قالت الولاياتالمتحدة وبريطانيا، امس الأربعاء، إنهما لن تتساهلا مع محاولات إيران لإغلاق مضيق هرمز الإستراتيجى، بحسب وزيرى الدفاع فى البلدين. وفى مؤتمر صحفى قال وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا ونظيره البريطانى فيليب هاموند، إنهما ناقشا خلال محادثاتهما الثنائية "سلوك إيران الذى يزعزع الاستقرار" فى المنطقة. وقال بانيتا إنه "يجب على الإيرانيين، أن يفهموا أن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولى سيحملهم المسئولية المباشرة على أى إعاقة لحركة الشحن البحرى فى تلك المنطقة- سواء من قبل إيران أو أية جهات تعمل لحسابها". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة مستعدة تماما لأية حالات طارئة تحدث هنا". وقال إن واشنطن "استثمرت فى قدرات تضمن قدرتنا على هزيمة أية محاولة إيرانية لإغلاق الشحن فى الخليج إذا ما قرروا القيام بذلك". وتزايدت المخاوف من إغلاق مضيق هرمز، الذى يمر عبره خمس نفط العالم، فى وقت سابق من هذا العام بعد أن هددت إيران بإغلاق المضيق إذا ما واصلت الدول الغربية جهودها لوقف برنامج إيران النووى عن طريق خنق صادراتها من النفط. وردا على ذلك عزز الجيش الأمريكى تواجده فى المنطقة، حيث نشر حاملة المنصة البرمائية يو أس أس بونس، وزاد من عديد كاسحات الألغام فى مياه الخليج، وأرسل مروحيات النقل المضادة للألغام أم أتش-53 سى ستاليون، إضافة إلى مركبات تحت مائية. ووسط توترات بسبب إيران وسوريا، قام الجيش الأمريكى بنشر حاملة الطائرات يو أس أس جون ستينس فى المنطقة قبل الموعد المقرر لها. وقال هاموند بدوره، إن لندن "مصممة" على العمل فى إطار جهود المجتمع الدولى حول المسألة. وأضاف "أستطيع أن أؤكد التزامنا بلعب دورنا فى الحفاظ على حرية الملاحة فى مياه الخليج الدولية ومضيق هرمز". وأكد أن "أية محاولة من قبل إيران لإغلاق مضيق هرمز ستكون غير قانونية، ولن يسمح المجتمع الدولى بحدوثها". والثلاثاء أعلن البنتاجون أنه ستجرى عملية متعددة الأطراف لإزالة الألغام بالقرب من مياه الخليج فى سبتمبر.. وردت إيران بالاستخفاف بهذه الخطوة. فقد أكد مسئول عمليات القوات البحرية فى حرس الثورة الإيرانية الأربعاء أن الولاياتالمتحدة "عاجزة" عن نزع الألغام من الخليج فى حال اندلاع نزاع. وصرح الجنرال محمود فهيمى، مساعد قائد القوات البحرية لدى الباسدران "الأمريكيون يتكلمون كثيرا (...) لكن لا شك لدينا على الإطلاق أنهم سيكونون عاجزين عن تنفيذ عملية إزالة ألغام، كما ينبغى" من مضيق هرمز. وأعلن البنتاجون الثلاثاء أن الولاياتالمتحدة وحوالى 20 بلدًا آخر سيجرون فى سبتمبر مناورات مهمة لإزالة الألغام قرب الخليج ترمى إلى "ضمان حرية الملاحة فى المياه الدولية فى الشرق الأوسط". وسخر فهيمى من هذه الغواصات.. مؤكدا أن الولاياتالمتحدة "ضعيفة إلى حد استخدام غواصات لنزع الألغام من دون طاقم". وأضاف أن إيران قوية "بفضل الكثير من الخبراء" و"إنتاجها الكبير" من الألغام. وأكدت إيران مجددا، الثلاثاء، أن الوجود العسكرى فى الخليج يشكل "مصدر عدم استقرار" بعد قيام سفينة أمريكية بإطلاق النار الاثنين على زورق صيد صغير قبالة سواحل الإمارات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنبرست "حين تقول الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن وجود قوات أجنبية يشكل مصدر عدم استقرار، فإن هذا الحادث يشكل خير مثال". وأضاف "ننصح هذه القوات بتجنب الأعمال الاستفزازية (...) ونأمل فى ألا تحصل مثل هذه الحوادث مجددا". وقد أعلن الأسطول الأمريكى الخامس ومقره البحرين فى بيان، إن إحدى سفنه أطلقت الاثنين النار على زورق مدنى قبالة سواحل جبل على "بعدما شكل مصدر تهديد لها".