أعلن الجيش السوري الحر أمس الثلاثاء عدم التزامهم بوقف إطلاق النار الذي توسط المبعوث الدولي العربي كوفي عنان لتفعيله في سورية قبل ثمانية أسابيع تقريباً، وذلك في وقت تصاعدت فيه أعمال العنف ما يُؤذن بسقوط سورية في براثن حرب أهلية. وقال أبو علاء القيادي في الجيش الحر: «لم نعد قادرين على الالتزام بخطة السلام، بينما لا يحترمها الطرف الآخر.. إنها حرب حقيقية الآن بين قوات النظام وبيننا». من جهته, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات تابعة للحكومة السورية ومدعومة بطائرات هليكوبتر اشتبكت أمس مع معارضين في عدة بلدات بمحافظة اللاذقية الساحلية. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد لرويترز إن الاشتباكات هي الأعنف حتى الآن في المنطقة منذ بدء الثورة السورية. وتحدث ناشطون عن أن اشتباكات تدور في درعا جنوبي البلاد وفي إدلب على الحدود مع تركيا في الشمال ، وأن قوات النظام تستخدم المروحيات لدك مواقع المسلحين. وأفاد المرصد بأن القوات النظامية اقتحمت بلدة «كفر زيتا» في محافظة حماة وسط سورية بعد ثلاثة أيام من القصف والاشتباكات. وذكر المرصد أن «القوات النظامية التي تضم دبابات وناقلات جند مدرعة بدأت حملة مداهمات وسط إطلاق رصاص كثيف ووردت معلومات عن انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة المعارضة من البلدة». وأضاف أنه «بعد الاقتحام دخل الشبيحة لسرقة كل ما يحمل من المنازل والمحال التجارية التي نزح أصحابها خلال الاشتباكات والقصف». إلى ذلك, ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس أن ثلاثة ضباط اغتيلوا على أيدي «مجموعات مسلحة» في أنحاء البلاد.. واضافت (سانا) أن «مجموعة مسلحة» اختطفت أيضاً بعد ظهر أمس العميد المهندس الدكتور محمد أمين أصلان واقتادته إلى جهة مجهولة. وعلى الحدود السورية التركية, أكد مسؤول تركي أمس أن نحو 27 ألف لاجئ سوري فروا إلى تركيا في الخمسة الأيام الأولى من شهر يونيو بعد أن تحدث القرويون عن إضرام القوات السورية النيران في مناطق الغابات القريبة من الحدود لإجبار مقاتلي المعارضة المختبئين هناك على الخروج. وتدفق معظم اللاجئين السوريين على إقليم هاتاي الجنوبي الشرقي الملاصق للأراضي السورية وهناك نحو 27 الف لاجئ مسجل في مخيمات أُقيم أغلبها في الإقليم. وعلى الصعيد السياسي, قالت وزارة الخارجية الصينية أمس إن روسيا والصين تعارضان أي تدخُّل عسكري في سورية كما تواصلان تأييد حل الصراع عبر الحوار. وقال الناطق باسم الوزارة ليو ويمين :»كلا الجانبين يُعارض أي تدخل عسكري في سورية ويُعارض تغيير النظام بالقوة»، وذلك في معرض رده عن سؤال بشأن المحادثات حول سورية بين رئيسي البلدين أمس. بدوره, أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس أن روسيا لا تعتبر بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة على أنه شرط مسبق لتسوية النزاع في سوريا. من جهة أخرى, أعلنت وزارة الخارجية السورية أمس عدداً من السفراء والدبلوماسيين في سوريا، أبرزهم سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا، «أشخاصاً غير مرغوب بهم». وقالت وزارة الخارجية في بيان إن عدداً من السفراء والدبلوماسيين في سوريا «غير مرغوب فيهم»، وذلك «انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل» على خلفية قيام بعض الدول «بإبلاغ رؤساء بعثاتنا الدبلوماسية وأعضاء من سفاراتنا بأنهم أشخاص غير مرغوب بهم». ولفت بيان الخارجية السوري إلى أن الإجراء يشمل السفيرين الأميركي روبرت فورد والبريطاني سايمون كوليس الموجودين حالياً في بلادهما للتشاور، والسفير الفرنسي إيريك دوشوفالييه والسفير التركي عمر أونهون و»كافة أعضاء السفارة التركية في دمشق من دبلوماسيين وإداريين». كما تم طرد كل الدبلوماسيين والعاملين في السفارة الكندية وسفراء سويسرا وإيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى دبلوماسيين في السفارات الفرنسية والإسبانية والبلجيكية والبلغارية والألمانية. في غضون ذلك، أعلنت الأممالمتحدة في جنيف أمس بعد اجتماع خُصص لمناقشة تكثيف المساعدة الإنسانية لضحايا أعمال العنف في سوريا أن السلطات السورية وافقت على السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى أربعة مواقع. وقال جون غينغ مدير التنسيق في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: «سنكون حاضرين في حمص وإدلب ودرعا ودير الزور كبداية».