تحل في السادس والعشرين من جمادى الآخرة لهذا العام الذكرى الرابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية ، وقد حفلت هذه الأعوام الأربعة بكثير من الإنجازات التنموية في شتى المجالات ، وصدر كثير من القرارات التطويرية في مختلف الإدارات ، وقد جسدت هذه الذكرى مسيرة وطنية حافلة بالانجازات التي رسمت ملامح مسيرة المملكة بأبهى صور التقدم والازدهار ، وأظهرت حجم الإنجاز الذي تحقق في عهده حفظه الله في كل ميادين العمل والبناء وفي جميع الصعد والمجالات التنموية والحضارية. وقد كرس – حفظه الله – نهج البذل والعطاء الذي دأب عليه حكام المملكة بتدشين كثير من المشاريع التنموية والمبادرات الحضارية والرؤى الوطنية البناءة التي جسدتها زياراته المتتابعة لمناطق المملكة حيث لم تسكن له حركة منذ توليه الحكم ، وقد تجشم الصعاب ، وقطع البر والبحر ليصل إلى أبنائه في كل بقعة من مملكته المترامية الأطراف ، فقدم لأبنائها رؤاه الوطنية ، ومشاريعه التطويرية التي ستبقى خالدة في ذكرى كل مواطن ، والتي بادل فيها المواطنون مليكهم فيها حباً بحب وعطاء بعطاء تجسد في التفافهم حوله واستجابتهم لدعواته التي أعلنت هزيمة وتراجع الفكر الضال في هذا الوطن المعطاء. وحظيت إنجازات حكومة خادم الحرمين الشريفين خلال هذه السنوات الأربع باهتمام الأسرة الدولية وتقديرها واعجابها انطلاقاً من مواقفه الموضوعية والعادلة مع القضايا العربية والإسلامية والدولية ودعوته للحوار مع الآخر والتعايش السلمي بين جميع الأجناس وأتباع الأديان ودعواته لمواجهة الفكر الضال ، وهو ما جسده حراكه الدبلوماسي النشط الذي شهدته المملكة وعبرت عنه جولاته السياسية تأكيداً للدور المحوري التي تضطلع به المملكة كمرجعية سياسية وتاريخية فرضت نفسها على الأجندة الدولية. وإن ما حظيت به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية من دعم خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة يؤكد أنه قد أفضل وأنعم على هذه الجامعة وأولاها من دعمه ورعايته ما يستحق الشكر والتقدير ، فقد شرف – حفظه الله – هذه الجامعة بزيارته الميمونة ورعى احتفال الدورة الحادية والأربعين لاتحاد الجامعات العربية الذي عقد في الجامعة ، وشرفت الجامعة بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية ، وهي أول جامعة تنال هذا الشرف الرفيع في الوطن العربي. وتأتي هذه الذكرى شاهداً على مسيرة البناء والعطاء ولتروي قصة الإنجازات بقيادته الفذة الملهمة – بعد توفيق الله – التي تستظل المملكة أفياءها وسط هذه المشاعر المعبرة عن شكر وامتنان وتقدير لهذه القيادة الحكيمة التي تستند في قيادتها وتحتكم إلى تعاليم ديننا الحنيف.