رغم إعلان القس تيري جونز، راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في "غاينسفيل" بولاية فلوريدا، إلغاء مخططه بحرق نسخ من القرآن في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، إلا أن ردود الفعل على طرحه اقتراح "حرق القرآن" مازالت مستمرة، وإن أخذت مسارات متعددة. ولكن رد فعل الشارع العربي جاء مختلفاً عما حدث إبان نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد، حيث خيم هذه المرة الهدوء عليه، بعكس ما حدث في باكستان وأفغانستان وإندونيسيا، وهي الدول التي لربما تعتبر الوحيدة التي تحرك فيها الشارع المسلم ضد هذه المحاولة. فعندما كشف عن نشر رسوم كاريكاتورية تسيء للنبي محمد، اجتاحت التظاهرات العديد من عواصم الدول الإسلامية والعربية، بلغت حد محاولات الاعتداء على سفارات الدنمارك والسويد، كما حدث في العاصمة السورية دمشق واللبنانية بيروت. وهذه المرة بدا وكأن الشارع العربي فضل الصمت أمام إعلان القس تيري جونز، والاستعاضة عن التعبير عن رأيه وغضبه إلكترونيا، وخصوصاً على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وبعض المدونات على الشبكة العالمية. فسرعان ما انتشرت على الموقع العشرات من الصفحات المعارضة لحملة القس، الذي يرعى كنيسة لا يزيد عدد الأعضاء فيها عن الخمسين، ومنها جاء بعنوان "ضد حرق القرآن الكريم" وهي صفحة لا تضم عدداً كبيراً من الأعضاء. وأخرى حملت عنوان: "لنجمع مليون شخص ضد حرق القران الكريم يوم 11 سبتمبر"، والتي تضم قرابة 15 ألف عضو . وعلى صفحة أخرى تضم قرابة 23 ألف عضو، وربما تكون الأكبر بينهم، حملت عنوانا باللغتين العربية والإنجليزية هو: "سنحرقكم إذا حرق قرآننا We'll burn the world down if you burn our holy coran" وبالطبع نجد في الصفحة العديد من التصريحات العنيفة والسلمية ضد الراعي ، تيري جوننز، حيث استهان بعضها بالعملية كلها، مشيرين إلى أن "حرق القرآن لن يلغيه لأنه محفوظ بالصدور والقلوب"، والبعض الآخر اتهم القس بأنه يحاول الحصول على الشهرة. كذلك تحتوي الصفحة على صلات لصفحات أخرى مماثلة، منها صفحة بعنوان: "كل العالم بيقول لا لحرق القرآن الكريم all the world not to burn the Koran" ولا تضم هذه الصفحة سوى 740 عضوا. على أن الصفحات الخاصة بالمدونيين العرب خلت تقريباً سوى من الأنباء ذات العلاقة، وهي في مجملها كانت نادرة. أما المواقع الإخبارية العربية غير الرسمية، فقد تطرقت إلى الخبر، ومن بينها موقع تناول تظاهرة مسيحية ضد حرق القرآن في مصر، وجاء فيها: "أقباط مصر يتظاهرون ضد حرق القرآن في أمريكا!"، وهو خبر منقول عن موقع "أخبار مصر"، وجاء فيه: "قام مجموعة من النشطاء المسيحيين بعمل وقفة احتجاجية اليوم أمام دار القضاء العالي تندد بالدعوة التي دعاها القس جونز لحرق القرآن يوم 11 سبتمبر المقبل.. وقال المحامي نجيب جبرائيل إن هذه الدعوة جريمة كبيرة جدا وتنتهك كل الحقوق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام جميع الأديان والشرائع (الإنسانية)." وأضاف: "وعبر المتظاهرون أن هذه الدعوة مرفوضة تماما من المسيحيين المصريين.. وطالبوا أن تقف الأممالمتحدة والأزهر والكنيسة ضد هذا العمل الذين وصفوه بالعمل الإرهابي ضد المسلمين."