة القديمة بمحافظة الغاط . ______ انتهى _____