النخلة .. شجرة فريدة تنتشر في المملكة العربية السعودية لا يتساقط ورقها ، وورد ذكرها في القرآن 21 موضعا ،وفي السّنّة أكثر من 300 حديث وهي سلة غذاء ودواء وإناء ، كلُ جزء فيها له فوائد عظيمة من ثمارها وليفها وساقها وسعفها وجريدها ، مع ما تكتنزه من مقومات غذائية واحتوائها على نسبة عالية من المياه والمعادن والأملاح والفيتامينات والسكريات وغيره ، قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله ، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله أو جاع أهله قالها مرتين أو ثلاثا ) رواه مسلم. وأحصت وزارة الزراعة عدد النخيل المزروعة في المملكة بنحو 23 مليون نخلة ، متعددة الأصناف والأنواع ، وتصدِّر المملكة التمر للعديد من دول العالم عن طريق تعبئته أو تصنيعه كمنتج غذائي وتجاري. ويقدر المختصون أن للنخلة // 365 // فائدة غذائية عالية، وعلى ما يقرب من 80? من السكريات من الوزن الطازج، كما تحتوي ثمارها على كميات كبيرة من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة ذات الأهمية الكبيرة لجسم الإنسان كالبوتاسيوم والمغنسيوم والحديد والفيتامينات. وركزت وزارة الزراعة اهتمامها بالثروة الشجرية في المملكة ، وخصوصا النخلة ، نظرا لقيمتها المهمة في الحياة اليومية قديما ، حيث استخدم الاجداد الكرب وهو بقايا السعف المقصوص ، وقودا للطبخ والتدفئة ، والليف في صنع الحبال، والعذق الذي يحمل التمر يستفاد منه بعد قطف الثمر في كنس الأرض، والسعف حصيرة تفرش على الأرض بدلاً من السجاد. بالإضافة إلى الصناعات الخوصية المختلفة من السرود، ، والقفير أو ما يسمى بالقفة ، والمخرافة التي ينقل فيها المزارع الرطب من مزرعته إلى منزله، والمكاب الذي يغطى به الأكل أو الرطب، والمهفة التي تستخدم في التهوية ، واستعمال " العسبان " في تسقيف المنازل و، عمل الأسيجة وأكشاك الظل ، والسلال ، وعمل حشوات للكراسي ، إلى جانب استخدام الثمار في صناعة السكر الأبيض والعسل الأسود " الدبس " ، واستخدم أوراق وجذوع وبقايا تقليم النخيل في الوقود وعمل السماد البلدي. ووضعت وزارة الزراعة إبان تدشينها للحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل معرضا خاصا عن منتجات النخلة ، وضمنتها الأشغال اليدوية التي تعبر بشكل دقيق عن علاقة الأجداد بالنخلة ، وسر تعلقهم بها في دلالة على الإنسجام التي كانت تعيشه النخلة بين البيوت والمساجد والمزارع. وتسعى الوزارة من خلال هذه الحملة للحفاظ على النخلة التي ساعدت الأجداد في تخطي ظروف حياتهم القاسية ، وحمايتها من سوسة النخيل الحمراء التي داهمتها.