من المعلوم أن مص الإبهام أو المصاصة ظاهرة عالمية عند المواليد الرضّع، ويستعمل حوالي سبعين في المئة منهم المصاصة بشكل دائم لأنها تشعرهم بالراحة وتهدئ من روعهم وتوقف بكاءهم. ولكن المشكلة تقع عندما يفرط الأهل في السماح لأطفالهم باستعمالها من دون أن يأخذوا في الاعتبار آثارها السلبية. ومع ذلك فللمصاصة حسنات وسيئات في الوقت نفسه. حسنات المصاصة للرضيع * مفعول مهدئ يبكي بعض الرضّع في الشهور الأولى كثيرًا، إلى درجة يشعر معها الأهل بأنه لم يعد في مقدورهم تحمّل بكاء طفلهم وصراخه. في هذه الحالة إذا أعطي الرضيع المصاصة يشعر بالهدوء، وفي الوقت نفسه يخف توتّر الأهل، وتتوطد العلاقة بينهم وبين طفلهم فضلاً عن أن للمصّاصة مفعولاً مسكنًا للآلام. * الحاجة إلى المص يحتاج الطفل جسديًا إلى المص لأنه يشعر بالاسترخاء والسعادة، إذ تشبه المصّاصة الرضاعة أو مص الإبهام، وهما وسيلتان جيّدتان لتهدئة التوتر الذي يصيب الطفل بين الحين والآخر. النوم تسهل المصّاصة تعلّم إيقاع الاسترخاء الذاتي. فالرضيع الذي يمص المصاصة يكون قادرًا أكثر من أقرانه على العودة إلى النوم ثانية وتوزيع وقت وجبات الرضاعة خلال الليل. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدراسات الطبيّة برهنت أن المصّاصة خلال الليل تقلص أخطار الموت المفاجئ خلال النوم عند المواليد، ولكن هذه الدراسات تبقى قيد الدرس ولم تُبتّ بشكل قاطع ذلك أنه لا تزال هناك أمور كثيرة لا يزال الباحثون يجهلونها حول الأعراض الجسدية للموت المفاجئ عند الرضّع. الآثار السلبية للمصاصة * المصاصة تؤثر في الرضاعة الطبيعية يمكن المصاصة أن تؤثر سلبًا في الرضاعة الطبيعية، فعندما يستعمل الرضيع المصاصة في أيامه الأولى أكثر من صدر أمه فإن ذلك يؤثر سلبًا في درّ حليب الثدي مما قد يؤدي إلى انقطاعه. * الأسنان ينصح أطباء الأسنان الأم ألا تغمس المصّاصة في شراب حلو حفاظًا على صحة أسنان الرضيع. وكذلك من أجل تفادي تسوّس الأسنان عندما تظهر، كما أن استعمال المصاصة فترة طويلة قد يسبب تشوّه فكي الطفل. فقد أثبتت الدراسات الطبية أن الأطفال الذين استعملوا المصاصة أو كانوا يمصّون إبهامهم مدة طويلة عانوا من مشكلات في الفكين واحتاجوا في وقت لاحق إلى تقويم الأسنان والفكين. * انتقال الجراثيم كثيرًا ما تسقط المصاصة على الأرض وتداولها الأيادي، مما يجعلها وكرًا للجراثيم، فضلاً عن أن استعمال المصاصة بشكل دائم يؤدي إلى احتمال زيادة الإصابة بأمراض الأذن، إذ تنتقل الجراثيم عبر الفم إلى البلعوم وصولاً إلى الأذن الوسطى، لذا ينصح الإختصاصيون الأهل باتباع شروط النظافة أثناء استعمال طفلهم المصاصة. * مشكلات التواصل إن الاستجابة لصراخ الطفل وبكائه بوضع المصاصة في فمه لا تخدمه. على العكس فإن هذا التصرف ليس جيّدًا لأنه يشعر الطفل بأنه وحيد في الوقت الذي يحتاج إلى طمأنة أمه له إلى أنها بجانبه. لذا ينصح باستبدال المصاصة ب«البيلوش» عندما يصبح الطفل في شهره السادس، فهذا يجعله أقل انطواءً. * الاتكال على المصاصة إذا كانت المصاصة وصفة سحرية تساعد الطفل على النوم، فإن هناك احتمالاً لأن يتكّل الطفل عليها ولا يستطيع النوم من دونها. ويصبح من الصعب منعه عنها لاحقًا.