قال مسؤول بالحكومة اليمنية يوم الاحد ان الرئيس علي عبدالله صالح الذي يعالج في مستشفى بالرياض لن يتخلى عن الحكم الى ان يعود للاشراف على انتقال السلطة مما يطيل من أمد حالة الشلل السياسي. ونجا صالح من محاولة اغتيال الشهر الماضي لكنه نقل الى المملكة العربية السعودية للعلاج من الاصابات التي لحقت به جراء هجوم على قصره. ومع تشبث صالح بالسلطة واستمرار المأزق السياسي انزلقت محافظة أبين الجنوبية الى موجة من أعمال العنف بعد استيلاء متشددين يعتقد ان لهم صلة بتنظيم القاعدة على مدينتين. وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية من حدوث فراغ سياسي في اليمن الذي يوجد به جناح للقاعدة شن هجمات فاشلة على اهداف أمريكية وسعودية. وتطالب الدولتان بانتقال فوري للسلطة في هذا البلد. وقال المسؤول الحكومي الذي زار الرئيس اليمني يوم الاحد لرويترز ان صالح ينوي دعم الخطة التي صاغتها دول الخليج العربية بشأن انتقال السلطة في بلاده والتي انهارت بالفعل ثلاث مرات بسبب تراجع الرئيس عن التوقيع عليها في اللحظة الاخيرة. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "ينوي صالح دعم اتفاق مجلس التعاون الخليجي وطلب من وزير الخارجية ان يفعل كل ما هو ممكن لانجاح الخطة." وأضاف "انتقال السلطة يتطلب وجود الرئيس في اليمن." وقال ايضا ان من المتوقع ان يدير صالح عملية الانتقال بنفسه. واستطرد" اجراء انتخابات لائقة يتطلب فترة تتراوح من ستة الى ثمانية شهور وسيظل صالح هو الرئيس خلال تلك الفترة." ويقول محللون ان القنبلة التي زرعت في مسجد بقصر صالح الشهر الماضي ستمنع الرئيس البالغ من العمر 69 عاما من استئناف مهامه الرئاسية رغم انها لم تقتله. وتريد جماعات المعارضة ومئات الالاف من المحتجين في انحاء اليمن تغييرا فوريا في الحكومة التي يديرها عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس في ظل غياب صالح. وقالت سامية الغباري وهي ناشطة بارزة في تعز جنوبي العاصمة حيث يعتصم عشرات الالاف ان عودة صالح اصبحت مستحيلة. وأضافت انه اذا تحسنت حالته وهو أمر محل شك من وجهة نظرها فانها تطالبه بالبقاء حيث هو وأن يصطحب بقية عائلته معه. وقالت ان صالح وأعوانه يريدون حرق هذا البلد تماما. ورغم انشقاق عدد من القادة العسكريين ومئات الجنود ما زال نجل صالح يسيطر على الحرس الجمهوري القوي الذي يقول المحتجون في تعز انه حاول مهاجمة مخيمهم مساء السبت. وقتل اربعة من رجال القبائل المسلحين المدافعين عن المحتجين اربعة جنود بالرصاص واصابوا 12 اخرين. ومع تعثر المحادثات السياسية يعتزم اليمن تكثيف العمليات العسكرية على امل استعادة المناطق التي فقدها أمام المتشددين الاسلاميين ورجال القبائل المسلحين وسط تزايد الاضطرابات في البلاد. وفرضت وزارة الدفاع طوقا أمنيا حول مدينة عدن الساحلية الجنوبية والواقعة قرب ممر للشحن تمر من خلاله نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا. ويخشى سكان عدن الذين يرون تدفقا لالاف النازحين على مدى الاسابيع الماضية من امتداد اعمال العنف من أبين المجاورة حيث تندلع اشتباكات يوميا. ويشكو سكان أبين من نقص حاد في الوقود والغذاء والمياه. وقالت قاعدة عسكرية تقع خارج مدينة زنجبار التي يسيطر عليها المتشددون انها واقعة تحت الحصار منذ اكثر من شهر. وطلبت يوم الاحد المساعدة من الدولة التي لم ترسل بعد اي تعزيزات اليها. وقال الضابط خالد النعماني لرويترز عبر الهاتف من القاعدة انهم محاصرون منذ أكثر من شهر ولم يحصلوا على تعزيزات بشرية أو معدات أو حتى قطرة ماء منذ أكثر من اسبوعين. وأضاف ان 15 متشددا وعشرة جنود قتلوا واصيب العشرات يوم الاحد خلال اشتباكات عنيفة خارج القاعدة. وفي صنعاء قال هادي القائم بعمل الرئيس ان اليمن سيصلح انابيب النفط في محافظة مأرب. وكان رجال قبائل فجروا انبوبا فارغا الاسبوع الماضي بعد اغلاق الخط الرئيسي في هجوم في مارس اذار. وقالت وزارة الدفاع اليمنية يوم السبت انها سترسل قوات لملاحقة "العناصر الارهابية" المسؤولة عن الهجمات التي عطلت انتاج اليمن البالغ 110 الاف برميل يوميا. وحاصر رجال قبائل المنطقة مما كلف الحكومة ملايين الدولارات يوميا كخسائر تصدير وتسبب في ازمة وقود وانقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات وارتفاع الاسعار في بلد يعيش 40 في المئة من سكانه على اقل من دولارين يوميا. واندلعت اشتباكات عند محطات البنزين في مطلع الاسبوع بسبب نقص الوقود.