CNN -- وجه العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خطاباً إلى مواطنيه ليل الأحد، تطرق فيه إلى الإعلان الأخير عن توقيف شبكة تضم قيادات من عدة تيارات شيعية كانت تخطط لقلب نظام الحكم، فقال إن هناك في البلاد من "يتنكر للمبادئ القرآنية ، ويضع نفسه في موضع من يحمل لواء الاختلاف والفتنة بارتكاب أعمال العنف والشغب والإرهاب." وقال الملك البحريني إن السلطات كانت تراقب منذ فترة عمل الشبكة، لكنها لم توقف أفرادها إلا مؤخراً، على أمل أن "يعودوا إلى رشدهم ويتجهوا لصالح الأعمال،" وتعهد آل خليفة بإجراء إصلاحات دينية تتعلق بمن يحق لهم تولي شؤون الإمامة والخطابة في المساجد، إلى جانب وضع برامج للتقريب بين المذاهب الإسلامية، في انعكاس يظهر إدراك المنامة للحساسيات التي أثارتها القضية بين السنة والشيعة. وقال العاهل البحريني: "الأحداث الأليمة التي شهدتها مملكتنا في الفترة الأخيرة هي نوع من الخروج عن الجماعة والفتنة والعدوان والإرهاب وهي أمور محرمة شرعاً وغريبة عن شعب البحرين، والذين حرضوا عليها لم يقرأوا عواقب ما يؤدي إليه التحريض من تلك الأحداث." كما أكد أنه "يتوقع أن يقف الجميع في وجه كل من يريد سوءا" بالبحرين وأمنه واستقراره، داعياً إلى "الوقوف وقفة رجل واحد في وجه العنف والإرهاب بجميع أشكاله." وتابع الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالتأكيد على توجيه السلطة الحكومية المسؤولة عن الشؤون الدينية إلى "إيلاء مزيد من العناية للمنابر الدينية، والحرص على أن لا يعتليها إلا من تتوفر فيه الكفاءة العلمية اللازمة، والمواطنة الصالحة، والخلق الحسن، ولزوم الجماعة ونبذ العنف وذلك ضمن برنامج شامل لإصلاح الحقل الديني." وحض من وصفهم ب"رجال الفكر والعلم والثقافة والفنون والآداب" على تناول قضايا المجتمع ذات الأبعاد الدينية بما: "يقرب الشقة بين المذاهب الإسلامية،" مشدداً على مكتسبات التنمية والتطوير "ستستفيد منها الأجيال القادمة من أبناء البحرين جميعاً دون تمييز من حيث الانتماءات الأسرية أو القبلية أو الدينية." وكانت البحرين قد أعلنت السبت تفاصيل كشف وتفكيك ما وصفتها ب"شبكة تنظيمية سرية" كان لديها "مخططات إرهابية تستهدف الأمن الوطني واستقرار البلاد والعمل على ديمومة العنف"، وينتمي أفرادها لتنظيمات شيعية غير مرخصة من قبل الحكومة، معروفة بمواقفها المعادية للسلطات. وقد جرى عرض تفاصيل توقيف الشبكة عبر التلفزيون البحريني الرسمي، وهو أمر أثار حفيظة نائب رئيس كتلة الوفاق وناطقها الرسمي النائب خليل المرزوق، من موقعه كممثل لأكبر الجمعيات الشيعية السياسية، الذي قال لCNN بالعربية إن ما يجري يخالف الدستور الذي يحظر نشر معلومات عن متهمين قبل إدانتهم، ورأى أن هناك تيارات متشددة في المنامة تسعى لشحن الأجواء باتجاه صدام مذهبي بين السنة والشيعة قبل أسابيع من الانتخابات العامة. وبحسب المواد التي عرضتها وكالة الأنباء البحرينية، فقد جاء الإعلان على لسان جهاز الأمن الوطني، الذي اتهم أفراد الشبكة بالسعي ل"تغيير نظام الحكم بوسائل غير مشروعة، وبث الخطب التحريضية في بعض دور العبادة وتوفير الدعم المالي من مصادر في الداخل والخارج تحت غطاء تبرعات رجال أعمال وتجار، أو الأموال المتحصلة من الخُمس"، وهو أحد أشكال الصدقات في المذهب الشيعي.