تخصص دول الخليج مليارات الدولارات لتوسيع وتحديث البنى التحتية لمطاراتها وهي تتطلع لترسيخ مكانتها كمنصة حيوية للطيران العالمي. وأعلنت السعودية عن عزمها إنفاق ما بين 10 و15 مليار دولار في توسعة وبناء مطارات جديدة قبل عام 2020. ويفترض أن ترتفع القدرة الاستيعابية لمطار الملك خالد الدولي في الرياض من 14 إلى 25 مليون مسافر، فيما سيرفع المبنى الجديد الذي يبنى في مطار جدة بقيمة 7.21 مليارات دولار، القدرة الاستيعابية من 17 إلى 30 مليون مسافر سنويا. وفي مدن الخليج الأخرى، يتم توسيع المطارات أو إنشاء مطارات جديدة لتلبية الارتفاع في حركة المسافرين، خصوصا في قطر وفي إمارة أبوظبي. وتظهر الأرقام أن القدرة الاستيعابية لمطارات دبيوأبوظبي والدوحة مجتمعة ستكون بحدود 190 مليون مسافر سنويا في 2015. وتاتي الارتفاعات فيما خفضت المنظمة الدولية للطيران "اياتا" الشهر الماضي توقعاتها لأرباح الطيران في 2012 بسبب ارتفاع أسعار الوقود نتيجة للتوترات في الخليج، إلا إنها قللت من تأثير أزمة ديون منطقة اليورو. وقال رئيس مؤسسة مطارات دبي ورئيس شركة طيران الإمارات أحمد بن سعيد آل مكتوم "نحاول أن نلاقي مستويات الطلب ولا نقوم بالإفراط في الإنفاق"، مبررا بذلك المبالغ الضخمة التي تخصصها الإمارة لقطاع الطيران والمطارات. وجدد الشيخ أحمد خلال معرض المطارات في دبي، التاكيد على وجود خطة لإنفاق 7.8 مليارات دولار بموجب الخطة الاستراتيجية للمجموعة لعام 2020، وهي يفترض أن ترفع القدرة الاستيعابية لمطار دبي الأكثر إشغالا في الشرق الأوسط من 60 مليون راكب إلى 90 مليون راكب في عام 2018. ومع احتساب مطار آل مكتوم الدولي في منطقة جبل علي، وهو المطار الذي يفترض أن يصبح الأكبر في العالم عند انتهاء أعمال إنشائه والذي ما يزال مقتصرا على عمليات الشحن في الوقت الراهن، ستصل القدرة الاستيعابية لمطارات دبي إلى 98.5 مليون راكب في 2020. وحققت حركة المسافرين عبر مطار دبي نموا بأكثر من الضعف في غضون سبع سنوات، وقد ارتفع عدد مستخدمي المطار من 24.8 مليون مسافر في 2005 إلى 50.1 مليون مسافر في 2011. ويعد مطار دبي حاليا رابع أكبر مطار في العالم من حيث حركة المسافرين الدوليين، إذ إنه يستخدم خصوصا من قبل المسافرين العابرين بين الغرب وآسيا وأستراليا. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي بول غريفيث إن المجموعة تركز حاليا على إنجاز مبنى ركاب جديد هو الكونكورس 3 الذي سيرفع القدرة الاستيعابية للمطار إلى 75 مليون مسافر سنويا. وقد بني هذا الكونكورس خصيصا لاستقبال طائرات الآيرباص ايه 380 العملاقة، مع العلم أن طيران الإمارات هي أكبر زبون في العالم لهذه الطائرات. وقال غريفيث للصحفيين "إن إنجاز الكونكورس 3 هو أولويتنا في الوقت الراهن. ومن المتوقع أن يصبح هذا الكونكورس شغالا بشكل كامل في الربع الأول من 2013". وبات قطاع الطيران يساهم بنسبة 28% من إجمالي الناتج المحلي لإمارة دبي، أي بمقدار 22 مليار دولار.