بعد أيام على اقامة جدار خرساني أمام بناية شاهقة تقع في أعلاها السفارة الاسرائيلية بالقاهرة دعا تشكيليون ومثقفون الى تحويله الى معرض فني يسجل "جرائم اسرائيل" بالصور الفوتوغرافية واللوحات التشكيلية. وأطلق ناشطون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) عنوانها (معرض الجدار العازل للسفارة) دعوا من خلالها "لجمع صور للمذابح الاسرائيلية بغرض لصقها على الجدار العازل حول سفارة الصهاينة في القاهرة. فلنجعله فضيحة لهم وتوثيق لكل جرائمهم فليكن جدار العار لهم ولمن بناه لا جدار الامان." والجدار الذي بني فوق جسر على النيل أمام السفارة أطلق عليه مصريون "الجدار العازل" وهو الاسم الذي يطلقه مصريون وعرب على الجدار الذي بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون بناءه قبل بضع سنوات في الضفة الغربية بالاراضي الفلسطينية بحجة حماية المستوطنات الاسرائيلية. وعلق أسامة جابر في الموقع قائلا "من الجدار العازل بفلسطين.. الى الجدار العازل بالقاهرة". ولم تمنع معاهدة السلام التي وقعتها مصر واسرائيل عام 1979 التوتر بينهما اضافة الى غضب شعبي مصري تسبب في اندلاع احتجاجات غاضبة بلغت ذروتها الشهر الماضي حين تسلق المبنى متظاهر شاب ونزع العلم الاسرائيلي ووضع العلم المصري. وعبر مصريون عن استيائهم من بناء الجدار ورسموا العلم المصري بطول الجدار وكتبوا تعليقات منها "مصر دائما" و"مصر فوق الجميع" و"تسقط اسرائيل" و"الشعب يريد اسقاط الجدار." وقال مسؤولون مصريون في وقت سابق ان الحاجز الخرساني الذي يبلغ ارتفاعه مترين ونصف المتر يهدف لحماية السكان الاخرين في المبنى المرتفع وليس لحماية طابقين تشغلهما السفارة الاسرائيلية في أعلاه ولم تقنع هذه التصريحات الغاضبين في الشارع. وفترت علاقات مصر باسرائيل منذ خلع الرئيس السابق حسني مبارك الذي كان حليفا مقربا للولايات المتحدة في انتفاضة شعبية في فبراير شباط. ووقع خلاف دبلوماسي الشهر الماضي حين قتلت القوات الاسرائيلية خمسة من قوات الامن المصرية على الحدود عندما كانت قواتها تطارد مسلحين قتلوا ثمانية اسرائيليين. وهددت مصر لوقت قصير بسحب سفيرها من تل أبيب وقالت ان قتل المصريين انتهاك لمعاهدة السلام وطلبت فتح تحقيق مشترك. ورأى البعض أن فكرة تحويل الجدار الى معرض لما يعتبره كثيرون "جرائم اسرائيلية" ربما يكون موجعا لاسرائيل. فتعلق ايمان في موقع (معرض الجدار العازل للسفارة) قائلة "اذا استطاعت اسرائيل قتل الشهود عبر التاريخ ضمن سياستها في ابادة شعب فلسطين فلن تستطيع اخفاء صور جرائم ارتكبتها بحق الفلسطينيين. فليكن أى جدار يحميهم يسجل ويظهر حقيقة انتهاكات اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الاعزل." ورأى اخر أن "فكرة الجروب رائعة. اجعلوه معرضا لجرائم الصهاينة... ولكن أتمنى في الاخير اسقاط هذا الحائط وارجاع الحق لاهل الشهداء.. واقترحت مها أبو زينة أن تعلق على الجدار صورة الفلسطينية ليلى خالد وهي أول امرأة تختطف طائرة في أغسطس اب 1969 حيث قامت بخطف طائرة شركة العال الاسرائيلية وتحويل مسارها الى سوريا بهدف جذب أنظار العالم الى اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين. وفي صفحة أخرى على الفيسبوك عنوانها (معا لتحويل الجدار العازل الى معرض فني ضد الانتهاكات الصهيونية) قالت دينا عبد المنعم انه "ردا على بناء الجدار العازل أمام السفارة الصهيونية و/بعد/ مقتل اخواننا في غزة وجنودنا على الحدود المصرية وايمانا منا بضرورة دعم المقاومة الفلسطينية فقد قررنا أن نأخذ من الفن سلاحا للمقاومة." واقترحت "تصوير المجازر الصهيونية على الجدار العازل واقامة نصب تذكاري لشهداء الحدود وذلك بالرسم.. والملصقات." وقال التشكيلي محمد عبلة لرويترز ان الجدار مناسب لعمل معرض كل أسبوع بمشاركة تشكيليين في مقدمتهم الشباب ثم توثق رسوم المعرض بالصور ومقاطع الفيديو التي يسهل بثها وتداولها على الانترنت. وأضاف أنه سيطلق من خلال أتيليه القاهرة الذي يتولى رئاسته دعوة لجموع الفنانين للمشاركة في هذا المعرض المتجدد.