قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي يوم الخميس ان بلاده لا تزال تساند خطة الوسيط الدولي كوفي عنان للسلام في سوريا متجنبا الدعوات إلى تشديد العقوبات بعد مقتل أكثر من 100 شخص في مذبحة في بلدة الحولة السورية. وعرقلت الصين وروسيا جهود اتخاذ إجراءات اكثر صرامة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة لكن تزايدت الضغوط من اجل رد حازم بعد مذبحة بلدة الحولة يوم الجمعة الماضي. وفي منتدى للتعاون العربي الصيني حضره يانج طالب مسؤولون عرب كبار الصين يوم الخميس باستخدام نفوذها للمساعدة على وقف العنف في سوريا. وقال يانج في مؤتمر صحفي بعد المنتدى "ما زلنا نساند جهود عنان ... كنا نعرف من البداية ان الطريق الذي سيسير فيه ليس مفروشا بالزهور." وأضاف قوله ان الصين تشعر بالألم والحزن من الاحداث في بلدة الحولة وتريد ان يجري تحقيق لملاحقة الجناة. ومضي الوزير الصيني يقول "الهجوم الذي وقع في الحولة يظهر ان إيقاف العنف والقتل أمر له أولوية ويجب عدم تأجيله." واضاف قوله ان "جهود عنان تلقي صعوبات ولكن لا ينكر أحد أنها تحقق تقدما في بعض الجوانب." وتدعو خطة عنان الى هدنة وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن واجراء محادثات بشأن انتقال سياسي. ويقول المعارضون ان حوادث مثل مذبحة الحولة تظهر ان الخطة فشلت. والعالم العربي منقسم بشأن كيفية مواجهة العنف في سوريا لكن الدول الأكثر تشددا في هذا الشأن حاولت اقناع الوزير الصيني بوجهة نظرها في المنتدى الذي اقيم في بلدة الحمامات التونسية. وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح على هامش المنتدى "نقدر جيدا جهود الصين في ايجاد حل في سوريا لكن نأمل ان تضاعف جهودها لوقف ماكينة القتل والعنف وتزيد الضغط على الحكومة السورية للالتزام بتعهداتها ضمن مبادرة كوفي عنان." وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي السجين السياسي السابق الذي تولى الحكم بعد اندلاع الثورة التونسية العام الماضي إن التقاعس قد يؤدي في نهاية المطاف الى تدخل عسكري اجنبي في سوريا وهو ما تعارضه روسيا والصين. وقال المرزوقي في كلمة امام المنتدى "الصين يمكنها ان تقوم بدور حاسم في ايقاف معاناة الشعب السوري واغلاق باب التدخل العسكري.. بالدفع نحو سيناريو مشابه لليمن." وعلى غرار سوريا شهد اليمن موجة احتجاجات بإلهام من انتفاضات الربيع العربي. وتم التوصل الى حل من خلال التفاوض تنحى من خلاله الرئيس علي عبد الله صالح في فبراير شباط بعد أن حكم البلاد 33 عاما. وأثارت المذبحة التي وقعت في الحولة واسفرت عن مقتل 108 أشخاص بينهم نساء واطفال غضبا واسع النطاق. وطردت دول غربية دبلوماسيين سوريين كبار لكن مازالت روسيا والصين تعرقلان اي رد حاسم في الأممالمتحدة عن طريق استخدام حق النقض (الفيتو). وخلال المنتدى الذي عقد يوم الخميس في تونس حث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي جميع الأطراف على تطبيق خطة عنان للسلام. وأضاف قوله "أوكد على ان العنف والقتل يجب ان يتوقف فورا..نأمل ان تساند كل الاطراف جهود عنان."