قالت المعارضة السورية المسلحة ان طائرات الهليكوبتر الهجومية قصفت بلدة استراتيجية في شمال سوريا ليلا في حين زحفت الدبابات نحو مدينة حلب التجارية وإن ظلت الطائرات بعيدة عن مرمى نيران وسائل الدفاع الجوي التي نصبتها تركيا للتصدي لأي تحركات سورية قرب حدودها. وتفقد قادة عسكريون اتراك بطاريات الصواريخ التي نشرت على الحدود يوم الخميس بعد اسقاط سوريا طائرة حربية قبل اسبوع وهو ما ادى إلى تصاعد حدة التوتر بين البلدين بشكل خطير. ويتزامن نشر الدفاعات التركية - في تحذير واضح للرئيس السوري بشار الاسد - مع تصاعد العنف في انحاء سوريا وتكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق سلام مع انزلاق البلاد نحو حرب شاملة. وقال الوسيط الدولي كوفي عنان يوم الجمعة انه "متفائل" بأن تثمر المحادثات المقرر إجراؤها السبت في جنيف على مستوى الوزراء بشأن الأزمة السورية عن نتيجة مقبولة. لكن المؤشرات الدبلوماسية التي ظهرت في وقت لاحق لم تكن ايجابية. وفشل مسؤولون كبار يعقدون محادثات تمهيدية في جنيف يوم الجمعة في تجاوز خلافاتهم بشأن خطة عنان للانتقال السياسي في سوريا. وقال دبلوماسيون غربيون ان روسيا تضغط من اجل ادخال تعديلات على الخطة. وقال دبلوماسيون روس ان العمل مستمر لكنهم لن "يفرضوا" حلا على سوريا. واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون في سان بطرسبرج يوم الجمعة. ولم يتضح بعد ما اذا كان الوزيران قد نجحا في تقريب وجهتي نظر البلدين ام لا. وقال محللون اقليميون انه بينما لا ترغب تركيا او حلفاءها في حلف شمال الاطلسي في فرض حظر جوي على سوريا اوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان الاسد يغامر بمواجهة "غضب" تركيا اذا حلقت طائراته قرب حدودها. وقال اردوغان امام حشد في مدينة ارضروم الشرقية يوم الجمعة في خطاب نقله التلفزيون التركي "لن نتردد في تلقين هؤلاء الذين يستخدمون الاسلحة الثقيلة ضد شعبهم والدول المجاورة درسا." ووقعت اشتباكات مؤخرا بالقرب من الحدود بين البلدين بين القوات السورية وقوات المعارضة المسلحة. وقالت دمشق الاحد الماضي ان "ارهابيين" اخترقوا حدودها من ناحية تركيا قتلوا وهناك تقارير تفيد بأن القوات السورية تطلق النار على مخيمات اللاجئين داخل الاراضي التركية.