:الجزيرة كشفت هيئة حقوق الإنسان أن 80% من المتسولين يستخدمون الأطفال لاستدرار عطف الناس وزيادة الغلة اليومية لهم، موضحة أن هذا العمل يعتبر أحد أهم أنواع الاتجار بالبشر التي يعاقب عليها القانون السعودي. وأوضح عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والرئيس التأسيسي للجمعية السعودية لرعاية الطفولة معتوق الشريف أن موضوع استغلال الأطفال في التسول عند الإشارات المرورية هو من أخطر أنواع الرق والعبودية والاستغلال لكون الأطفال الفئة الأضعف في المجتمعات، مبينا ان استخدام الأطفال في التسول يصنف ضمن عالميا ضمن الاتجار بالبشر، مؤكدا أن التسول يعد أحد أكبر أنواع الاتجار بالأطفال خاصةً في الدول العربية التي تتميّز مجتمعاتها بطبيعتها العاطفية، فان التسول يصاحبه انتهاكا لحقوق الأطفال حيث يتعمد مهربوهم والمتاجرين بهم إلى إحداث عاهات متعمّدة لهم من أجل استعطاف الناس، إضافة إلى أنهم يعرضوهم لخطر التعامل المباشر مع الغرباء، ولأنواع أخرى من الاعتداءات، كالاعتداء الجنسي واللفظي والتحقير والإذلال من قبل الآخرين نظراً لتواجدهم المستمر في الشوارع وكذلك خطر الحوادث المرورية، كما أن هؤلاء المتاجرون بالأطفال يستغلون تعاطف الناس مع الأطفال وعدم الشك بهم وقلّة المعلومات التي لديهم فيستخدمونهم في توزيع المخدرات والممنوعات والأنشطة غير المشروعة، وهذا يعرّضهم لخطر الإدمان عليها،كما أنهم يستخدمون الأطفال كقطع غيار لبيع أعضائهم لأشخاص مستفيدين. وأبان مازن بترجي رئيس مجلس إدارة جمعية البر بجدة أن مركز إيواء الأطفال المتسولين التابع للجمعية يعمل بالتعاون مع الجهات الأمنية على إيداع الأطفال المتسولين إما لوجود آبائهم في إدارة الترحيل حتى يتم إنهاء إجراءات ترحيلهم مع ذويهم أو لحين إصدار إقامة نظامية بعد أن يتم سداد الغرامات المالية، حيث يتعهد الكفيل بعدم تكرار مهنة التسول لهؤلاء الأطفال، مضيفاً بأن المركز يبدأ منذ لحظة وصول الأطفال بتسجيل بياناتهم الشخصية وأرشفة معلوماتهم واستلام ما بحوزتهم من مبالغ مالية وعينية ووضعها في الأمانات وتبديل ملابسهم القديمة بأخرى جديدة؛ إضافة لإجراء فحص طبي شامل عليهم وإعداد تقرير طبي عن حالة كل طفل واتخاذ اللازم حيال ذلك، لافتا إلى أن المركز لا يقتصر دوره على إيواء هؤلاء الأطفال فقط وإنما يتعدى ذلك عبر تأهيلهم من جديد وتعليمهم القرآن الكريم وتوعيتهم وتوجيههم بكثير من المبادئ وتعريفهم بأن ما يقومون به خطأ كبير لابد من تجنبه، مبينا أن المركز استقبل العام الماضي 538 طفل وطفلة بمركز إيواء الأطفال المتسولين حيث تم ترحيل 503 منهم وتسليم 18 طفل وطفلة لذويهم.