إصابة مسؤول أمني في محاولة اغتيال بالضالع.. وهجوم بقنبلة على أمن زنجبار نجا مسؤول أمني يمني بارز من محاولة اغتيال، مساء أمس، في مدينة الضالع بجنوب اليمن، في الوقت الذي دارت فيه اشتباكات عنيفة في محافظة أبين بين قوات الأمن وعناصر إسلامية متطرفة، في حين أعلنت السلطات اليمنية إحباط عمليات إرهابية واستسلام أحد قيادات تنظيم القاعدة. وقال شهود عيان في الضالع ل«الشرق الأوسط» إن انفجارا قويا هز المدينة قبيل الإفطار، مساء أمس، وإنه نتج عن تفجير سيارة مدير مباحث المحافظة، عبد الخالق محمد شائع، بواسطة ما يعتقد أنه عبوة ناسفة وضعت في مقدمة السيارة، وأفادت المصادر بأن المسؤول الأمني نجا من الموت لكنه تعرض لإصابات بالغة نقل على أثرها في سيارة إسعاف إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج، بسبب حالته الحرجة. وأفاد المواطنون بأن شائع كان يستقل سيارته منفردا وأن الانفجار كان عنيفا وأنه أدى إلى تناثر الحجارة والأتربة إلى المنازل المجاورة، كما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن الأحياء القريبة من مكان وقوعه، ويتوقع أن توجه السلطات اليمنية أصابع الاتهام إلى مسلحي الحراك الجنوبي المنادي بفصل الجنوب عن شمال البلاد. إلى ذلك، شهدت مديرية لودر في محافظة أبين الجنوبية، مساء أمس، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وعناصر يعتقد أنها تنتمي إلى تنظيم القاعدة، وتحدثت مصادر محلية عن سقوط قتلى وجرحى في المواجهات، دون أن يتوافر المزيد من المعلومات، حتى وقت متأخر من ليل أمس. وفي ذات المحافظة، أبين، جرح 4 جنود في هجوم بقنبلة يدوية نفذه مسلحون على مبنى إدارة أمن مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، فجر أمس، وقال شهود عيان إن المهاجمين كانوا يستقلون دراجة نارية وإنهم لاذوا بالفرار عقب رمي القنبلة، وعادة ما تستخدم جماعات مسلحة يعتقد أنها إسلامية متشددة، الدراجات النارية في تنفيذ سلسلة الاغتيالات التي استهدفت مؤخرا ضباطا في فرع المخابرات اليمنية بمحافظة أبين. أما في مديرية جعار، فقد بدأت السلطات في شن حملة أمنية على المدينة التي تخضع إلى ما يشبه السيطرة لعناصر جهادية، وبدأت هذه الحملة في أعقاب قيام المسلحين بفرض إتاوات على المحال التجارية. وفي منطقة يهر، في مديرية يافع التابعة لمحافظة لحج، قتلت امرأة وأصيب 3 من رجال الأمن أثناء ملاحقة قوات الأمن لمطلوب أمني يدعى جميل علي سيف، وقالت مصادر أمنية إن المصابين هم: «نائب مدير أمن المديرية العقيد خالد عبد الكريم مجلي، ومدير البحث الجنائي صالح قائد عبد الله، والجندي باسم محمد عبد الله»، وإن الملاحق أطلق النار عشوائيا أثناء محاولة إلقاء القبض عليه في المنطقة الجبلية. على صعيد آخر، أعلنت السلطات اليمنية، أمس، عن إحباط هجمات إرهابية واستسلام عدد من عناصر تنظيم القاعدة واعتقال عدد آخر، ونقلت صحيفة «26 سبتمبر» التابعة لوزارة الدفاع اليمنية عن مصادر أمنية قولها، إن عناصر جديدة من تنظيم القاعدة «استسلمت للأجهزة الأمنية وتم ضبط آخرين بعد الملاحقات المكثفة لتلك العناصر وتضييق الخناق عليها». وأضافت المصادر الأمنية اليمنية أن «المدعو حزام مجلي، وهو يعتبر من العناصر القيادية في (القاعدة) في منطقة أرحب، سلم نفسه إلى الأجهزة الأمنية، كما تم ضبط عنصر آخر من العناصر الخطرة أمنيا في أبين ويدعى أنيس العولي بعد ملاحقات أمنية»، وأشارت إلى أن «اعترافات تفصيلية مهمة لبعض عناصر وقيادات (القاعدة) الذين تم ضبطهم مؤخرا - ساهمت في اعتقال وضبط الكثير من العناصر الجديدة وإحباط مخططات وعمليات تخريبية وإرهابية كان يتم التخطيط لتنفيذها ضد منشآت اقتصادية وأمنية حيوية». وكان المسؤول الأول عن تنظيم القاعدة في محافظة الجوف اليمنية، جمعان صافيان، استسلم الأسبوع الماضي للسلطات بعد قرابة مرور شهر على استسلام حمزة الضياني، أحد عناصر «القاعدة» المطلوبين، إلى السلطات المختصة في محافظة مأرب، وكانت السلطات اليمنية رفعت درجة اليقظة الأمنية، قبل أيام، في 7 محافظات خشية حدوث عمليات إرهابية، وقامت بتعزيز الانتشار الأمني والدوريات والحراسات الأمنية حول المنشآت الاقتصادية والحيوية في مناطق مختلفة من البلاد. ويعد مجلي من المطلوبين أمنيا بتهمة الانتماء إلى «القاعدة»، وسبق أن حكم عليه بالإعدام غيابيا عام 2004، بعد إدانته بقتل الجندي حميد خصروف، إضافة إلى اتهامه بالمشاركة في الهجوم الإرهابي الذي استهدف، أواخر عام 2002، ناقلة النفط الفرنسية «ليمبورغ»، قبالة سواحل ميناء الضبة في محافظة حضرموت شرق البلاد، وقد نجا مجلي من القتل أو الاعتقال في العملية الأمنية الواسعة التي نفذتها أجهزة الأمن اليمنية على منطقة أرحب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، التي استهدفت وكرا لتنظيم القاعدة، وهي العملية التي قتل فيها 3 جنود وعدد من المطلوبين.