وليد ابو مرشد تزخر منطقة وسط الرياض بعدد من المعالم التاريخية والمتاحف التي تفتح أبوابها للزوار والسياح بعد أن تم تأهيلها وتطويرها منذ سنوات، حيث يعد قصر المصمك، والمتحف الوطني، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي بما يحويه من قصور تاريخية أبرز هذه المواقع. ورغم ما تحويه هذه المواقع من عروض متحفية قيمة تبرز تاريخ مدينة الرياض والمملكة، إلا أن أغلب زوارها هم من غير السعوديين سواء من المقيمين وخاصة الأجانب أو زوار المملكة من ضيوف الدولة والمشاركين في المناسبات والفعاليات المقامة في العاصمة. وفي البداية أكد عبدالله السعود مدير المتحف الوطني أن ضعف الثقافة المتحفية لدى الكثير من المواطنين هي من أبرز مسببات هذا العزوف، مبينا أن المتحف الوطني يشكل أحد الإنجازات الوطنية الهامة سواء في تصميمه المعماري الفريد أو مقتنياته ومعروضاته المتنوعة أو ما يحيط به من حدائق ومبانٍ جميلة، ولعل هذا من العوامل المشجعة لزيارته إلا أنه وبرغم ذلك فإن نسبة الزيارات للمتحف لا تزال متدنية قياسا بما هو مأمول، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن الثقافة المتحفية لدى شريحة كبيرة من المجتمع لا تزال ضعيفة وليست ضمن أولويات في برامج العديد من الأسر السعودية، وقد يكون من أسباب ذلك قصر التجربة المتحفية في بلادنا حيث العمر الزمني لأول متحف رسمي افتتح في المملكة لا يزيد عن خمسة وأربعين عاما، بينما نجد العديد من دول العالم تزيد أعمار المتاحف الموجودة بها على المئة وخمسين عاما وأكثر، وبرغم ذلك فلا يجب أن نجعل هذا عذرا بل علينا نحن في الهيئة العامة للسياحة والآثار بحكم المسؤولية المباشرة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني دور كبير في إيصال رسالة المتحف إلى فئات المجتمع كافة والتعريف به والسعي لأن تكون زيارة المتحف ضمن برامج المؤسسات التعليمية والبرامج الأسرية والإعلامية وغيرها، وهذا هو التوجه الحالي للهيئة العامة للسياحة والآثار والذي نتمنى أن يساهم في رفع الوعي بأهمية المتاحف لدى المجتمع. من جهته أشار ناصر بن عبدالكريم العريفي مدير متحف المصمك التاريخي إلى أن المقيمين والزوار وضيوف الدولة يشكلون النسبة الأعلى من زوار المصمك فيما عدا طلاب المدارس، مؤكدا على أهمية زيادة الوعي الثقافي في المجتمع بأهمية دور المتاحف في الحياة الاجتماعية وأهمية ما تبرزه من بعد حضاري وتاريخي للمملكة. بدوره أشار المرشد السياحي متعب الحمود إلى أن أغلب الوفود والمجموعات التي يرافقها في زيارة منطقة وسط الرياض التاريخي هم من ضيوف المملكة الرسميين أو ضيوف شركات القطاع الخاص، موضحاً أنه نادراً ما يرغب المواطنون أو المقيمون في الخروج في رحلة أو برنامج سياحي لمنطقة وسط الرياض، مبينا أنه من واقع تجربته العملية فإن الكثيرين يستغربون حديثه عن تنظيم برنامج سياحي وسط الرياض بل ويتفاجأون بوجود متاحف أو أسواق تاريخية، مبرراً ذلك باهتمام السعوديين بالسياحة الترفيهية وندرة الإقبال على السياحة الثقافية.