رفع معالي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على الإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس الماضية. جاء ذلك في مقال لمعاليه بمناسبة الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين فيما يلي نصه : تحل في السادس والعشرين من جمادى الآخرة لهذا العام الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملكًا للمملكة العربية السعودية، وقد حفلت هذه الأعوام الخمسة بكثير من الإنجازات التنموية في شتى المجالات، وأظهرت حجم الإنجاز الذي تحقق في عهده- حفظه الله- في كافة ميادين العمل والبناء وفي كافة الصعد والمجالات التنموية والحضارية التي جاءت استكمالاً لما قام به ملوك هذا الوطن منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تغمده الله بواسع رحمته. وتجسد هذه الذكرى مسيرة وطنية حافلة بالإنجازات التي رسمت ملامح مسيرة المملكة بأبهى صور التقدم والازدهار؛ انطلاقًا من التوجه الواضح إلى بناء اقتصاد وطني مبني على الإنتاجية النوعية ، والتفاعل مع الآخر على أسس النِّدِّيَّة والتكاملية من منطلقات علمية واضحة. وقد شهدت هذه الأعوام الخمسة صدور عدد من القرارات والأوامر الملكية التي جاءت تجسيدًا لمتابعة قيادتنا الرشيدة لخطوات التنمية المستدامة التي تشهدها مملكتنا الحبيبة في هذا العصر الميمون؛ وحرص خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- على تحقيق المنجز تلو المنجز ؛ حيث أصدر عددا من القرارات التطويرية في مختلف المجالات: وقد جاء المرسوم الملكي رقم أ/62 في 30/3/1430ه القاضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء في مقدمة القرارات التي أثلجت صدور المواطنين لأنه جاء متوافقًا مع تطلعات أبناء المملكة العربية السعودية لما يكنون لسموه الكريم من محبة وتقدير ، ولما له من خبرة وحنكة وقدرة على التعامل مع كافة المتغيرات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. وأهتم - حفظه الله - بمرفق القضاء والعدالة فأطلق مشروع الملك عبد الله لتطوير مرفق القضاء؛ فشهد القضاء في عهده الزاهر قفزات نوعية متميزة في مجال تطوير أنظمة القضاء ؛ محققة للتطور والرقي في المؤسسات القضائية والعدلية ؛ سعيا لتهيئة الإمكانات المادية والمعنوية والإدارية والرقي بالمؤسسات القضائية. كما حظي قطاع التعليم من خادم الحرمين الشريفين باهتمام واضح ؛ حيث انطلق مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم الذي سيحقق بمشيئة الله نقلة نوعية في التعليم العام، وتضاعف عدد الجامعات الحكومية والخاصة عدة مرات في عهده الميمون، وتوج ذلك الاهتمام بوضعه - حفظه الله - حجر الأساس لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لتكون جامعة عالمية للأبحاث على مستوى الدراسات العليا التي تكرس جهودها للعمل على انطلاق عصر جديد من الإنجاز العلمي المتميز في المملكة والذي سيعود نفعه بعون الله على المنطقة العربية والعالم أجمع. كما أن برامج الابتعاث الخارجي التي توالت في هذا العهد الميمون تشكل لبنة كبيرة في دعم التوجه نحو العالمية وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة في جميع التخصصات وفي كافة المؤسسات. وإن ما حظيت به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية من دعم خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ليؤكد أنه قد أفضل على هذه الجامعة وأولاها من دعمه ورعايته ما يستحق الشكر والتقدير؛ فقد شرف- حفظه الله- هذه الجامعة بزيارته الميمونة ورعى احتفال الدورة الحادية والأربعين لمجلس اتحاد الجامعات العربية الذي عقد في الجامعة، وتشرفت الجامعة بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية، وهي أول جامعة تنال هذا الشرف الرفيع في الوطن العربي. وجاءت توسعة الحرمين الشريفين التي أمر بها - حفظه الله - امتدادًا للأعمال الجليلة التي خطتها الدولة الرشيدة لصالح الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة منذ عهد الملك المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين، والتي شملت أعمال التوسعة والإعمار، حيث تعد هذه التوسعة الأكبر على مر التاريخ. وحظيت إنجازات حكومة خادم الحرمين الشريفين خلال هذه السنوات الخمس باهتمام الأسرة الدولية وتقديرها وإعجابها انطلاقًا من مواقفه الموضوعية والعادلة مع القضايا العربية والإسلامية والدولية ودعوته للحوار مع الآخر والتعايش السلمي بين جميع الأجناس والأديان، ودعواته لمواجهة الفكر الضال ، وهو ما جسده حراكه الدبلوماسي النشط الذي شهدته المملكة وعبرت عنه جولاته السياسية تأكيدا للدور المحوري الذي تضطلع به المملكة بصفتها مرجعية سياسية وتاريخية فرضت نفسها على الأجندة الدولية؛ حيث سجل - حفظه الله- لنفسه وللمملكة العربية السعودية وللعالم الإسلامي سجلاً ناصعًا من العطاء والإنجاز من خلال جهوده المتميزة ومواقفه الإنسانية الرائعة ؛ حتى غدا شعار "مملكة الإنسانية" ينحصر في المملكة مجسدًا ما تقوم به حكومتنا الرشيدة من أعمال خيرة لخدمة البشرية في المجالات الصحية والاجتماعية ورعاية حقوق الإنسان في كل مكان. فشكرًا لقيادتنا الرشيدة على هذه القرارات والإجراءات التي حفَّزت العطاء ورفعت لواء التميز والإبداع وسيسطر التاريخ هذه القرارات والإجراءات ونتائجها المرتقبة لحكومتنا الرشيدة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب ، وهنيئا لشعبنا بهذه القيادة الرشيدة التي جسدت الرمز الواصل بين الماضي ومعانيه العربية والإسلامية، والحاضر الموصول بهذه المعاني الخيرة التي تقيم الأمن والمنعة وتعلي بناء الوطن بهذا الحضور البهي والمكانة العالية والإرادة الصلبة التي نفخر بها جميعا؛ مع تأكيدنا أن الأقلام تعجز عن تسطير إنجازات حكومتنا الرشيدة وتعجز الكلمات عن وصفها في هذا العهد الزاهر، ولكنه غيض من فيض نستذكره في هذه الذكرى العزيزة على نفوسنا جميعا مؤكدين ثقتنا ومجددين بيعتنا لراعي مسيرتنا وحكومته الرشيدة مستعيدين تفاصيل ملحمة العطاء والبناء لوطن عرف بقيادته الحكيمة الراشدة التي تسعى قدما على طريق العلم والمعرفة لتعزيز المكانة التي يستحقها هذا الوطن المعطاء.