انتقلت المواجهة بين أطراف السلطة والمعارضة في اليمن من ساحات الاحتجاجات وغرف المناورات السياسية بشأن المبادرة الخليجية إلى المعركة مع العناصر الإرهابية في محافظة أبين، والتي يدعي كل طرف بأنه صاحب الفضل في تحقيق انتصار كبير على تلك العناصر، بعد شهور من المواجهات العنيفة. ورأى محللون أن هذه المواقف المتضاربة والتي تأتي عشية الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر/ايلول في الولاياتالمتحدة، تأتي في إطار السباق المحموم بين النظام اليمني ومعارضيه لكسب ود الموقف الأمريكي تجاه الأزمة اليمنية، حيث يسعى كل طرف إلى تأكيد قدرته على تحقيق الشراكة الفاعلة في الحرب على الإرهاب. وفي هذا السياق اعتبرت المعارضة اليمنية أن الانتصارات التي حققتها وحدات الجيش السبت ضد مقاتلين متشددين يشتبه بانتمائهم للقاعدة في مدينة زنجبار بمحافظة ابين جنوب البلاد، تمثل أول انتصار للثورة الشعبية السلمية على طريق الحسم، ودحر من وصفتهم ببقايا النظام العائلي "الذي تواطأ في تسليم محافظة أبين للجماعات المسلحة والعناصر الإرهابية منذ أكثر من أربعة أشهر" على حد وصفها. و في بيان له تلقت "العربية.نت" نسخة منه، عبر المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية السلمية الذي تشكل الشهر الماضي، والذي يضم كافة القوى المناوئة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، عن سعادته بالانتصارات التي حققتها قوى الجيش المؤيدة بالتعاون مع أبناء قبائل ابين وفك الحصار عن اللواء 25 ميكا، مؤكدا أن قوى الثورة سواء في الجيش أو من أبناء القبائل واليمنيين عموما سيحبطون كل المؤامرات الهادفة لإثبات التهديدات المتكررة، وقال بأنهم سيكونون بالمرصاد ليس للعناصر الإرهابية المسلحة فقط، ولكن أيضا لبقايا النظام العائلي "الذين يقفون وراءها، معتقدين بأنهم سيكسبون دعم الخارج وسيتمكنون من إجهاض ثورة الشعب اليمني، الذي نفد صبره عليهم". وفي المقابل تبادلت قيادات الدولة التهاني بتحقيق انتصار حاسم على العناصر الإرهابية في زنجبار بمحافظة ابين بعد معارك ضارية . وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" إن الرئيس علي عبد الله صالح هنأ أبطال القوات المسلحة والأمن على ما حققوه من انتصار عظيم بإنهاء الحصار على اللواء 25 ميكا، الذي دام أكثر من 3 أشهر من قبل عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة أبين، و"المدعومة من القوى الانقلابية" على حد قولها. وأشارت الوكالة إلى ان صالح بعث برقية تهنئة إلى وزير الدفاع والقيادة المتقدمة لوزارة الدفاع وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية وقادة القوات الجوية والقوات البحرية ووحدات محور عدن أبين لحج والوحدات الخاصة أشار فيها إلى" أن ما حققه أبطال القوات المسلحة والأمن بمختلف صنوفها من نصر ومن إنجاز عظيم على تلك العناصر الإرهابية التي تريد تحويل محافظة أبين إلى وكر للإرهاب والتطرف، كان الفضل فيه يعود بعد الله سبحانه وتعالى للرعاية الكريمة والمتابعة المستمرة والتخطيط العسكري والعلمي الدقيق والمحكم والإشراف المباشر من قبل الأخ المناضل الفريق الركن عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ولتعاون المواطنين الشرفاء من أبناء محافظات أبين ولحج وعدن الأوفياء، بحسب وصفه. ووفقا لوكالة "سبأ " فقد أشاد الرئيس اليمني بما قدمته السعودية من دعم لوجيستي ساهم في التخفيف من وطأة الحصار على أبطال اللواء 25 ميكا، كما شكر الولاياتالمتحدة على التعاون وتقديم المعلومات في إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم. وتعليقا على ذلك تحدث ل"العربية.نت" المحلل السياسي كامل الشرعي قائلا: "الأنباء عن تحقيق انتصارات على الجماعات الإرهابية المسلحة في أبين وإعلان ذلك عشية الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية هو اختيار لتوقيت مناسب ليس محض صدفة، فالسلطة تريد ان تعزز من قناعات الإدارة الأمريكية بأنها خير حليف للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، كما أن المعارضة تهدف إلى إيصال رسالة مفادها بأن أي انتقال للسلطة في اليمن لن يؤثر على التعاون بين البلدين في محاربة القاعدة، ولا صحة لما يثار عن إمكانية وصول قوى متشددة الى السلطة. وكانت مصادر عسكرية أكدت ان القوات اليمنية استعادت السيطرة على المقرات الحكومية والمنشآت العسكرية والأمنية في مدينة زنجبار والتي كانت قد سيطرت عليها في مايو/ايار الفائت جماعة "أنصار الشريعة" التي يعتقد ارتباطها بالقاعدة. وأكدت المصادر أن 4 ألوية دخلت مدينة زنجبار بالدبابات ومختلف العتاد العسكري وانتشر أفرادها بجميع أنحاء المدينة التحمت مع اللواء 25 ميكا المحاصر منذ شهور، ولاحقا جرى حفل استقبال للألوية التي دخلت زنجبار في مقر اللواء 25 ميكا. وأكد سكان محليون أن مدينة زنجبار باتت الآن تحت سيطرة الجيش ويجري الآن تعقب الفارين من المسلحين المتشددين.