يواجه معتقل غوانتنامو اليوم خطر عاصفة استوائية قد تتحول إلى إعصار، ما دعا المسؤولين عن القاعدة إلى إجلاء الموظفين والأشخاص غير الضرورين كالمحامين والقضاة من الجزيرة، باستثناء 168 معتقلاً. وبدلاً من حماية أمن جلسات الاستماع للمتهمين بهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، يقوم الجنود في قاعدة غوانتنامو الأمريكية، التي يعتقل فيها هؤلاء المتهمون، بتعبئة أكياس الرمل استعداداً للعاصفة الاستوائية "اسحق". وقد وجد هذا المعتقل نفسه وسط توقعات جوية بهبوب عاصفة استوائية قد تتحول إلى إعصار اليوم الخميس. تأجيل جلسات الاستماع وقبل العاصفة أعلن الجيش الأمريكي أمس الأربعاء تأجيل جلسات الاستماع الأولية التي كانت قد أرجئت قبل ذلك مرة بسبب حلول شهر رمضان ومرة بسبب مشكلة فنية. وبعدما تم إخبار الموظفين غير الأساسيين الذين لا يعيشون في القاعدة بضرورة مغادرة الجزيرة، تحول التركيز على تأمين المعتقل بأكياس رملية. وصرحت السرجنت جيسيكا براون التي تقود فريقاً من عشرة رجال وسط الحر الاستوائي لوكالة "فرانس برس" قائلةً "نحن نضع أكياساً رملية مام كل مكان نعتقد أنه معرض لخطر الفيضانات". وفي الميناء وقف العسكري ديفيد مور وهو يرتدي خوذة بيضاء خاصة بعمال البناء ونظارة شمسية، يراقب رافعة ضخمة ترفع سفناً لنقل الجنود. وشرح "نقوم بذلك استعداداً للعاصفة المتوقعة، ونرفع أكبر عدد من السفن من الماء لتأمينها براً". وبين هذه السفن عبارتان تربطان ما بين المطار وباقي أرجاء القاعدة. وتضم هذه القاعدة في العادة نحو 5600 مدني وعسكري. وهي قاعدة تستأجرها الولاياتالمتحدة من كوبا منذ 1903، وتشتهر لأنها تضم معتقلين يشتبه في أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة ألقي القبض عليهم منذ العام 2001. ومن المقرر أن يتم إجلاء مئات من هذه القاعدة كإجراء احترازي، باستثناء 168 معتقلاً من بينهم خالد شيخ محمد الذي يتهم بأنه مدبر هجمات 11 أيلول/سبتمبر. ويعتقل خالد شيخ محمد وعدد من مساعديه المفترضين في سجن غوانتنامو منذ 2006، حيث نقلوا إليه بعد احتجازهم في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حيث يقولون إنهم تعرضوا للتعذيب. تأمين حماية المعتقلين ولا يتوقع أن تبدأ محاكمتهم قبل عام على الأقل، بعدما كان من المتوقع أن تبدأ اليوم الخميس وتستمر حتى 28 أغسطس/آب، إلا أن القاضي جيمس بوهل أجلها "بسبب الطقس" دون أن يحدد موعداً جديداً، وجرى إجلاء المحامين والقاضي والمدعي من القاعدة. وقال الكابتن البحري روبرت دوراند المتحدث باسم قاعدة غوانتنامو إنه إذا ضربت العاصفة غوانتنامو "فإنه سيتم وضع جميع المعتقلين في أماكن آمنة قادرة على الصمود أمام الرياح القوية التي تصاحب العاصفة". وأضاف ان نحو 85% من السجناء يعيشون في مبان عصرية مصنوعة من الطوب والإسمنت قادرة على مواجهة الرياح، مضيفاً "لن أغامر بأرواحهم". إلا أنه كشف، بينما كانت الغيوم السوداء تلوح في الأفق، أن عدداً من المباني قد لا تكون قادرة على الصمود في حال تحولت العاصفة إلى إعصار.