عكفت مجموعة صغيرة من النساء في كنيسة مار مرقس القبطية الأرثوذكسية على التجهيز لقداس يوم الأحد في المطبخ البسيط بالطابق السفلي من الكنيسة حيث يقمن بإعداد البسكويت وتعبئته بإتقان في عبوات وأكياس ورقية. وتصف لودي تانيوس (29 عاما) زميلاتها أثناء العمل في المطبخ المزين بصور للمسيح ومريم العذراء بأنهن "مسالمات وودودات وهادئات البال." وأضافت "لا نطلب أكثر من الاحترام فحسب." وتعمل تانيوس وزميلاتها في كنيسة مار مرقس على مسافة أكثر من 7240 كيلومترا من المظاهرات التي تفجرت في الشرق الأوسط احتجاجا على الفيلم المسيء للنبي محمد لكنهن يدركن أن من الممكن أن يصل إليهن رد الفعل. وروج للفيلم الناشط القبطي المقيم في الولاياتالمتحدة موريس صادق الذي قال إن هدفه كان إلقاء الضوء على ما وصفه بالتمييز ضد الأقلية المسيحية القبطية في مصر. وقالت تانيوس "دائما ما كانت هناك توترات ولكنها لم تكن بهذا السوء أبدا." وأضافت تانيوس التي انتقلت من مصر إلى مدينة جيرزي سيتي قبل أكثر من عقد أن الاضطرابات التي فجرها الفيلم يجر الكنيسة إلى وضع يتعارض مع قيم أتباعها. وأثار الفيلم والاحتجاجات اهتماما مفاجئا بالأقلية القبطية في مناطق مثل جيرزي سيتي حيث يقول رئيس البلدية جيرامياه هيلي إن ما يصل إلى 25 ألف مسيحي قبطي يقيمون. وكنيسة مار مرقس هي أقدم الكنائس القبطية في الولاياتالمتحدة. وسارع متحدثون باسم الكنائس القبطية في الولاياتالمتحدة إلى فصل الدين عن الفيلم. وهناك أكثر من 150 كنيسة قبطية في الولاياتالمتحدة أبرزها في نيوجيرزي وكاليفورنيا وفلوريدا ونيويورك بحسب الموقع الإلكتروني شبكة الكنائس القبطية الأرثوذكسية. وقال الأسقف ديفيد من مطرانية أمريكا الشمالية القبطية الأرثوذكسية "هذه ليست أفعال قبطي حقيقي." وفي جيرزي سيتي المترامية الأطراف والتي يفصلها عن مانهاتن نهر هادسون قال سكان إن المسيحيين الأقباط يسهل تمييزهم لكنهم مندمجون تماما مع المجتمع. وقال هيلي "إنهم يفتحون مشروعات تجارية صغيرة وأطفالهم يلتحقون بالمدارس... " ويفد الأقباط في جيرزي سيتي والبلدات المجاورة لحضور قداس الأحد الذي يقام باللغتين الإنجليزية والعربية. وقال رجل شرطة يحرس كنيسة مار مرقس وكنيسة قبطية أخرى في المدينة إنه لا يخشى وقوع أعمال عنف أو ردود فعل عنيفة من السكان المسلمين بسبب الفيلم. وأضاف رجل الشرطة (59 عاما) الذي رفض ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث لوسائل الإعلام "كنا سنشعر بهذا." وقال أيضا إن المسيحيين الأقباط جزء لا يتجزأ من المدينة. وقال "يعيشون هنا بصورة أساسية... وينخرطون في الأحداث الجارية في جيرزي سيتي. وما يحدث في المدينة يحدث لهم." ورغم ذلك كثيرا ما نشبت توترات في جيرزي سيتي ومناطق أخرى بالولاياتالمتحدة بين أفراد مسلمين وأعضاء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الاسكندرية وهم طائفة أقلية في مصر.