ضمنت فرق ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني وتشلسي الإنكليزي تأهلها إلى الدور الثاني لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد وصولها إلى النقاط الكافية لتحجز مقاعدها في الدور الإقصائي، خلال المباريات التي شاركوا فيها ضمن الجولة الرابعة للمسابقة الأوروبية الأغلى. ونجح ريال بالتأهل إلى الدور الثاني رغم تعادله مع آي سي ميلان الإيطالي (2-2)، في المباراة ضمن منافسات المجموعة السابعة. حفلت المباراة بالإثارة والندية بين الطرفين الذين بذلا جهداً رائعاً لإمتاع الجماهير الذين تجاوز عددهم ال76 ألفاً في مدرجات ملعب جوسيبي مياتزا، في ضاحية سان سيرو في مدينة ميلانو. الشوط الأول يمكن وصف الشوط الأول بمباراة الملاكمة، باعتبار أن الفريقين تبادلا الهجمات الخطرة كما يتبادل الملاكمان اللكمات الموجعة. والملفت أنه لم يكن هناك أي فترة جس نبض من الطرفين، فصافرة الحكم كانت إعلاناً عن بداية النزال الذي سرعان ما أشعلت نيرانه أرض الملعب من اشتداد حرارة اللقاء. الاختبار الأول للحارس كريستيان أبياتي كان في الدقيقة الثالثة عبر تسديدة للأرجنتيني غونزالو هيغواين من على خط منطقة الجزاء لكن الأول أبعدها بأطراف أصابعه إلى ركنية لم تثمر. وضاعت الكرة بين أقدام اللاعبين ورؤوسهم دون أن تدرك شباك أي طرف، فكانت معظم الكرات تنقطع قبل وصولها إلى المنطقة الخطرة. وجرب الغاني كيفين برنس بواتينغ حظه بتسديدة من على مشارف منطقة الجزاء لكن عملاق الفريق الملكي أيكر كاسياس ارتمى على الكرة بالطريقة المناسبة (9). ورد الأرجنتيني أنخيل دي ماريا لريال باختراق ولا أجمل رغم محاولة جيانلوكا زامبروتا المستميتة لمنعه وسدد بيمينه كرة مرت قرب القائم الأيمن (13). واستعاد الفريق اللومباردي المبادرة عبر ايغنازيو اباتي الذي انسل بين المدافعين وسدد كرة علت العارضة (14). وكان أندريا بيرلو على الموعد في مرتين متتاليتين عندما أخذ دور حارس المرمى في الذود عن شباك فريقه فرد تسديدة هيغواين برأسه وهو على خط المرمى، لتتحول لدي ماريا الذي سددها قوية لكن بيرلو وقف سداً في وجهها وهي متجهة نحو الشباك (19). وأهدر السويدي زلاتان ابراهيموفيتش فرصة ذهبية لتحقيق التقدم للفريق الإيطالي، بعدما سدد الكرة وهو على بعد أمتار قليلة من المرمى بشكل عبثي في أحضان كاسياس (23). وانخفضت الخطورة على المرميين دون أن تتوقف الهجمات، حيث اعتمد لاعبو الفريقين على التسديدات من خارج منطقة الجزاء، على أمل أن تباغت إحداها حارس الخصم وتهز شباكه، لكن جميعها انتهى دون الوصول إلى الشباك. ونجح رونالدينيو بضرب مصيدة التسلل التي اعتمدها ريال مدريد بتمريره كرة "على المسطرة" لزميله ابراهيموفيتش الذي انفرد بكاسياس لكن السويدي سددها ساقطة من فوقه لتضل طريق المرمى وتخرج بعيداً (36). وكادت هفوة من الحارس أبياتي أن تمنح التقدم لريال مدريد بعد أن ابعد تسديدة ألونسو بشكل عشوائي لكن القائم الأيمن سانده وأوقف الكرة (37). واقترف مدافعو ميلان خطأً لا يغتفر عندما توقفوا عن اللعب بعدما اعتقدوا أن هيغواين متسللاً، عندما مرر له مواطنه دي ماريا الكرة إلى داخل منطقة الجزاء، لكن الأول تابع طريقه وسدد في المرمى واحتفل بافتتاحه التسجيل (44). الشوط الثاني وبدأ الشوط الثاني بشكل سريع أيضاً وكانت أولى بشائره تسديدة للبرتغالي كريستيانو رونالدو "الغائب عن اللقاء رغم حضوره جسدياً"، لكن أبياتي أبعدها إلى ركنية قبل أن تخترق شباكه (46). وواصل لاعبو "روسونيري" محاولاتهم لاقتناص التعادل، ومرر البرازيلي باتو عرضية إلى داخل منطقة جزاء الفريق الملكي، لكن البرتغالي بيبي أبعدها قبل وصولها إلى ابراهيموفيتش، ليتكفل بعدها تشابي الونسو بإخراجها من منطقة الخطر (50). وعادت الكرة لتنحصر في منتصف الميدان دون أن يتمكن أي من الطرفين أن يشكل خطراً فعلياً على مرمى الخصم. وحاول ماسيميليانو اليغري إحداث تغيير في خطوط فريقه، فأخرج رونالدينيو وأشرك بدلاً منه فيليبو إنزاغي (60) الذي كاد أن يحصل على البطاقة الحمراء فور نزوله لأرض الملعب بعد اقترافه خطاً قاسياً على ألونسو، لكن الحكم الإنكليزي هاورد وايب اكتفى بالإنذار الشفهي. ولم يكن اختيار اليغري لإنزاغي خاطئاً، إذ أن اللاعب المخضرم خطف التعادل لفريقه بعد 8 دقائق من وطأة قدمه لأرض الملعب، بكرة رأسية بعدما استفاد من الكرة المرتدة من الحارس كاسياس اثر تسديدة ابراهيموفيتش الذي تجاوزه ل بيبي "المنزلق". وكرر إنزاغي انجازاته المعتادة وسجل الهدف الثاني لفريقه (78)، بعدما استلم الكرة من نحو 35 متراً وانفرد بكاسياس وسدد بطريقة ذكية لتمر الكرة من تحت أقدام حارس أبطال العالم. وأعطى هدف التقدم دفعة معنوية كبيرة لأصحاب الأرض الذين أرادوا زيادة غلتهم من الأهداف لكن شراسة وصلابة الدفاع الإسباني حالت دون ذلك. وكاد الألماني مسعود اوزيل أن يسجل هدف التعادل من تسديدة قوية من حدود منطقة الجزاء لكن أبياتي استبسل في إيقافها ببراعة (87). ومنح حكم المباراة الفريقين خمس دقائق وقتاً بدل عن ضائع، حاول خلاله لاعبو المضيف اللعب بهدوء لجعل الوقت يمر دون تشكيل خطر على مرماهم للحفاظ على نقاط المباراة، لكن الدفاع وأبياتي أخطأوا مرة أخرى، بعدما ترك المدافعون بيدرو ليون الذي أنزله المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بديلاً لبيبي (80) بعيداً عن الرقابة، وسمح ابياتي لتسديدة الأخيرة بالمرور بين قدميه لتهتز شباكه مرة أخرى (90+3). ورفع ريال مدريد رصيده إلى عشر نقاط في صدارة المجموعة بعدما حافظ على سجله خالياً من الهزائم في المباريات الأربع التي خاضها حتى الآن، فيما رفع ميلان رصيده إلى خمس نقاط في المركز الثاني ليعزز موقفه في المنافسة على التأهل للدور الثاني، وتقدم بنقطة على أياكس أمستردام الهولندي الذي خسر أمام أوكسير الفرنسي (1-2)، الذي حصد أول ثلاث نقاط له في البطولة. أوكسير ينعش أماله افتتح الفريق الفرنسي التسجيل بهدف سجله فريدريك ساماريتانو في الدقيقة التاسعة قبل أن يدرك توبي لأياكس التعادل في الدقيقة 79، لكن ستيفن لانجيل سجل هدف الفوز في الدقيقة 84. رباعية تشلسي توصله للدور الثانية ولم يجد تشلسي من يستطيع إيقاف انتصاراته فاكتسح شباك ضيفه الروسي سبارتك موسكو بأربعة أهداف مقابل هدف. ورغم أن الفريق اللندني عجز عن هز الشباك في الشوط الأول، فإن الشوط الثاني زخر بالأهداف التي سجلها الفرنسي نيكولا أنيلكا (49) والإيفواري ديدييه دروغبا (62) والصربي برانيسلاف إيفانوفيتش (66 و90)، بينما سجل نيكيتا باجينوف الهدف الوحيد لسبارتاك في الدقيقة 86. وعزز تشلسي موقعه في صدارة المجموعة السادسة رافعاً رصيده إلى 12 نقطة. فيما تجمد رصيد سبارتاك عند ست نقاط وتراجع للمركز الثالث بفارق الأهداف خلف مرسيليا الفرنسي الذي انتزع المركز الثاني في المجموعة بفوزه الكاسح على مضيفه زيلينا السلوفاكي بسباعية نظيفة توالى على تسجيلها أندري جينياك (12 و21 و54)، غابرييل هاينزه ولويك ريمي (24 و36) والأرجنتيني لوسيو غونزاليس (52 و63). وودّع زيلينا البطولة رسمياً بعدما مني بالهزيمة الرابعة على التوالي دون أن يتمكن من حصد أية نقطة. بايرن 4/4 وأكد بايرن ميونيخ وصيف بطل النسخة الماضية، أن نتائجه المخيبة محلياً لا تنعكس على أدائه الأوروبي، بعد تحقيقه فوزاً كبيراً بأربعة أهداف نظيفة هزت شباك كلوج الروماني. وتفوق ماريو غوميز مرة جديدة على نفسه بتحقيقه ثلاثية (هاتريك) في الدقائق 12 و24 و71، فيما أضاف توماس مولر هداف بطولة كأس العالم الأخيرة، وأفضل لاعب ناشئ فيها الهدف الرابع في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة. وهو الفوز الرابع لبايرن في البطولة ليرفع رصيده إلى 12 نقطة كاملة في صدارة المجموعة الخامسة مقابل ست نقاط لروما الذي قفز إلى المركز الثاني بعد فوزه على بازل السويسري (3-2)، الذي تعادل مع كلوج بعدد النقاط (3 نقاط) في المركزين الثالث والرابع على التوالي. وسجل جيريمي مينيز (16) وفرانشيسكو توتي (26 من ركلة جزاء) وليوناردو جريكو (76) أهداف روما، بينما سجل ألكسندر فراي (69) وشيردان شاغيري (83) لبازل. وشهدت الدقيقة الأخيرة طرد فالنتين ستوكر لاعب بازل. شاختار يحرم ارسنال من التأهل المبكر وحرم شاختار دونيتسك الأوكراني ضيفه ارسنال من التأهل إلى الدور الثاني، بفوزه عليه (2-1)، ليثأر لهزيمته أمامه ذهاباً (1-5) قبل أسبوعين في العاصمة الإنكليزية. افتتح ارسنال المباراة بهدف سريع في الدقيقة العاشرة عن طريق ثيو والكوت، لكن أصحاب الأرض ردوا بشكل مضاعف عبر كريغ إيستموند (29 خطاً في مرمى فريقه) وادواردو دا سيلفا نجم ارسنال السابق في الدقيقة 45. وتجمد رصيد ارسنال عند تسع نقاط في صدارة المجموعة الثامنة بفارق الأهداف أمام شاختار بينما رفع سبورتنغ براغا البرتغالي رصيده إلى ست نقاط بعد فوزه على مضيفه بارتيزان بلغراد (1-0) الذي بقي رصيد خال من النقاط ما يعني توديعه للبطولة. وجاء هدف المباراة الوحيد عن طريق مويسيس مورا في الدقيقة 35.