يشهد سكان كوكب الأرض غدا (الأحد) ظاهرة فلكية نادرة، وذلك بعدما يختفي كوكب الزهرة خلف القمر، في حدث سيكون الوحيد الذي يمكن للناس رؤيته في وضح النهار. وتعتبر هذه الظاهرة مقدمة لمرور الزهرة من أمام الشمس في وقت لاحق من العام الجاري. ويمثل ذلك بدء دورة خاصة للزهرة، يمر خلالها الكوكب بين الشمس والأرض، وهو أمر لن يتكرر إلا في الخامس من يونيو 2012، وبعدها لن تحدث هذه الظاهرة الفلكية إلا في عام 2117، وبالتالي فإن ذلك يشكل الفرصة الوحيدة لمعظم البشر لمتابعة الظاهرة التي لن تحدث مجدداً لقرابة قرن. ومن المتوقع أن تتزامن الظاهرة مع اقتراب سديم نجمي من القمر والزهرة، لتظهر ثلاثة أشكال مضيئة ومتجاورة في الفضاء، لكن السديم- لسوء الحظ- لن يظهر بالعين المجردة، لذلك ينصح باستخدام المرقاب لرصده. ويتزامن اقتراب الزهرة من القمر مع كون الأخير في مرحلة الهلال، مما سيجعل المنظر أقرب إلى صورة الهلال والنجمة التي تتخذها الكثير من الدول العربية والإسلامية شعاراً لها، علماً أن احتجاب الزهرة سيكون مرئيا من جميع الدول العربية، وإن بشكل متفاوت. وقد بدأ كوكب الزهرة بالاقتراب التدريجي من الأرض منذ مطلع العام الجاري، وهو الآن على بعد 210 ملايين كيلومتر، ويمكن للمراقبين بالعدسات المقربة رؤيته حالياً على شكل قمر صغير. وسيصل الزهرة في 20 أغسطس المقبل إلى مسافة قريبة من الشمس لا تتجاوز 105 ملايين كيلومتر، يبدأ معها بالظهور في الأفق صباحاً، ومن ثم يمر بين الشمس وكوكب الأرض في 29 أكتوبر المقبل. وسيبدأ الاحتجاب في غرب الدول العربية بعد شروق شمس يوم الأحد بقليل، في حين أنه سيبدأ في شرق العالم العربي قرب وقت الظهيرة، وستبقى الزهرة مختفية خلف قرص القمر فترة من الزمن لتعود بالظهور بعد ذلك من خلف القمر.