عمت اليوم مظاهرات عنيفة المدن السورية في “جمعة الصمود” كما أطلق عليها المتظاهرون الذين شارك معهم هذه المرة بقوة الأكراد في العديد من المدن السورية بعد صلاة الجمعة 8-4-2011، يطالبون بالحرية، ومواجهة الديكتاتورية في سوريا. وقد عمت العديد من المدن السورية المظاهرات في رسالة واضحة للنظام في دمشق، يقرأ منها أن جملة الإصلاحات التي أعلنت عنها القيادة السياسية دون مستوى تطلعات الشارع السوري حيث قام محتجون بإشعال النار في مقر لحزب البعث وحطموا تمثالا لباسل الأسد الشقيق الراحل للرئيس بشار في المدينة. وشهدت مدينة درعا الواقعة أقصى جنوب سوريا أعنف المظاهرات وأكثرها دموية، حيث تجمع حوالي عشرة آلاف متظاهر في ساحة السرايا في منطقة درعا المحطة بالرغم من التواجد الأمني غير المسبوق في المنطقة وحصار قوات الأمن لها لمنع المتظاهرين في درعا المحطة من الالتقاء بمظاهرة درعا البلد. وفي حمص انطلقت المظاهرات من دير بعلبة والوعر باتجاه المدينة، ووجهت نداءً إلى جميع القرى وأبناء المدينة للالتحاق بهم، ولا يوجد أي إطلاق نار أو غازات حتى اللحظة. وفي عامودا خرج حوالي 3000 شخص يرفعون العلم السوري، وفي مدينة القامشلي خرج 10 آلاف شخص إلى الشوارع، وردد المتظاهرون شعارات أبرزها أن الحركة الكردية هي الممثل الشرعي للشعب الكردي، وأن العشائر لا تمثل الشعب الكردي، وهتافات “الحرية، الشعب السوري واحد، الشهيد لا يموت”. وأفاد شهود عيان عن وقوع العديد من الإصابات إثر إطلاق نار كثيف استهدف المتظاهرين وقال أحدهم رأيت بركا من الدماء وثلاث جثث في الشارع ينقلها أقارب في منطقة المحطة. ويؤكد ناشطون من تجمع “شباب الانتفاضة” الكردي، وهو المحرك الرئيس للحركة الاحتجاجية في المدن الكردية، أن الحرية هي المطلب الرئيس للأكراد لا الجنسية. وكان الناشط يقصد مرسوماً رئاسياً سيتم بموجبه إعادة تجنيس الأكراد الذين جردوا من هوياتهم السورية في إحصاء استثنائي جرى عام 1962.