وصل وزير الخارجية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إلى الإمارات الأحد، حيث قابل عدداً من كبار المسؤولين، ضمن تحرك يعقب تزايد التوتر بين طهران ودول الخليج مؤخراً على خلفية اتهام إيران بالتدخل في شؤون المنطقة، ولكن وميله وزير الداخلية الإيرانية واكب الزيارة بانتقادات وصف عبرها تصريحات نظرائه في الخليج حول إيران بأنها "أكاذيب." ولم يرشح الكثير عن لقاء صالحي بنظيره الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، ولكن وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية نقلت في إطار متصل أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استقبل صالحي والوفد المرافق له، واستعرض معه "مجمل الأوضاع الراهنة في المنطقة وسبل تعزيز السلام والاستقرار فيها." وأضافت الوكالة أن المسؤول الإماراتي أكد خلال الزيارة "أهمية ترسيخ الاستقرار في المنطقة وضرورة التواصل بين المسؤولين في دولة الإمارات والجمهورية الإسلامية الإيرانية" مع تأكيد "الاحترام المتبادل لسيادة الدول في المنطقة." وتطرق النقاش خلال اللقاء إلى الوضع في مملكة البحرين، والتي كانت الاحتجاجات فيها بين أبرز أسباب تزايد التوتر مع إيران، وفي هذا السياق، أكدت وكالة الأنباء الإماراتية أن آل مكتوم "نوه بحكمة القيادة البحرينية في التعامل مع الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين مؤخرا." ولم تشر الوكالة الإماراتية إلى رد الوزير الإيراني على هذا الموقف، ولكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ايرنا" قالت إن صالحي "شدد خلال اللقاء على ضرورة تسوية أزمة البحرين بالطرق السلمية وضرورة الاستجابة لمطالب الشعب البحريني وانسحاب القوات الأجنبية من الأراضي البحرينية" بإشارة إلى قوات درع الجزيرة التي تشارك الإمارات نفسها بها. وفي الوقت الذي كان فيه صالحي يجري اللقاءات في الإمارات، كان زميله في الحكومة الإيرانية، وزير الداخلية مصطفى محمد نجار، يتحدث في طهران رداً على ما وصفها ب"مزاعم مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي" حول تدخل إيران بشؤون المنطقة، وبينها البحرين. وقال نجار إن التصريحات الخليجية "ما هي إلا أكاذيب كانوا ينسبونها إلى إيران سابقا، واليوم وبعد أن واجهوا العديد من المشاكل مع شعوبهم يسعون إلى الإسقاط وتحميل الآخرين المسؤولية." على حد تعبيره. وتابع نجار، رداً على تصريحات وزراء داخلية مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الأخير بالعاصمة الإماراتيةأبوظبي، إن إيران "أظهرت خلال السنوات الثلاثين الماضية دورها الداعم للسلام والاستقرار والأمن،" زاعماً أن بلاده "لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي بلد." ولم يفت نجار إعادة طرح قضية اسم الخليج المختلف عليه بين "العربي" و"الفارسي" فقال "الخليج الفارسي كان وسيبقى دوما هو الخليج الفارسي والوثائق التي تثبت ذلك موجودة ومنذ آلاف السنوات،" على حد تعبيره.