يعكف مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني على مشروع توثيقي يسلط الضوء على الإنجازات الكبيرة التي حققها معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، رئيس اللجنة الرئاسية للمركز، رحمه الله. ويهدف المشروع إلى التعريف بجهود الشيخ رحمه الله في مجال التأسيس للمركز ودوره الكبير في تحقيق هذا المشروع، الذي حظي بدعم ورعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله. وأكد معالي الأستاذ/ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن هناك العديد من الأفكار والمواضيع التي يتم دراستها في إطار هذا المشروع، ومن بينها كتاب توثيقي يرصد جهود الفقيد ومسيرة الحوار منذ أن كان فكرة إلى أن أصبح واقعاً، بالإضافة إلى ملف متكامل في مجلة الحوار، التي يصدرها المركز تكشف بعض الجوانب الشخصية للشيخ والتي لم قد لا تكون معروفة للكثير، وندوة علمية تتناول الجوانب الشرعية والقانونية والفكرية والاقتصادية في مسيرته رحمه الله. وبين أن من ضمن الأفكار المطروحة حالياً توثيق المقالات والآراء التي نشرت بعد وفاة معالي الشيخ صالح الحصين، رحمة الله، والتي تناولت أجزاء من سيرته العطرة، والجوانب الخاصة بحياته الشخصية والمهنية. وقال إن علاقة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، بالشيخ صالح الحصين رحمه الله، بدأت منذ بداية المركز، فأعطى المركز وسياسته الكثير من صفاته الشخصية والقائمة على الوسطية والتسامح والعمق الفكري في الطرح، والتمكن في القضايا الشرعية والقانونية والاقتصادية. وأوضح بن معمر أن توثيق ورصد الجوانب الشخصية والعلمية للشيخ صالح الحصين رحمة الله، ليست بالعمل البسيط، ولا يمكن حصرها في عمل أو إصدار واحد، لما يتميز فيه رحمه الله من الصفات والإمكانات التي تعتبر نادرة في أن تجتمع في شخص واحد. ودعا الجهات الأخرى التي كان لها علاقة سابقة بالشيخ صالح للتعاون مع المركز لإنجاز هذا المشروع وتوثيق مسيرة حياته رحمه الله، ليتم نشرها بين الأجيال التي لم تتعرف جيداً على الشيخ رحمه، لتنهل من علمه وسماحته، وليكون قدوة لمن أراد الموائمة بين العلم والتواضع وقوة الرأي مع الزهد. يذكر أن معالي الشيخ صالح الحصين، رحمه الله، هو أول رئيس للقاء الفكري للحوار الوطني، وأول رئيس للجنة الرئاسية للمركز، كما أنه قد فاز بجائزة الملك فيصل العالمية في مجال خدمة الإسلام في دورتها التاسعة والعشرين، حيث نال الجائزة مناصفة مع الشيخ يوسف الحجى الكويتي الجنسية، تقديراً لدوره البارز في الدعوة الإسلامية وأعمال البر، والحرص على الوسطية في المجتمع الإسلامي. وله بحوث رصينة في مجال الاقتصاد الإسلامي، وقدرته على استيعاب تطورات الاقتصاد العالمي الحديث، كما تقلد رحمه العديد من المناصب الوزارية وكلّف رحمه الله بالعديد من الأعمال الهامة في الدولة، ومن أبرزها الإشراف على هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، ورئيس لهيئة التأديب، ووزير دولة، وعضو في مجلس الوزراء، ورئيس عام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وعضواً في هيئة كبار العلماء إلى حين وفاته.