الجزيرة احتفت ثلوثية الدكتور محمد بن عبدالله المشوح مساء أمس الأول بتكريم الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي رئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً الأمين العام لمركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية. وشهد الأمسية الدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام ونخبة من أعضاء مجلس الشورى والأكاديميين وأساتذة الجامعات وعدد من القيادات الثقافية والإعلامية. وفي مستهل الأمسية لفت الدكتور محمد المشوح إلى أن الدكتور الوشمي صنع من نادي أنموذجاً فريداً ومثالياً في المناشط طيلة عضويته ونيابته ثم رئاسته والذي من صنع مع قلة الموارد المالية وضعف الإمكانات البشرية والبنية التحتية حراكاً أدبياً وثقافياً لم ينقطع طيلة أيام الأسبوع بعيداً عن التجاذبات والإسفافات التي أوهنت همم الأندية الأخرى. وأكّد الدكتور المشوح أن العنوان الأبرز لمرحلة الدكتور الوشمي هو التنوّع الثقافي الرصين والمستنير والذي استقطب من خلاله كافة الشرائح والمكونات والأطياف الثقافية، بل استطاع بحكنته وحكمته وأخلاقه أن يستدرجها لعتبات النادي وكراسيه بعد أن قطعت العهود والوعود والمواثيق أن لا تدلف أبوابه فنظّم الدورات التدريبية واحتفى برموز الأدب وأقام الأمسيات القصصية. وأشار الدكتور المشوح في معرض كلمته إلى أن من دلفوا أبواب النادي إبان فترة عمل الدكتور الوشمي هم أضعاف من دخلوا أبوابه منذ تأسيسه، لافتاً إلى أنه أحسن صنعاً حينما قدَّم استقالته لا لشيء لكن ليثبت أن العمل الذي قدَّمه طيلة سبع سنوات صالحاً للاستمرار؛ فلقد استوى سوقه وأثمر ينعه. وختم الدكتور المشوح بأن المهمة التي أوكلت إلى الدكتور الوشمي في مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية ليست سهلة وهو يقوم بدور الحارس الأمين على صرح وليد هام يتطلع المثقفون إلى أن تستعيد اللغة العربية معه دورها المسلوب والمفقود بعد تلك المزاحمات والمضايقات على لغة العرب لينهض بمسؤولية كبرى علها تعيد الأمل والفأل للغتنا العربية. وتناول المحتفى به الدكتور عبدالله الوشمي في معرض حديثه أن الأندية الأدبية مشروع وطني وحلم ثقافي من حق الجميع أن يعلم ما يدور فيها وأن يشارك في صنع مستقبلها لافتاً إلى أن المؤسسة الثقافية الراشدة هي التي تتنفس من خلال الآخرين. وأشار إلى أن ما قدّمه النادي هو تفعيل لما رسم في الخطط السابقة وامتداد للبذور الطيِّبة التي وضعها رؤساء مجلس الإدارة السابقين. المسيرة والتاريخ ولفت الدكتور الوشمي إلى أن من المشروعات المحببة إلى قلبه إبان رئاسته للنادي الأدبي هو مشروع توثيق مسيرة النادي تحت عنوان (النادي الأدبي المسيرة والتاريخ) رصد فيه أسماء رؤساء مجلس الإدارة السابقين وأبرز الإنجازات والأعمال منذ تأسيس النادي ليستفيد الجميع من إيجابيات وسلبيات تلك المرحلة. واستعرض في معرض حديثه أبرز تلك المناشط والأعمال التي شرع فيها مع زملائه أعضاء مجلس الإدارة، موضحاً أنها تمثّلت في عقد الشراكات مع الجامعات السعودية والكراسي العلمية والصحف المحلية بالإضافة إلى البنوك والجمعيات الأدبية والثقافية والتعاون والتنسيق مع السفارات العربية والشقيقة في تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية والأدبية المتنوِّعة في موضوعاتها.ولم يخف الدكتور الوشمي أنه استفاد كثيراً من أعضاء مجلس الإدارة من خلال خبرتهم العلمية والعملية إلا أنه في الوقت نفسه لم يبد ارتياحاً من الميزانيات المرصودة للأندية الأدبية، وأكّد في هذا السياق أن عقد لاعب أجنبي واحد يفوق مالياً مجموع ميزانيات الأندية الأدبية في المملكة. وأشار الدكتور الوشمي إلى أن من البرامج النوعية التي أطلقها النادي برنامج بيت الشعر، داعياً في الوقت ذاته لأن يكون مشروعاً مستقلاً بذاته ويقدّم جملة من الأنشطة، وتمنى أن يرى معرض الكتاب الخيري الذي نفذه النادي الأدبي في وقت سابق معرضاً رسمياً على مستوى المملكة تشارك فيه جهات حكومية وأهلية وخيرية بالإضافة إلى الأفراد ومن لهم صلة بالكتاب. مداخلات الدكتور محمد الربيع رئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً أكّد في مداخلته أن الدكتور الوشمي يتمتع بصفات قيادية مهمة وسعة أفق وحلم كبير استطاع من هذه القدرات التعامل بكفاءة عالية مع منسوبي النادي والمستفيدين من برامجه وفعالياته. ورأى حمد القاضي عضو مجلس الشورى أن الدكتور الوشمي سار على نهج ونبل وأخلاق والده واستطاع من خلال ما يملكه من صفات وقدرات في إدارة مسيرة النادي بنجاح كبير والتعامل بقدرة عالية مع مختلف أطياف المجتمع. وأعلن الدكتور عبدالله الحيدري رئيس نادي الرياض الأدبي حالياً عن إطلاق النادي حفل تكريمي للدكتور الوشمي منتصف الشهر المقبل، لافتاً إلى أنه شاهد عملاً لافتاً إبان رئاسة الدكتور الوشمي للنادي واستطاع أن يضع مسارات واضحة لتأسيس العمل الجماعي المثمر بعيداً عن الأنانية. وفي ختام الحفل قدّم الدكتور محمد المشوح درعاً تكريمياً لضيف الثلوثية.