خرجت مدينة "ديريك" في محافظة الحسكة عن سيطرة النظام السوري، وبسط الثوار الأكراد سيطرتهم عليها بعد اشتباكات عنيفة، لاسيما مع مفرزة الأمن العسكري، التي رفضت الخروج من المدينة، لتكون رابع مدينة كردية يتم تحريرها خلال 24 ساعة. وتتمتع مدينة "ديريك" بموقع استراتيجي هام من حيث وقوعها في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا، ويبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، وتقطنها أغلبية كردية إلى جانب أقلية من المسيحيين والعرب، وتبعد مسافة 190 كم عن مدينة الحسكة، و90 كم عن قامشلو، ونحو 900 كم عن العاصمة دمشق. وكانت القوى الكردية المؤلفة من حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والتنسيقيات الشبابية سيطرت خلال اليومين الماضيين على مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية في محافظة حلب، وذلك بعد أن لاذت قوات الحكومة وموظفو مؤسساتها بالفرار. وخلال ساعات فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة عفرين في حلب أيضا بعد هروب القوى الأمنية والعسكرية، عقب تهديدات تلقتها من التشكيلات الكردية المسلحة. وفي مدينة عامودا الواقعة في محافظة الحسكة وجه الثوار الأكراد تهديدات مماثلة لعناصر النظام بترك المدينة، واستطاعت تحرير بعض المرافق الحكومية حتى الآن. ويزيح الثوار الأكراد أعباء كبرى من على كاهل الجيش السوري الحر، والذي يقاتل قوات النظام في المدن الرئيسة كحمص وإدلب ودرعا ودمشق، في حين يقاتل الأكراد في المدن الحدودية البعيدة، وغالبا ما يتم ذلك بتنسيق غير مباشر. وبالتزامن مع هذه التحركات دخلت قوة كردية سورية تضم المئات من المنشقين عن جيش النظام إلى الأراضي السورية بعد أن تلقت تدريبات عسكرية في إقليم كردستان العراق، ويتوقع أن تشارك هذه القوة في معركة قامشلو، وأن تساعد إلى جانب التشكيلات الموجودة في حماية الأمن وإدارة المنطقة حتى يسقط نظام بشار الأسد.