تضامناً ووقوفاً مع الشعب السوري، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإلغاء كل الأوبريتات والاحتفالات الغنائيات المقامة في مناطق المملكة لهذا العام بمناسبة اليوم الوطني. هذا فيما تشهد المكتبات والقرطاسيات في كل مناطق المملكة ازدحاماً كبيراً يستهدف بالمقام الأول التجهيز للاحتفال باليوم الوطني، حيث امتلأت بتنوع كبير هذا العام لمنتجات اليوم الوطني، لدرجة وصلت فيها للتشكل ببعض المظاهر مثل بعض المنتجات التي على هيئة تسريحة (الكدش) التي تمثل ظاهرة اجتماعية مرفوضة، ولكنها مع ذلك تحظى بإقبال كبير من الفتيان والشباب. يقول عبدالرحمن، عامل في إحدى المكتبات الشهيرة ل"العربية.نت": "في هذا العام نزل السوق الكثير من الأشكال الجديدة، والتي لم نشهدها منذ العام الماضي"، مضيفاً: "نقوم بتأمين هذه المنتجات منذ وقت مبكر ونعرضها مع قرب موعد اليوم الوطني". وعن أبرز الأشكال الجديدة قال "هذا العام مثلا ربما يلفت نظرك تسريحة الكدش الخضراء وبعض الأشكال الأخرى، التي تشبه تسريحة الديك، وهي في الحقيقة تلقى إقبالاً كبيراً، بالإضافة لأشكال كثيرة وكبيرة يصعب حصرها". أما عن الأسعار فذكر: "ربما تكون الأسعار مرتفعة، لكن كما تعرف هو عمل موسمي وسريع كبقية المناسبات، لذا تلجأ المكتبات لرفع الأسعار لتفادي شبح الخسارة، لأنه في اليوم التالي لليوم الوطني لن تجد أحدا يشتري من تلك المنتجات". أما الطالب نايف بمدرسة الأمير ماجد فيؤكد أن تسريحة الكدش "مدهشة"، مضيفاً: "وأفضل أيضا الأعلام والمظلات والساعة الوطنية وكل الشعارات التي تربط على الرأس"، وعند سؤاله إن كان سيستعملها فقط في المدرسة في فترة اليوم الوطني قال "أفضل وقت بالنسبة لي أن أرتديها وأنا مع شقيقي في سيارته في المواكب التي تكون مساء اليوم الوطني". فعاليات وبرامج ضخمة في مكان قريب يقول مدير المبيعات شريف عبدالله في إحدى القرطاسيات: "اليوم الوطني بصراحة أصبح توفير منتجاته أمرا في غاية الأهمية، وهو يرفع المبيعات إلى أكثر من 80%، لكن ذلك مؤقت ولا يتعدى يومين أو ثلاثة". ويضيف: "نتضايق أحيانا من منافسة محلات أبو ريالين، فهي تبيع أيضا ذلك إن لم تكن كلها فمجملها، وتضع أسعارا أرخص في غالب الأحيان، أما الإقبال فكما ترى مدهش جدا، وبرغم أن الدراسة يوم الاثنين فالجميع يستعد منذ الآن". في جولتها التقت "العربية.نت" فيصل، وهو وكيل مدرسة ثانوية، وقال: "بالرغم من أننا لا نشترط على الطلاب أية اشتراطات فإن الطلاب يستابقون على الجديد، وكما ترى أنا مضطر للخروج مع أبنائي للشراء رغم أنني أعتقد أن الاحتفاء بيوم الوطن الغالي هو في القلب، ولكن يجب احترام السلوك الحسن والبعد عن المظهرية المبالغ فيها". وأسعار تلك المنتجات تبدأ من نصف ريال إلى 30 ريالاً في بعضها، والأغلبية بين 10-15 ريالاً. وتأتي الأعلام والأشكال الغريبة والجديدة في مقدمة الأكثر طلبا. هذا فيما اكتست العاصمة الرياض وبقية المناطق واجهة خضراء في مشهد سنوي من خلال اللوحات الاحتفائية وانتشر بعض الباعة المتجولين الذين يبيعون مستلزمات اليوم الوطني أمام الإشارات الضوئية. وعلى الجانب الآخر، يحرص العديد من أصحاب المركبات على استخدام اللون الأخضر على سياراتهم وتعليق صور الملك وولي العهد على زجاجها وجنباتها. يذكر أن العاصمة السعودية الرياض استعدت بفعاليات وبرنامج ضخم تقوده أمانة الرياض في 7 مواقع للعائلات والشباب والرجال والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة. ويتضمن الاحتفال باقة كبيرة من الفعاليات التراثية والعروض الشعبية واللوحات الاستعراضية وفعاليات مسرح الأسرة. وتم تخصيص حديقة مناخ الملك عبدالعزيز وساحة العروض بالطريق الدائري الشرقي لاستقبال العائلات في احتفالات يوم الوطن، بالإضافة إلى الفعاليات العامة بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي وساحة العروض بحديقة الدوح والتي تم تجهيزها لاستقبال جميع أفراد العائلة، في حين تم تخصيص 3 مواقع للرجال والشباب، هي ساحة العروض بمنتزه شرق الرياض. وقالت الأمانة إن فعاليات العائلات تبدأ في السادسة والنصف وتستمر حتى الثانية عشرة مساءً، بينما تبدأ فعاليات الخيام الشعبية في الثامنة مساءً وتستمر حتى منتصف الليل، وكذلك الفعاليات العامة والمخصصة للرجال والشباب. هذا بالإضافة لفعاليات تراثية تقام في خمس خيام شعبية وتشمل العرضة السعودية ولوحات من الفلكلور الشعبي لعدد من مناطق المملكة، بالإضافة إلى فعاليات مسرح الأسرة التي تقام بحديقة الملك عبدالعزيز وساحة العروض بالدائري الشرقي وعروض الفرق الاستعراضية والشعبية للشباب. رفض للفوضى وكان وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز قد شدد على أن الاحتفال باليوم الوطني مناسبة يجب ألا تتضمن سلوكيات فوضوية، "أو ما هو غير لائق"، مضيفاً ضمن كلمة له بمناسبة اليوم الوطني السعودي ال82: "الذي يفرحنا في ذكرى اليوم الوطني هو اللحمة الطيبة والألفة الحسنة التي تجمع المواطن بقيادته عبر ما يُعرف بالمجالس المفتوحة، التي سنّها المؤسِّس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ومضى عليها الملوك من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز". وأكد على أن المسؤولية مشتركة بين المواطنين تجاه المكتسبات الأمنية والوطنية، قائلا: "نحن مُلزمون بالمحافظة عليها من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإخلاص في القول والعمل والمواظبة على الأمانة المنوطة بكل مسؤول في الدولة".