وليد ابو مرشد وجد الكثير من السعوديات أنفسهن في مجال الحرف اليدوية ومشاريع الأسر المنتجة في الفترة الأخيرة. واستطعن إقناع المجتمع المحلي بهذه الخطوة في أن يكون البائع امرأة، بل وتجاوزن ذلك مستغلات وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في تسويق أعمالهن. وشاركن في العديد من الفعاليات في مناطق السعودية، ليبرزن تراث الأجداد في مهنة تتوارثها الأجيال وترسم ملامح من التاريخ المحلي. وأيضاً حققن عوائد مادية مجزية لهن ولأسرهن، من خلال المشاركة في معارض الأسر المنتجة، ونجحن في تسويق إنتاجهن عبر المهرجانات بشكل جيد أضاف لعائلاتهن عائدا اقتصاديا مجدياً. وحول هذا الأمر، قالت ل "الاقتصادية" قوت أبو حيمد، مسؤولة في مركز التنمية الاجتماعية التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، إن عدد الأسر المنتجة في ازدياد سنويا, خاصة في عناصر الفتيات الشابات اللاتي يدخلن السوق وهن أكثر جرأة وقوة تسويقيا من الكبار. وبينت أبو حيمد أن المركز يضم نحو 150 أسرة منتجة، ولهذا فإن المركز حريص على تأهيل الأسر إداريا وماليا لإعطائهن فرصة لتسويق مشاريعهن بنجاح، خاصة بعد منافسة الفتيات الشابات واستغلالهن أدوات التسويق الإلكترونية ك "إنستجرام وتويتر" في الوصول لقاعدة أكبر من الناس، لذا فإن المركز حريص على إقامة ورش عمل وندوات تتولى تأهيل وتدريب الأسر المنتجة رغم عدم قدرة بعضهن على الكتابة إلا أن إيصال المعلومة لهن بطرق بسيطة كفيل بزيادة الوعي المالي والإداري والتسويقي لهن ليتمكن من المنافسة والنجاح. وشددت أبو حميد على أن المركز يسعى لإقامة مكان دائم للأسر المنتجة فبرأيها إن عدم وجود مكان لتسويق منتجات الأسر هو الحلقة الأضعف التي تعوق نجاحهن. من جهتها، ذكرت الدكتورة وفاء آل الشيخ عضو هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال في جامعة الملك سعود، أن 60 في المائة من المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر تغلق ولا تستمر بسبب قلة الوعي المالي والإداري للسيدات، منوهة إلى أن الأمية ليست عائقا أمام السيدة لتتعلم كيفية إدارة مشروعها، وتابعت: "قبل الورشة كنت متخوفة من أن يكون أغلب الحاضرات من السيدات الأميات، لكنني فوجئت بأنهن متعطشات لمثل تلك المعلومات إذا قدمت لهن بطريقة مناسبة، حتى أن إحدى السيدات أكدت أن دخلها زاد أكثر بعد أن حضرت الورشة الأولى للبرنامج". وأضافت، خلال ورشة عمل بعنوان "الطريق إلى السوق" أقامها مركز التنمية الاجتماعي في مكتبة الملك عبد العزيز لنحو 27 أسرة منتجة: "إن اختيار السعر أهم خطوة لتسويق المنتج ونجاحه، وأنصح بدراسة المنافسين قبيل تحديد السعر وعدم اختيار سعر أقل بكثير لأن الناس سيشكون جودته، أو سعر أعلى بكثير من المنافسين لأن الناس سيبتعدون عنه. وشددت على أن السعر يجب أن يغطي تكاليف الإنتاج مع ربح بسيط. وأوضحت آل الشيخ أن أكثر المشكلات التي تواجهها الأسر المنتجة عدم وجود طرق للوصول للعملاء، مقترحة وجود ركن أو مكان في كل سوق تجاري يؤجر بسعر بسيط من باب المسؤولية الاجتماعية لعدد من الأسر المنتجة لمدة عامين إلى أن يبدأوا شق الطريق لتأتي أسر غيرهن من أجل زيادة المستفيدات من المشروع. وبينت أن الورشة تستهدف توعية صاحبات المشاريع الصغيرة بالأساس التجاري للمشروع كأساسيات حصر التكاليف، وحصر التجهيزات، ودراسة المنافسين للوصول لتسعير مناسب للمنتج، ومن ثم طرق زيادة دخل المشروع وتنوع طرق المبيعات وإعداد قوائم الدخل. وأضافت آل الشيخ أن المشاريع المتناهية الصغر بحاجة إلى كل أنواع الدعم سواء من قطاع التربية والتعليم، أو القطاع التجاري، أو الإعلامي لتستمر وينجح أصحابها في تحقيق دخل منها.