(رويترز) - قال وزير المالية السعودي ابراهيم العساف يوم الثلاثاء ان من السابق لاوانه عرض مساهمة السعودية في تعزيز رأسمال صندوق النقد الدولي لكن من مصلحة الجميع ألا تتفاقم الازمة الاوروبية لان ذلك يصب في مصلحة الاقتصاد العالمي. وقال الوزير في تصريحات للصحفيين على هامش مؤتمر اقتصادي في العاصمة انه سيجري مناقشة الموضوع في خلال اجتماع لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول الاعضاء بمجموعة العشرين والذي سيعقد في المكسيك يومي 25 و26 فبراير شباط. وأضاف "نتوقع تقديم الموضوع في الاجتماع المقبل لمجموعة العشرين في المكسيك وقد يحسم في وقت لاحق النظر في تعزيز رأسمال الصندوق والتمويل الموازي من الدول الاعضاء ولا اتكلم عن دولة بعينها." ويسعى صندوق النقد لمضاعفة رأسماله الى أكثر من مثليه من خلال جمع 600 مليار دولار في صورة موارد جديدة لمساعدة الدول على مواجهة اثار أزمة ديون أوروبا. ومن المتوقع أن يطلب الصندوق من كبار مصدري النفط في الخليج وكذلك الاقتصادات الناشئة الكبرى مثل الصين الاسهام بالقدر الاكبر من الزيادة المطلوبة. وقال العساف على هامش الملتقى السعودي للمنشات الصغيرة والمتوسطة ان من مصلحة الجميع حل أزمة ديون أوروبا لان ذلك في مصلحة الاقتصادي العالمي لكن بعض الدول الاعضاء في صندوق النقد يرون ان الخطوة الاولى يجب أن تأتي من جانب الاتحاد الاوروبي ومن ثم تقدم الدول الاأخرى بعض الدعم. وتابع "الموضوع الذي يناقش الان هو التسلسل وما هو دور الاتحاد الاوروبي ودور الدول الاعضاء في صندوق النقد الدولي...بقية الاعضاء يرون أن الدور الاساسي والاول هو من الاتحاد الاوروبي ومن ثم بقية الاعضاء في صندوق النقد لتوفير الدعم." وتابع أنه سيجري مناقشة الجهود المشتركة لبحث التسلسل أو التوازي في التمويل بمعنى اما أن يبدأ الاتحاد الاوروبي خطوات ومن ثم تقدم الدول الاخرى الدعم أو أن يجري ذلك بالتوازي. ومضى قائلا "رغم أن المشكلة اوروبية بشكل أساسي فان من مصلحة الجميع أن يتأكدوا ألا تتفاقم المشكلة وأن يعود النمو في أوروبا لان ذلك في مصلحة الاقتصاد العالمي بشكل عام. وهي جهود مشتركة وسوف يبحث التسلسل في التمويل أو التوازي في التمويل أو الاثنين معا (في اجتماع مجموعة العشرين)." ولم يربط العساف أي مساهمة مستقبلية من جانب السعودية في صندوق النقد الدولي بفكرة منح المملكة ودول بارزة أخرى من الاقتصادات الناشئة مزيدا من التمثيل والسلطة في الصندوق الذي تهيمن عليه القوى الغربية. وكان الامير تركي الفيصل المدير السابق للمخابرات السعودية قال في كلمة ألقاها الشهر الماضي ان الاقتصادات الناشئة الكبرى مثل الصين والهند والسعودية لن تساعد الغرب في مواجهة أزمته المالية الا اذا حصلت على نفوذ أكبر في ادارة الاقتصاد العالمي. وفي تلك الكلمة حذر الامير - الذي لا يشغل منصبا حكوميا لكنه لا يزال يعتبر شخصية مؤثرة - من أن افتقار الاقتصادات الناشئة الكبرى للنفوذ داخل الكيانات العالمية سيضعف استعدادها للمساهمة بأموال لمكافحة الازمة العالمية. كانت كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي أشادت مطلع الاسبوع بالدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي لكنها لم تتطرق الى احتمال أن تقدم السعودية مساهمة جديدة لموارد الصندوق. وفي بيان صدر يوم السبت في ختام زيارتها للرياض عبرت لاجارد عن "تقدير صندوق النقد الدولي لدور السعودية المهم في مساندة الاقتصاد العالمي ومن بين ذلك التزامها بتحقيق الاستقرار في سوق النفط ومساهمتها النشطة في كل من المؤسسات المالية الدولية مثل الصندوق والمناقشات الخاصة بالسياسات الاقتصادية العالمية في اطار مجموعة العشرين."