قامت قوات الأمن السورية أمس الجمعة بمجزرة بشعة في مدينة درعا بعد أن قامت بإطلاق وابل من الرصاص الحي على المتظاهرين بعد خروجهم من صلاة الجمعة للتظاهر ضد حزب البعث الحاكم، فيما أعلن التلفزيون الرسمي السوري مقتل 19 شرطياً على يد عصابات مسلحة تسللت داخل المتظاهرين. ويقول مراقبون: إن (الفبركة الحكومية) بقتل 19 شرطياً على يد عصابات مسلحة ما هي إلا (لعبة مكشوفة) للتهرب من المسؤولية عن مقتل أكثر من 30 متظاهراً في مدن عدة بسورية على يد قوات الأمن. إلى ذلك، أكدت مصادر من المعارضة السورية أن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة فى مدينة دير الزور في شرق البلاد. وفي التفاصيل، أكدت مصادر مسؤولة مقتل 30 مدنيا في تظاهرات درعا السورية الجمعة. وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية قد أعلن مقتل 19 عنصرا وجرح 75 عنصرا من قوات الشرطة والأمن إثر إطلاق (مجموعات مسلحة) النار عليهم في درعا التي تقع على بعد 100 كلم جنوب العاصمة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن المصدر أن (عدد الشهداء من قوات الشرطة والأمن ارتفع إلى تسعة عشر شهيدا وخمسة وسبعين جريحا بإطلاق النار عليهم من مجموعات مسلحة في مدينة درعا الجمعة). وانطلقت تظاهرات حاشدة في العديد من المدن السورية بعد صلاة الجمعة، والتي أطلق عليها (جمعة الصمود)، تطالب بالحرية تلبية لنداءات ناشطين. وفي مناطق شرق سورية التي يقطنها غالبية كردية اندلعت احتجاجات حاشدة، وذلك بعد يوم واحد فقط من عرض الرئيس بشار الأسد منح أكراد كانوا يصنفون على أنهم أجانب الجنسية السورية. وقال الناشط الكردي حسن كامل، وهو عضو بارز في الحزب الديمقراطي الكردي، في تصريحات لوكالة رويترز، إن لفتة المواطنة التي عرضها الأسد لم تؤد إلا لإشعال الشارع، موضحاً أن القضية الكردية قضية ديمقراطية وحرية وهوية ثقافية. وشهدت مدينة درعا الواقعة أقصى جنوب سورية أعنف المظاهرات وأكثرها دموية، حيث تجمع حوالي عشرة آلاف متظاهر في ساحة السرايا في منطقة درعا المحطة بالرغم من التواجد الأمني غير المسبوق في المنطقة وحصار قوات الأمن لها لمنع المتظاهرين في درعا المحطة من الالتقاء بمظاهرة درعا البلد. وقال أحد الشهود رأيت بركا من الدماء وثلاث جثث في الشارع ينقلها أقارب في منطقة المحطة. وأفاد شهود أن محتجين أشعلوا النار في مقر لحزب البعث وحطموا تمثالا لباسل الأسد الشقيق الراحل للرئيس بشار في المدينة. وأفاد شهود عيان عن وقوع العديد من الإصابات إثر إطلاق نار كثيف استهدف المتظاهرين. وفي اللاذقية هناك تجمعات لتظاهرات حاشدة في منطقتي الشيخ ضاهر والصليبة. وخرج المئات من منطقة سري كانيي في محافظة الحسكة استجابة لنداء حركة الشباب الكردي (جوانين كرد)، وقد انضمت إليهم أعداد كبيرة من العرب. وفي عامودا خرج حوالي 3000 شخص يرفعون العلم السوري، وفي مدينة القامشلي خرج 10 آلاف شخص إلى الشوارع، وردد المتظاهرون شعارات أبرزها أن الحركة الكردية هي الممثل الشرعي للشعب الكردي، وأن العشائر لا تمثل الشعب الكردي, وهتافات (الحرية، الشعب السوري واحد، الشهيد لا يموت). وفي حمص انطلقت المظاهرات من دير بعلبة والوعر باتجاه المدينة، ووجهت نداءً إلى جميع القرى وأبناء المدينة للالتحاق بهم، ولا يوجد أي إطلاق نار أو غازات حتى اللحظة. ويقول مراقبون وناشطون إن تظاهرات الجمعة التي عمت العديد من المدن السورية هي رسالة واضحة للنظام في دمشق، يقرأ منها أن جملة الإصلاحات التي أعلنت عنها القيادة السياسية دون مستوى تطلعات الشارع السوري. ويؤكد ناشطون من تجمع (شباب الانتفاضة) الكردي، وهو المحرك الرئيس للحركة الاحتجاجية في المدن الكردية، أن الحرية هي المطلب الرئيس للأكراد لا الجنسية. ويقول أحد نشطاء التجمع، لقناة العربية الفضائية : (لا نقبل الرشاوى، وليس بإمكان أحد تحييد الشباب الكردي عن حركة الشارع السوري برمته). وكان الناشط يقصد مرسوماً رئاسياً سيتم بموجبه إعادة تجنيس الأكراد الذين جردوا من هوياتهم السورية في إحصاء استثنائي جرى عام 1962. وأبلغ نشطاء آخرون أن (دائرة التظاهرات اتسعت في المدن الكردية هذا الأسبوع لتشمل مدينتي الدرباسية وديريك، إلى جانب القامشلي وعامودا التي تشهد جميعها مظاهرات الجمعة). ورفع المتظاهرون، لافتات كتب عليها (من يعوضني عن فقداني الجنسية 49 عاماً)، (وجهاء العشائر لا يمثلون الشعب الكردي، فلهم من يمثلونه)، (الحرية لا الجنسية)، لا لقانون الطوترس نعم لتغيير الدستور.