قال معالي رئيس هيئة التحقيق والإدعاء العام محمد بن فهد آل عبدالله إن الإنجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تجسد رؤيته وحكمته حفظه الله واهتمامه ببناء الوطن وأمنه وتحقيق التقدم والتميز والرفاهية والسلام وضمان حياة كريمة للمواطن . جاء ذلك في مقال لمعاليه بمناسبة الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي توافق يوم الأربعاء 26/ جمادى الآخرة 1431ه وفيما يلي نص المقال :- يشرفني ابتداءً أن أرفع لخادم الحرمين الشريفين أسمى التهاني والتبريكات بمناسبة مرور خمس سنوات على البيعة، وتوليه حفظه الله زمام الحكم، كما أهنئ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشعب السعودي الكريم بهذه المناسبة. خمس سنوات مرت على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي وصفه شعبه بملك الإنسانية، وملك القلوب، وملك الحكمة ، وملك السلام، الملك العادل، ملك الانجازات التي توالت منذ أن تسلم حفظه الله سدة الحكم، ليستكمل مسيرة الانجازات التي بدأها الملك المؤسس طيب الله ثراه، و تتابعت في عهد أبنائه الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد رحمهم الله. خمسة أعوام إذا حسبت بالسنين، وإن عدت بالانجازات تجاوزت الخمسين عاماً، تلك الانجازات التي تعكس رؤية وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واهتمامه ببناء الوطن، وأمنه، وتحقيق التقدم والتميز والرفاهية والسلام للشعب السعودي، وضمان حياة كريمة للمواطن، تلك الرؤية التي تنم عن قراءة فاحصة للماضي، وإدراكاً واعياً للواقع، واستشرافاً عقلانياً للمستقبل، من خلال توازن فريد لا يجيده إلا العظماء، وشمولية طالت كافة القطاعات، انجازات تسير بشكل متوازي، وتناغم فريد من نوعه، فمن يرى اهتمام خادم الحرمين الشريفين أيده الله بأي مجال يتبادر إلى ذهنه أنه القطاع الوحيد الذي يحظى بالاهتمام، ولكنه يفاجأ أن ذات الاهتمام تحظى به كافة القطاعات الأخرى، فعلى سبيل المثال حظي مرفق القضاء بتطوير شامل من خلال إصدار نظامي القضاء وديوان المظالم الجديدين واستكمال تكوين المجالس القضائية ودعم هذا المرفق بإقرار مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير مرفق القضاء وتخصيص ميزانية لهذا المشروع بمبلغ سبعة مليارات ريال، كما يجري العمل على تطوير نظام الإجراءات الجزائية، ونظام المرافعات الشرعية، ونظام المرافعات أمام ديوان المظالم، وتطوير شامل لجميع أجهزة الدولة من خلال تطبيق برامج التطوير الإداري الشامل لكي تواكب المستجدات العالمية في ميدان الإدارة بمستوياتها المختلفة وخصوصاً ما يتعلق ببرامج تقنية المعلومات. كما عززت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، جهودها في ترسيخ الأمن، ومن ذلك ما تقوم به الأجهزة الأمنية بقيادته حفظه الله ، وإشراف ومتابعة مباشرة ومستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ، مخاطرين بأرواحهم في سبيل حماية وأمن الوطن والمواطن، والتصدي لأصحاب الفكر الضال، والفئة المنحرفة من الإرهابيين، وإفشال مخططاتهم الإرهابية، وفي مجال التعليم افتتحت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول، وزاد عدد الجامعات في المملكة ليصل إلى خمس وعشرين جامعة، وتوفرت برامج الابتعاث التي استفاد منها عشرات الآلاف من الطلاب السعوديين لدراسة أهم التخصصات في أرقى الجامعات العالمية، وفي المجال الاقتصادي استطاعت المملكة بفضل من الله ثم بفضل حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاوز الهزات الاقتصادية التي شهدها العالم، ومواصلة التنمية الصناعية وتدشين العديد من المشروعات التنموية الصناعية، والاستمرار في عملية التطوير في الأنظمة والقوانين لتمكين الاقتصاد الوطني من النمو والتنوع، كما واصلت المملكة جهودها في خدمة الحرمين الشريفين من خلال التوسعة الهائلة للحرمين الشريفين والتسهيل على زوارهما لأداء المناسك بيسر وسهولة. وفي المجال الدولي حظيت المملكة بمكانة رفيعة بفضل السياسة التي تنتهجها والتي تتسم بالوسطية والعقلانية والحكمة، وعززت دورها كعضو فاعل في جميع المحافل الدولية، ولا أدل على ذلك من تبني خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمشروع خطاب إسلامي يقوم على الحوار والتسامح وتقريب وجهات النظر وإزالة سوء الفهم ونبذ مظاهر الخلاف والعداء والكراهية بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة عن طريق برنامج الحوار بين أتباع المذاهب والأديان. وعند الحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لا يمكن أن يُنسى الجانب الإنساني في شخصيته حفظه الله ، فلا يغيب عن الذاكرة ذلك المشهد الذي انحدرت فيه تلك الدمعة الغالية عند لقائه بأبناء شهداء الواجب، وتلك المواقف الإنسانية النابعة من حب الخير لمساعدة من يحتاج إلى العلاج أو إلى إجراء العمليات النادرة دون النظر إلى جنسه، أو جنسيته، أو لونه، أو دينه، ولمساته الأبوية الحانية على من يعودهم من المرضى أطفالاً، وكباراً، والعديد من المواقف الإنسانية التي لا حصر لها. وفي الختام انتهز هذه الفرصة لأجدد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.