غياب الدعم الإعلامي للسياحة الثقافية، وخاصة الداخلية تسبب في عزوف المواطنين عن زيارة المعالم التاريخية والمتاحف التي تفتح أبوابها طوال العام أمام الزوار والسياح بعد أن تم تأهيلها وتطويرها منذ سنوات. وتزخر منطقة وسط الرياض بأبرز هذه المعالم، منها قصر المصمك، والمتحف الوطني، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي بما يحويه من قصور تاريخية، إلا أنها تعاني من جفاء الجمهور. وأكد مدير متحف المصمك التاريخي ناصر بن عبدالكريم العريفي أن الدولة ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار وباهتمام ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عملت على تطوير العروض المتحفية لقصر المصمك ليصبح من أفضل المتاحف التاريخية مما جعل زيارته ممتعة وثرية ومبهرة وهذا ما لمسناه في الزوار لاسيما وأن العرض المتحفي مبسط وغير ممل ويوصل المعلومة بطريقة عرض جذابة، مشيرا إلى أن المقيمين والزوار وضيوف الدولة يشكلون النسبة الأعلى من زوار المصمك فيما عدا طلاب المدارس، ويناشد الجهات ذات الاختصاص بالعمل على زيادة الوعي الثقافي في المجتمع السعودي بأهمية دور المتاحف في الحياة الاجتماعية، وما تبرزه من بعد حضاري وتاريخي للبلاد. ويبرر مدير المتحف الوطني د.عبدالله السعود عزوف المواطنين عن زيارة المتاحف بضعف الثقافة السياحية، وخاصة المتحفية لدى الكثير من المواطنين، قائلا: يشكل المتحف الوطني إحدى الإنجازات الوطنية المهمة سواء في تصميمه المعماري الفريد أو مقتنياته ومعروضاته المتنوعة أو ما يحيط به من حدائق ومبان جميلة، ورغم كل هذه العوامل المشجعة على زيارته، إلا أن نسبة الزيارات للمتحف ما تزال متدنية قياسا بما هو مأمول. وينحو السعود باللائمة - في المقام الأول- إلى ضعف الثقافة المتحفية لدى شريحة كبيرة من المجتمع، كما أن زيارة المتاحف والأماكن التاريخية والأثرية ليست ضمن أولويات البرامج السياحية للأسرة السعودية، بالإضافة إلى قصر التجربة المتحفية، حيث لا يتعدى العمر الزمني لأول متحف رسمي في المملكة عن خمسة وأربعين عاما، وأشار السعود إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار بحكم مسؤوليتها المباشرة وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني تأخذ على عاتقها الدور الكبير في إيصال رسالة المتحف إلى فئات المجتمع كافة، والتعريف به، وتسعى حثيثا لتضمين زيارة المتحف في برامج المؤسسات التعليمية والبرامج الأسرية والإعلامية وغيرها، مؤكدا أن هذا التوجه هو الشغل الشاغل للهيئة في الوقت الراهن، متمنيا أن يساهم ذلك في رفع الوعي بأهمية المتاحف لدى المجتمع. بدوره أوضح المرشد السياحي متعب الحمود أن أغلب الوفود والمجموعات التي يرافقها في زيارة منطقة وسط الرياض التاريخي هم من ضيوف المملكة الرسميين أو ضيوف شركات القطاع الخاص، موضحاً أنه نادراً ما يرغب المواطنون أو المقيمون في الخروج في رحلة أو برنامج سياحي لمنطقة وسط الرياض، وذكر أنه من واقع تجربته العملية فإن الكثيرون يندهشون من حديثه عن تنظيم برنامج سياحي وسط الرياض بل ويتفاجأون بوجود متاحف أو أسواق تاريخية، مبرراً ذلك باهتمام السعوديين بالسياحة الترفيهية وندرة الإقبال على السياحة الثقافية، خاصة وأن الثقافة المتحفية عمرها قصير بالمملكة واعتقاد البعض أن هناك معوقات إجرائية قد تعوق زيارة المنطقة.