من الأفضل لنا أن نُعوّد أنفسنا على احتمال الطقس الحار.. هذا ما يقوله عدد من خبراء الأرصاد الجوية في الولاياتالمتحدة هذه الأيام، وهم يؤكدون أن الأرقام الرسمية والمعلومات الموثقة تشير إلى أن الطقس يزداد حرارة وأن الاحتباس الحراري يلعب دوراً رئيسياً. الارتفاع غير العادي في حرارة الطقس لا يقتصر على الولاياتالمتحدة فقط، فالعالم بأسره يتساءل عما إذا كان الصيف اللاهب هذا العام سوف يمر على خير أم أنه سوف يشهد المزيد من الكوارث والأزمات الخانقة. ففي كتاب صدر قبل أيام بعنوان «طقس المستقبل» تقول مؤلفته هايدي كولن، وهي خبيرة متخصصة في الأرصاد الجوية ان الأرقام الرسمية تؤكد أن عدد ضحايا الطقس الحار صيفاً أكثر من عدد ضحايا كل الظواهر البيئية الأخرى كالأعاصير والفيضانات والصواعق. فخلال خمسة أيام فقط من عام 1995 مات أكثر من سبعمائة شخص في منطقة شيكاغو وحدها بسبب موجة الحر التي ضربت المنطقة.. ويتوقع الخبراء أن يصبح عدد الوفيات هذا هو المعدل العام لضحايا الطقس الحار في المستقبل القريب. ففي العشرات من المدن الأميركية تم في يوليو الماضي وأغسطس الجاري تسجيل درجات حرارة تزيد على المائة على مقياس فهرنهايت (38 مئوية) طوال عشرين يوماً على التوالي وهي ظاهرة لم تحدث من قبل. وتوضح هذه الخبيرة المتخصصة أن معدلات الحرارة المسجلة في يوليو الماضي تزيد بما يتراوح بين أربع وخمس درجات فهرنهايت على المعدل العام لمثل هذا الشهر من كل عام. وعلى هذا الأساس، تقول ان الخبراء يعربون عن مخاوفهم لأن المستقبل سيشهد تسجيل المزيد من درجات الحرارة. ويقول هؤلاء ان معدل درجات الحرارة عام 2050 على سبيل المثال، سيكون أكثر مما نشهده هذه الأيام بخمس درجات على أقل تقدير. وتضيف أن المشكلة الأكبر ستتمثل في استمرار الطقس الحار لفترات أطول بكثير مما نشهده هذه الأيام مما يعني إصابة الحياة بما يشبه الشلل في الكثير من المناطق. وتحذر هايدي كولن في كتابها من أن الشبكات الكهربائية الحالية لن تقوى على مواجهة متطلبات المستقبل لأن استهلاك الولاياتالمتحدة للطاقة عام 2050 سيزداد بنسبة خمسين في المائة عما هو عليه في الوقت الحاضر.