(رويترز) - قال دبلوماسيون اوروبيون ان فرنسا قدمت الى مجلس الامن يوم الاثنين بيانا صاغته قوى غربية يؤيد جهود السلام التي يقوم بها كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا ويبعث برسالة قوية الى دمشق لانهاء العنف ضد المحتجين. ويأتي قرار إعداد بيان للمجلس المكون من 15 عضوا بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين ضد قرارين ملزمين ينددان بهجوم القوات السورية المستمر منذ عام ضد المتظاهرين المعارضين للرئيس بشار الاسد والذي تقول الاممالمتحدة ان أكثر من ثمانية الاف شخص قتلوا فيه. وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت رئيس مجلس الامن للشهر الجاري للصحفيين بعد اجتماع مغلق حول أمور لا علاقة لها بالأمر "وزع الوفد الفرنسي مسودة (بيان) بشأن سوريا تعبر عن دعم المجلس الكامل لمهمة كوفي عنان المبعوث المشترك (للامم المتحدة وجامعة الدول العربية)." وتعرب مسودة البيان التي اطلعت رويترز عليها عن "قلق المجلس البالغ ازاء الوضع المتدهور في سوريا" وتعلن أن المجلس "يؤيد تأييدا تاما خطة (عنان) المؤلفة من ست نقاط" وتطالب بوقف النار وحوار سياسي واتاحة امكانية الوصول بشكل كامل للوكالات الانسانية. وقال ليال جرانت انه يأمل فى اقرار البيان يوم الثلاثاء. وأضاف أن روسيا تقدمت للحصول على موافقة المجلس على مسودة تصريحات غير رسمية للصحافة تتضمن تنديد مجلس الامن بالتفجيرات التي وقعت في دمشق وحلب في مطلع الاسبوع. وقال السفير جيرار ارو "طلب كوفي عنان الحصول على دعم من مجلس الامن" مضيفا أنه "يريد أن يظهر أن المجلس بالكامل يقف وراءه." واضاف ارو ان اعضاء المجلس سيرغبون على الارجح في التشاور مع عواصمهم بشأن مشروع البيان قبل الموافقة عليه. ولم يتضح ما اذا كانت روسيا والصين تعترضان على بعض ما جاء بالبيان. وقال السفير الالماني بيتر ويتنج ان البيان سيبعث برسالة مزدوجة "تشد أزره (عنان) وتعزز تأييد المجلس لكوفي عنان." وأضاف للصحفيين "ثانيا فهي رسالة واضحة للسلطات السورية للتعاون مع كوفي عنان والتعاون مع مجلس الامن وقبل كل شيء انهاء العنف الذي لا يزال محتدما بطريقة وحشية للغاية في الوقت الذي نتحدث فيه (الآن)." وقال دبلوماسيون غربيون في أحاديث غير رسمية ان هذا المسعى من أجل إصدار بيان يدعم عنان يبرز تصميمهم على كسر الجمود في مجلس الأمن الذي حال دون اتخاذ أي إجراء قوي ضد سوريا منذ أن بدأ الاسد قمع المتظاهرين قبل عام. وقال دبلوماسيون في مجلس الامن ان عنان حث المجلس يوم الجمعة على تذليل الجمود وعلى الوحدة في دعم جهوده لانهاء العنف الذي دفع سوريا الى شفا الحرب الاهلية. وقال مبعوثون ان عنان قال مخاطبا اجتماعا مغلقا للمجلس من خلال دائرة تلفزيونية مُغلقة انه كلما كانت رسالة المجلس أشد في دعم جهوده للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار كلما زادت فرصه لانهاء القتال. وبخلاف القرارات الملزمة قانونا والتي تحتاج الى موافقة تسعة اعضاء وعدم استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس لحق النقض فان هذه البيانات بصفة عامة غير ملزمة لكنها تحتاج الى تأييد بالاجماع في المجلس. والبيان الذي تؤيده فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال والولاياتالمتحدة منفصل عن مشروع قرار صاغته الولاياتالمتحدة يدعو سوريا الى السماح بدخول موظفي المساعدات الانسانية. وقال دبلوماسيون ان المفاوضات بشأن المسودة الامريكية توقفت بينما يعكف عنان على اقناع الاسد والمعارضة السورية بالموافقة على وقف اطلاق النار. وتقول روسيا والصين ان الغرب والدول الخليجية العربية يسعون الى تغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا وهو ما تعارضه موسكو وبكين.