يبدو أن الصينيين عرفوا المزايا التي يتمتع بها الشاي الأخضر منذ القدم فاستعملوه علاجاً لمشكلات مختلفة كآلام الرأس وحالات الاكتئاب. فوائده التي لا تعد ولا تحصى والتي نسمع عنها باستمرار تدفعنا إلى التساؤل عن سر هذه النبتة المميزة التي تساعد في معالجة أمراض عدة ومشكلات صحية قد تصعب معالجتها بالوسائل التقليدية. أظهرت الأبحاث أنه في القدم، ومن آلاف السنوات، كان القدامى يتناولون أوراق الشاي في الماء المغلي. وكانت الهند والصين أول من زرع نبتة الشاي. وكان يستعمل في الطب الصيني والهندي لمعالجة حالات صحية معينة، حيث اعتمد كمدر للبول وكان يعطى للحد من النزف ولتحسين صحة القلب. كما استعمله آخرون لمعالجة مشكلات الغازات ولتوازن حرارة الجسم ومستوى السكر في الدم وتحسين عملية الهضم. أما اليوم فالملايين حول العالم يشربون الشاي، لكن تشدد الدراسات على أهمية الشاي الأخضر بشكل خاص وفوائده العديدة التي يتم اكتشاف المزيد منها يوماً بعد يوم. ما الذي يجعل الشاي الأخضر مميزاً إلى هذه الدرجة؟ يكمن سر تمايز الشاي الأخضر في غناه بمضادات التأكسد الفاعلة في الحد من نمو الخلايا السرطانية، علماً أنها تقضي على الخلايا السرطانية دون أن تسبب أي أذى للخلايا الصحيحة. كما أظهر الشاي الأخضر فاعليته في خفض مستويات الكوليسترول السيئ LDL في الدم وفي الحد من تخثر الدم. وبالتالي يلعب دوراً في توفير الحماية من الجلطة والذبحة القلبية كون هاتين الحالتين تنتجان عادةً عن تخثر الدم نفسه. أما ما يقال عن أهمية الشاي الأخضر بالنسبة إلى الأشخاص الذين يرغبون بخفض وزنهم فصحيحة كونه يساعد على حرق الوحدات الحرارية. من جهة أخرى، يساعد الشاي الأخضر في تأمين الحماية من تسوّس الأسنان بفضل قدراته على قتل الجراثيم التي تسببه، إلى جانب قدراته على الوقاية من التسمم . ويتميّز الشاي الأخضر بقدرته على تأمين الحماية من السرطان ومن التهاب المفاصل الرثويRheumatoid arthritis ومن ارتفاع مستويات الكوليسترول ومن أمراض القلب والالتهابات ومشكلات جهاز المناعة. * حماية من تصلّب الشرايين: بفضل ميزاته المضادة للتأكسد، يتميز الشاي الأخضر بقدرته على الوقاية من تصلّب الشاريين. * ارتفاع مستوى الكوليسترول: يساعد الشاي الأخضر على خفض مستويات مجموع الكوليسترول في الدم ورفع مستوى الكوليسترول الجيد HDL. * حماية من السرطان: تبين أن نسبة الإصابة بالسرطان تعتبر ضئيلة في اليابان حيث يشرب الناس الشاي الأخضر بانتظام. لكن ذلك لا يسمح بالتأكيد ما إذا كان الشاي الأخضر يؤمن فعلاً الحماية من السرطان. لكن في كل الحالات تلعب مضادات التأكسد التي يحتوي عليها دوراً مهماً في الوقاية من السرطان. كما أظهرت الدراسات أن مضادات التأكسد هذه Polyphenols تسمح بقتل الخلايا السرطانية في طور النمو. * التهابات الجهاز الهضمي: قد يساعد الشاي الأخضر على الحد من الالتهابات المرتبطة بمرض Crohn-s disease والقرحة في المعدة. * السكري: لطالما استعمل الشاي الأخضر للسيطرة على مستوى السكر في الدم. وقد يساعد في الحماية من تطور حالة السكري من النوع الأول بعد أن تبدأ كونه يساعد في تحقيق توازن مستوى الغلوكوز في الدم. * أمراض الكبد: أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من عشرة فناجين من الشاي الأخضر في اليوم هم أقل عرضة لمشكلات الكبد. كما يساعد على الوقاية من الأورام في الكبد. ويحتوي أيضاً على مواد تساعد على الحماية من التهاب الكبد الفيروسي. * خفض الوزن: يساعد الشاي الأخضر على تنشيط عملية الأيض. كما تبيّن أنه يسمح بالسيطرة على الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون السمنة. ويجب ألا نغفل أهمية الشاي الأخضر في الحماية من التسوّس والأمراض الناتجة عن التهابات كالتكلّس، والوقاية من الانفلونزا. طرق تناوله: الأطفال: لم تحدد أي تقارير طريقة تناول طفل للشاي الأخضر، لذلك من الأفضل تجنب إعطائه للأطفال. البالغون:يمكن تناول فنجانين من الشاي الأخضر أو ثلاثة يومياً. للشاي الأخضر سيئات أيضاً الكل يتحدث عن فوائد الأعشاب في تقوية الجسم والحفاظ على صحته. في المقابل، للأعشاب آثار سلبية أيضاً لا بد من التنبه لها. لذلك ينصح بتناولها بإشراف طبيب. أما الأشخاص الذين يعانون مشكلات في القلب والكلى وتقرحات في المعدة ومشكلات نفسية، فيجب ألا يتناولوا الشاي الأخضر. وفي ما يتعلّق بالآثار السلبية الناتجة عن الإفراط في تناول المشروبات الغنية بالكافيين، ومنها الشاي الأخضر، فهي الأرق وتسارع دقات القلب والدوار والتوتر. أما الجرعات الزائدة من الكافيين فتسبب الغثيان والتقيؤ والإسهال وآلام الرأس وفقدان الشهية. في هذه الحالة ينصح بالحد من تناول الكافيين. مع الإشارة إلى أن الشاي الأخضر يحتوي على كمية اقل من الكافيين مقارنةً بالقهوة.