37 قتيلاً في اشتباكات الليل بين قوات صالح وأنصار الشيخ صادق الأحمر بصنعاء. استمرت الاشتباكات المتبادلة والقصف بقذائف صاروخية سمع دويها في انحاء أمانة العاصمة بالإضافة الى قصف بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لا يزال مستمر حتى الآن ليل الثلاثاء مع حدوث فترة هدوء نسبي ومتقطع لعدة ساعات خلال النهار لكنها عاودت القصف وبضراوة عن حوالي الساعة الرابعة عصرا، وفي المساء ليتجدد القصف والانفجارات. ومع أنه يمكن القول ان القصف مستمر طوال الأربعة والعشرين الساعة الماضية بمستويات مختلفة فإن ساعات معينة كانت الأشد ضراوة وخلال عمليات القصف والمواجهات التي شهدتها المنطقة بين قوات صالح والمسلحين القبليين التابعين للشيخ الأحمر سقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين، لا توجد إحصائية دقيقة لهم. وكان مصدر مقرب من الشيخ الأحمر قال مساء أمس ان لجنة الوساطة فشلت في إقناع الرئيس صالح في سحب قواته من المباني القريبة من منزل الأحمر بعد أن أخلى أنصار الأحمر وزارة الإدارة المحلية وسلموها للوساطة كخطوة أولى، واليوم أعلن مسئول يمني انتهاء الهدنة. وعلى الرغم من أن المعركة بدأت بقصف عنيف من قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس صالح باتجاه منزل الشيخ الأحمر وأماكن تواجد المسلحين التابعين له الا أن الأمور انتهت على نحو مختلف فبعد حوالي عشر ساعات من القصف والاشتباكات في أكثر من مكان أعلن مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر سيطرة أنصار الأحمر على عدد من المباني الحكومية. وقال القيسي إن مقاتلي الأحمر سيطروا على مبنى وزارة الداخلية واللجنة الدائمة (المقر الرئيسي للحزب الحاكم) ومبنى هيئة المساحة وقسم شرطة الحصبة وعاودوا السيطرة على وزارة الإدارة المحلية بعد أقل من 24 ساعة من تسليمها. إلا أن المصدر الرسمي نفى في وقت لاحق سيطرة انصار الأحمر على مبنيي الداخلية معترفا بأن المبنى يتعرض لاعتداء متواصل وأن قوات صالح استعادت السيطرة على قسم شرطة الحصبة رغم اعتراف عبده الجندي نائب وزير الاعلام في حديثه مع قناة الجزيرة في وقت لاحق بسيطرة مسلحي الأحمر على قسم الشرطة ومبنى الداخلية. الجديد في المواجهات المسلحة التي اندلعت اليوم هو كثافة القصف الصاروخي وشدة الانفجارات واتساع مساحة القصف تبعا لمساحة المواجهات التي امتدت الى محيط مجلس الشورى وشارع مارب وجولة آية، بالإضافة الى انطلاق قذائف صاروخية من منطقة السبعين التي يقع فيها القصر الرئاسي وهو ما أكده عبد القوي القيسي مدير مكتب الشيخ صادق الأحمر، مشيرا الى أن الأحمر وأنصاره في حالة "دفاع عن النفس". وقال مصدر مقرب من الأحمر للمصدر أونلاين إن سيطرتهم على بعض المؤسسات كانت بسبب تجمع ما وصفها ب"ميليشيات" تابعة لصالح فيها واستخدامها كمحطة لمهاجمة منزل الأحمر، مضيفاً أن مقاتلي الأحمر سيطروا على مؤسسة مياه الريف الواقعة على الشارع المؤدي إلى مبنى التلفزيون. وبحسب شهود عيان فإن أدخنة كثيفة شوهدت تتصاعد ظهراً من المعهد البيطري الواقع جنوب منزل الشيخ الأحمر في منطقة الحصبة، ويعتقد أنه أصيب بقذائف. مساءً خفت حدة الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة والخفيفة ودوت اصوات انفجارات قذائف مدفعية وصاروخية بشكل كثيف وشوهدت أعمدة اللهب تندلع من عمارة كبيرة قريبة من منزل الشيخ الأحمر، كما اندلعت نيران من حوش مؤسسة مياه الريف الواقعة على خط التلفزيون والتي اتهم المصد الرسمي انصار الأحمر بالمسؤولية عن قصفها وإحراق مواد قالت ان كلفتها مليارات الريالات، غير أن مصادر أخرى غير رسمية قالت ان الحريق هو بفعل قصف قوات صالح التي عادة ما تلجأ لذلك عندما تفقد السيطرة على احد المباني. واستمرت المواجهات في محيط مبنى مجلس الشورى الذي يحاول أنصار الأحمر السيطرة عليه بسبب ما قالوا أنه تمترس مليشيات مسلحة تابعة لصالح في المبنى وإطلاقها النار منه. وجاءت هذه المواجهات بعد هدنة عقدتها الوساطة بين الجانبين منذ الخميس الماضي وحاولت بذل مساعي لإيقاف المواجهات وتوصلت الى حلول وافق عليها الجانبان نظريا وتتضمن انهاء المواجهات مقابل تسليم أنصار الأحمر للمؤسسات الحكومية التي سيطروا عليها الى لجنة الوساطة مقابل إخلاء قوات صالح للمباني القريبة من منزل الأحمر والتي تمركزوا فيها في وقت سابق على أن تتوقف القوات التابعة لصالح عن مهاجمة منزل الأحمر، الا أن الوساطة تعثرت عند البدء بتنفيذ الخطوة الأولى وقالت أن القوات التابعة لصالح رفضت تنفيذها. وكانت المواجهات بين الجانبين قد اندلعت لأول مرة يوم الاثنين (23 مايو) ووقع قتال عنيف على مدى ثلاثة أيام خلف 115 قتيلاً وعشرات الجرحى. وانتهت الجولة الأولى من المواجهات بسقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين وسيطرة أنصار الأحمر على وزارات الإدارة المحلية والصناعة والتجارة والتربية والتعليم ووزارة الكهرباء ومبنى معسكر شرطة النجدة ووكالة الأنباء اليمنية سبأ. --انتهى --------------- *الصورة لدبابات في أحد الشوارع القريبة من منزل الشيخ صادق الأحمر- عن AP