(CNN) -- بدأ علماء من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إجراء دراسات مكثفة على عينات من جراثيم ومكروبات وخلايا، اصطحبها معه طاقم مكوك الفضاء "ديسكوفري" في رحلته الأخيرة، وذلك في محاولة لمعرفة تأثّر حركتها بأجواء انعدام الجاذبية والبحث عن إمكانية أن يؤدي ذلك لإيجاد علاجات لها. وقال باز ألدرين، ثاني رجل سار على القمر بعد نيل أرمسترونغ، إن هذه التجارب تمثل محاولة حقيقية لمواجهة التحدي الأساسي للبشر على الأرض والفضاء، والمتمثل في مكافحة الأمراض، مضيفاً أن أكثر من نصف طاقم رحلات الفضاء "أبولو" التي استمرت لسنوات طويلة عادوا إلى وهم يعانون من أمراض والتهابات أصيبوا بها في الفضاء. وأضاف ألدرين: "رواد الفضاء لا يحبون التحدث عن الموضوع، لكن معظمهم يصاب بدوار وصداع ورغبة في التقيؤ، وهذا يهدد بفقدان السيطرة على أجهزة المركبة، كما أن وجود الرواد في مكان مغلق وصغير الحجم يؤدي إلى انتشار الأمراض بسهولة." وبحسب "ناسا" فإن رواد "ديسكوفري" أعادوا معهم إلى الأرض 16 فأراً وملايين الخلايا الجذعية العائدة لفئران وبشر على حد سواء، إلى جانب مستعمرات متعددة من بكتيريا "السالمونيلا" التي تعتبر المسبب الأول للأمراض الغذائية والهضمية في العالم. وقالت الطبيبة شارول نيكرسون، التي تقود الطاقم العلمي الخاص بدراسة المواد التي حملها المكوك لCNN: "السالمونيلا هي المسبب الأول للكثير من الأمراض في العالم، وقد كنا نسعى لإيجاد لقاح ضدها منذ عقود، وقد اكتشفنا الآن أنها تزاد قوة بشكل كبير في ظل انعدام الجاذبية في الفضاء." وأضافت نيكرسون أن طبيعة حركة البكتيريا في الفضاء مماثلة لحركتها داخل جسم الإنسان بعد إصابته بالمرض، لأن انعدام الجاذبية يوفر لها فرصة العمل بحرية، ولفتت إلى أن الاختبار سيوفر نظرة أفضل إلى كيفية عمل هذه البكتيريا وبالتالي إيجاد فرصة لتوفير أدوية فعالة ضدها على الأرض. وإلى جانب اختبار السالمونيلا، يقوم العالم إدواردو ألميدو بإجراء اختبار آخر على عينات "ديسكوفري" يتعلق محاولة معرفة تأثيرات انعدام الجاذبية على عمل الخلايا البيضاء الخاصة بالفئران، وكذلك على الخلايا الجذعية للفئران والبشر. وشرح ألميدو هدف البحث بالقول: "لاحظنا أن الخلايا البشرية تنهار في الفضاء بشكل أسرع من معدلات انهيارها على الأرض، ورغبنا في معرفة سبب ذلك." وأضاف ألميدو أن "ناسا" اختارت أن تجري الاختبارات على خلايا عضلية عائدة للبشر، في محاولة لإيجاد طرق لمعالجة الضمور العضلي لدى رواد الفضاء، والاستفادة من ذلك لمعالجة حالات الشلل أو الضعف العضلي للبشر على الأرض.