طالت حملة القمع والملاحقة التي تشنها قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين السلميين، مرافق ذات طبيعة إنسانية منها الهلال الأحمر، حيث توفي الأسبوع الماضي أحد المتطوعين في الهلال الأحمر متأثرا بجراحه التي أصيب بها خلال تأدية واجبه الإنساني. وأصيب متطوعان آخران في نفس الحادث وذلك عندما تم إطلاق النار بشكل كثيف على سيارة الإسعاف التي كانت تقلهم عند قيامهم بإخلاء جريح من منطقة الحميدية في حمص إلى أحد المستشفيات في السابع من سبتمبر/أيلول الجاري, ولم يكن هذا الحادث هو الأول الذي تُستهدف فيه سيارات أو متطوعو الهلال الأحمر في أحداث العنف الجارية في سوريا. اعتداء غير مقبول وصرح الدكتور عبد الرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري باسم المتطوعين أن فقدان أحد المتطوعين لحياته خلال قيامه بواجبه لإنقاذ حياة الآخرين هو أمر غير مقبول ومدان بكافة المقاييس. وتوجه الهلال الأحمر السوري إلى الجهات القانونية المختصة بطلب متابعة التحقيق في هذا الاعتداء السافر وغير المبرر والوصول إلى منفذيه أياً كانوا وملاحقتهم بأقصى ما يطاله القانون من عقوبة، طالباً احترام متطوعي الهلال الأحمر وأفراد الخدمات الطبية وسيارات الإسعاف وأن تقدم الحماية لهم. كما يجب احترام شارة الهلال الأحمر دائماً ومن قبل جميع الأطراف. ويطالب الهلال الأحمر من جميع الأطراف ضرورة تسهيل مهمة متطوعي الهلال الأحمر لتقديم المساعدة والخدمة الإسعافية لجميع من هم بحاجة لها بدون تمييز. ويذكر الهلال الأحمر جميع الأطراف بأن الخدمة الإسعافية والعلاج الطبي هما حق لكل إنسان يحتاج هذه الخدمات بغض النظر عن دينه أو لونه أو توجهه السياسي وهذا من أساسيات القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. مطالبة بالتحقيق من جانبها ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الهجوم على سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر هو أحدث الأدلة على الخطر الجسيم الذي يتعرض له العاملون بالهلال الأحمر في مدينة حمص، والتي تشهد اضطرابات موسعة. وقالت المنظمة إن الهجوم يلقي الضوء على ضرورة إجراء تحقيق ميداني مستقل في انتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها سوريا. وفي اليوم التالي للهجوم قامت قوات الأمن عند نقطة تفتيش في حي الخالدية بحمص بإيقاف سيارة تابعة للهلال الأحمر كانت في طريقها لتوصيل أحد المسعفين إلى بيته، ثم أهانوا السائق وضربوه، واتهموه والهلال الأحمر بأنهم "يسعفون المتظاهرين وأفراد العصابات". تم توثيق هذا الاعتداء في شكوى مقدمة إلى الهلال الأحمر من قبل أحد العاملين بها. ولم تعلق الحكومة السورية على هجمات 7 أو 8 سبتمبر/أيلول على العاملين بالهلال الأحمر وسيارة الإسعاف التابعة لها. وقالت هيومن رايتس ووتش إن لجنة تقصي الحقائق – التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة في أغسطس/آب وتم تحديد أعضائها في سبتمبر/أيلول – عليها أن تضع هذه الهجمات والمضايقات بحق المسعفين الطبيين ضمن أهم أولويات عملها. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "إذا لم يكن المتطوعون في الهلال الأحمر آمنين من الضرر، فمن الآمن إذن... الهجمات على العاملين بالمجال الإنساني غير مقبولة في أي سياق، ولابد أن تمنح بعثة الأممالمتحدة الأولوية للتحقيق في هذه الواقعة".