إعداد وحوار / مشبب بن حنظل اليامي* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته باسمي واسم صحيفة نجران نيوز الإلكترونية نرحب بضيفنا القدير الأستاذ زيد ابن علي بن شويل آل سنان ونشكره على تلبية طلبنا وإتاحة الفرصة لنا في إجراء مقابلة شخصيه معه ونتمنى أن نجني منها الجديد والمفيد وان تنال على استحسانكم . أعزائي ضيفنا حياته مع تمنياتنا له بالصحة مليئة بالكثير من الأنشطة والمناسبات وتقلد كثير من المناصب وممن سخروا حياتهم للصالح العام وبكل ثقة وأمانة واقتدار وعلى قدر كبير من التواضع وله جهود في مناهضة الفساد ولا يخفى على الجميع ما حدث وما تناولته وسائل الإعلام خلال فترة المجلس السابقة والآن دعونا نتقرب ونتعرف عليه أكثر من خلال هذا هذا اللقاء .. ((الخلفية التعليمية الحياة المهنية اهتماماته الخاصة )) في بداية هذا الحوار نرحب بك أبو علي ونشكر لك هذا التجاوب حبذا لو تعرف القراء بنبذه مختصره عن شخصكم الكريم ؟ أهلا وسهلأ بكم وأنا كذلك أشكركم على تشريفكم من خلال صحيفتكم الموقرة .. أخوكم زيد بن علي بن شويل ، 64 عاماً قضيتها في منطقة نجران حيث تدرجت في التعليم من محو الأمية والمنازل والمدارس الليلية إلى أن حصلت على بكالوريوس بالانتساب من جامعة الملك عبدالعزيز بجده . بدأت حياتي العملية جندي بشرطة نجران ثم موظف في الضمان الاجتماعي في نجران ثم باحث قضايا بإمارة منطقة نجران ثم مديراً للحقوق الخاصة ثم العامة وأخيراً مستشاراً للحقوق حتى تقاعدت في عام 1425 ه .. أهتم كثيراً بالقراءة الحرة وخاصة الكتاب وأعشق الإصلاح بين الناس والأعمال التطوعية البحتة . الآن رئيس المجلس البلدي ، عضو في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ، عضو في جمعية المتقاعدين وعضو في لجنة إصلاح ذات البين في أمارة منطقة نجران . - نبارك لكم إعادة ترشيحكم كرئيس للمجلس البلدي وللمرة الثانية على التوالي فهل اختياركم تم بالتعيين أو بالتصويت كيف تم ذلك ؟ الله يبارك فيكم جميعاً .. ووصولي إلى المجلس البلدي كان عن طريق الانتخاب وحصولي على الرئاسة بقرار من سمو وزير الشئون البلدية والقروية لأنه الذي يحسم موضوع الرئاسة عندما يتعادل المتنافسين حيث تساوت الأصوات بيني وبين الزميل الشاب عبدالله بن عدلان والنظام هنا يقضي برفع النتيجة إلى الوزير وهو من يحدد الاختيار .. الضيف اثناء تكريمة في حفل الامانه الذي اقيم مؤخراً لتكريم اعضاء المجلس السابق - أسئلة تراود الكثيرين عن أسباب نجاحك في الترشح للفترة الثانية دون عناء أسوة بالآخرين فما هي أسباب النجاح ؟ أتمنى أن يطرح هذا السؤال على الناس الذي يطلبون مني أن أرشح نفسي ويذهبون إلى صناديق الاقتراع ليمنحوني المركز الأول مرتين متلاحقتين . - حصل خلال فترة المجلس السابق خلافات لا نعلمها بينكم وبين الأمانة أدت إلى الأستقاله الجماعية لأعضاء المجلس أو الغالبية العظمى منهم فهل توضح لنا ماهي الأسباب ؟ الخلافات شي طبيعي عندما يحصل عمل جديد يسحب بعض الصلاحيات من أشخاص تعودوا على القرار الفردي بلا شريك ويبقى طبيعي عندما يكون في وجهات النظر أما عندما يصل إلى الأمانة والذمة فالوضع يتجاوز الحد المقبول فنحن أبناء فطرة ملزمين بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان (( والفساد من أكبر المنكرات لأنه اعتداء على الأمة والدولة والأجيال والسكوت عنه خيانة .. حاولنا معالجته بكل الوسائل وعندما استنفدنا جميع المحاولات ومن أهمها أن صوتنا لم يعد يصل سمو الوزير وهو الداعم الرئيسي للمجلس ووجدنا أمامنا خيار واحد هو الأستقاله وفعلاً أجمعنا عليها لأكتمال مبرراتها في ذاك المساء . - يتساءل الكثير بعد الاستقالة الجماعية كيف لك الترشح مرة أخرى ؟ اكتشفنا الأخطاء الإدارية والتنفيذية والإشرافية مبكراً وطرقنا جميع الأبواب لمعالجتها ثم أتضح لنا بعد حين أننا نواجه تحالفات فاسدة هي أقوى وأعلى مرتبة من صلاحيات المجلس وإمكانياته . وأخيراً اقتنعنا بفشلنا الذريع في عدم القدرة على إحداث أي تغيير ، فكانت الاستقالة هي الورقة الأخيرة والوحيدة التي نملكها ، أجمعنا عليها ورفعناها إلى سمو الوزير مبررة بما نستطيع إثباته بالدليل وكان الخافي أعظم ، أستقبلها سموه يحفظه الله بمسؤولية راقية وتعامل معها بمنتهى الجدية والموضوعية وبعد أن توضحت له الصورة أمر بإزالة أسباب الاستقالة وأصدر عدة خطابات وقرارات منها عدم قبول الاستقالة ومنها استبدال الأمين السابق بالأمين الحالي ، فعاد المجلس بمعنويات مختلفة ، وأجمع كل أعضائه أنه يشرفهم العمل مع الرجل الذي جمع بين المجد التليد والمكتسب والرغبة الصادقة في الإصلاح وتوسيع المشاركة في صنع القرار وهو بلا شك سمو الوزير . وخلال الجلسات التي عقدها المجلس بعد عودته لمس الشفافية والوضوح وتمت إعادة هيكلة الأمانة بما يخدم المصلحة العامة ، وبدأت بوادر التكامل والمشاركة الفعلية بين المجلس والأمانة على أساس من الثقة والأهداف المشتركة التي سوف بإذن الله تلبي طموح القيادة وتطلعات المواطنين وترفع من مستوى الخدمات وتدفع مدينة نجران إلى المستوى الذي تستحقه . فإذا أضفنا قيادة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله الشاب التقي النقي الذي تخرج من مدرسة أبيه وتربى على أخلاقه لهذه المنطقة أتضح أن المغريات للترشح مره أخرى أكثر وأقوى من المحبطات وهذا ما حصل . ولا يفوتني هنا أن ألفت النظر إلى أنه من المفيد أن يبقى من كل دورة أكثر من عضو لمشاركة الدورة التالية لتستمر التجربة ويبدأ الخلف من حيث وصل السلف ومن المفيد كذلك أن لا يتكرر استمرار أي عضو لأكثر من دورتين فهي كافية ويجب إتاحة الفرصة للتجديد والخبرة في وقت واحد . - ماهي المهام والمسئوليات المناطة بكم كمجلس بلدي وهل انتم كأعضاء راضين عنها ؟ مهام المجلس محددة في محورين أساسيين هما : أ) التقرير ب ) الرقابة تبرز ملامح التقرير في الميزانية المقترحة لكل سنة حيث تقترح فيها المشاريع والخدمات المطلوبة ودور المجلس هنا في تحديد الأولويات حسب الحاجة والأهمية . أما الرقابة فتعنى أن يقوم المجلس بتطبيق إجراءات الرقابة على أنشطة الأمانة الرئيسية وعند وجود ملاحظات تتم مناقشتها مع الأمانة لمعالجتها ويقوم المجلس برفع الملاحظات التي لا تعالج إلى سمو الوزير لاتخاذ ما يراه حيالها . أما الرضا فمعياره الحقيقي النتائج وهي تعبر عن التوقعات والطموح والإمكانيات وهذه أمور متغيره على الدوام فكلما تحقق منها هدفاً أسس لأهداف لاحقة والقوه تكمن في المبدأ والإصرار ومعرفة ما للإنسان وما عليه وليست في الصلاحيات فقط وبالجملة لن تكون أي جهة ولا شخص قوياً وقادراً على تحمل مسؤولياته مالم يكن عارفاً واجباته وحقوقه ويكون نزيه .. الاستاذ زيد اثناء تأديته لعمله في مكتبه بالمجلس البلدي - أهم انجازات الفترة السابقة وماهي ابرز المشاكل التي يواجهها المجلس البلدي ؟ أهم انجازات المجلس السابقة أنه أسس القواعد والمنطلقات التي ترسم الطريق نحو مشاركة فعالة حقيقية وأستطاع بعد عناء أن يفرض نفسه كشريك يقول (( لا )) عندما يتطلب منه ذلك . أما على مستوى الميدان فبالإمكان أن يتم عرض ما قبل وجود المجلس البلدي على قوقل أيرث وما بعد وجوده وخاصة ما بعد منتصف عام 1428 ه حيث تجد كثير من الأماكن تغيرت ملامحها في فترة بسيطة رغم أنها موجودة من عشرات السنين . المشاكل موجودة ولا يمكن حلها إذا واجهناها بنفس التفكير الذي وجدت فيه لذلك سعينا إلى رفع مستوى التفكير ساندنا ودعمنا وشكرنا وحاسبنا حتى حدثت بوادر التغير والتطوير في الأفكار ثم في تطبيقها . وسوف تشاهدون ما يتم تحقيقه ويسركم شيئا بعد شيء بإذن الله ، وخاصة في مجال تقنية المعلومات وتوظيفها لخدمة الصالح العام لأن ذلك سيضع حداً للعواطف البشرية ويحدد المسؤولية أكثر فأكثر . - هل تسخير وقتك للصالح العام بعد التقاعد حرمتك من أشياء أخرى ؟ التقاعد في نظري بداية حقيقية مفترض أن تكون أقرب إلى النضج ففي مكتبي كثير من الكتب التي كنت أمنى نفسي بقراءتها كاملة بعد التقاعد إلا أن النشاط العام أخذ مني وقتاً أكثر مما كان قبل التقاعد ولكنه نشاط محبب إلى نفسي أشعر مع كل أنجاز بحالة من الغبطة والسرور والإنسان في الحقيقة يستطيع أن يعمل أكثر بكثير مما يعتقد والمسألة تكمن في تحديد الأولويات واستثمار الوقت والانضباط والسعادة كل السعادة فيما يقدمه الإنسان للآخرين وليس فيما يحصل عليه منهم .. - ماهو رأيك بدخول العنصر النسائي سواءاً للترشح بالمجالس البلدية أو حق التصويت في الدورات المقبلة ؟ العنصر النسائي موجود وفعال ولا يوجد ما يمنعه من المشاركة والتاريخ يثبت مشاركة النساء في الحياة العامة والخاصة حيث كانت المرأة شريكاً للرجل في الإنتاج الزراعي ورعي الماشية وأعمال البيع والشراء وتربية الأطفال وتدبير المنزل والخياطة والنسيج وفي الوقت المعاصر أثبتن مهارة راقية في كل عمل أتيحت لهن الفرصة فيه كالطب والتمريض والاقتصاد والإعلام والتعليم وهذه الأمور كلها كانت تعاني من عدم تقبل المجتمع لها وأنا أعتقد أن كل ما يثار حول قضايا المرأة وحقوقها هو ميدان للصراع بين قوى المجتمع المختلفة ، بين الحقوقيين والإصلاحيين من جهة وبين الموروث التقليدي المنغلق من جهة أخرى ولا أعني بهذا تلك الأسر المحافظة الواعية التي تحافظ على ما تجب المحافظة عليه وتواكب في كل زمان ما ينبغي مواكبته ، ولا أحد يشك في أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله محافظاً واعياً يتضح منهجه في قوة تأثيره على كل من تربى على يديه أو تخرج من مدرسته سواء في الأسرة أو مجال العمل أو حتى عامة الشعب ومع ذلك يعمل جاهداً لتطوير التعليم في الداخل ولن ينسى له التاريخ برنامج الأبتعاث ورعايته للمبتعثين ، وينادي بالإصلاح ، وحماية حقوق الإنسان وللمرأة في برنامجه مكانتها وأنا شخصيا متفائل بمشاركة المرأة مع أمكانية اعتبار المبادئ الأخلاقية الإسلامية مصدراً من مصادر حقوق المرأه وحمايتها وليس سبباً في حرمانها وحرمان مجتمعها من مشاركتها فالواجب أن يقنن لها ما تستحقه ثم يترك لها حرية الاختيار دون أية ضغوط . يلقي كلمة في حفل الامانه الذي اقيم مؤخراً - لوحظ أو بالأخص ما يدار في الشارع أن الناخبين المتقدمين في الدورة الثانية عددهم قليل جدا بالنسبة للمسجلين في صناديق الاقتراع والناخبين في الدورة الأولى وقد عزا البعض ذلك لعدة أسباب أهمها أن المجلس البلدي ليس له أي دور وأنه عديم الفائدة .. ماتعليقك ؟ نحن جيل محبط يسمع كثيراً ويرى قليلاً والمجالس البلدية جاءت بعد أشياء كثيرة سبقتها ولم تأتي ثمارها على ما كان الناس يتوقعون وهذا الأمر كنت منتبه له وأثرته في أكثر من مناسبة بأنه إذا لم يرى المواطن ما يغريه سوف يتراجع عن التصويت وهذا لم يختصر على الناخب بل لاحظ الفرق بين التعامل الإعلامي لهذه الدورة عنه في الأولى هذا من جهة ومن جهة أخرى فالناس مستعجلين ولا يصبرون أو يعطون للجديد ما يكفيه من المساحة الزمنية أم الاعتبار الثالث فالدورة الأولى يحق للناخب أن يختار ستة مرشحين وفي هذه الدورة ليس له إلا مرشح واحد فالذي حصل على 100 يعادل من حصل على 600 في المرحلة الأولى . - كلمة موجهه من قبلكم لجيل المستقبل ؟ جيل المستقبل هو الوريث الشرعي لكل من سبقه من الأجيال حيث أنه امتداد طبيعي لهذا المجتمع الأصيل الذي أستطاع أن يقود العالم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ولا يزال يحتفظ بخصائص تكوينه وأصول أخلاقه ومبادئه التي تصلح لكل زمان ومكان ، ومن هنا تتضح مسؤوليته على الحفاظ على مقدرات وطنه ووحدة أمته ، ورفض الفساد الداخلي ومقاومة أي أفكار هدامة دخيلة ، وأوصيهم وأوصي نفسي بتقوى الله فلا يراهم سبحانه حيث نهاهم ولا يفتقدهم حيث أمرهم وليعامل كل منهم الآخر أي إن كان الآخر بمثل ما يحب أن يعامله ، ويأتي إلى الأخر ما يحب أن يأتيه الآخر إليه فإن في ذلك عدل ولله في العدل رضاء . الضيف في إحدى المناسبات - كلمة أخيرة توجهها لقراء الصحيفة ؟ أحترم هذه الصحيفة والقائمين عليها والجميع بحاجة إلى مثل هذه الصحيفة وما تختاره من المواضيع أما القراء فأتمنى منهم أن يتابعوا ثم يشاركوا بما يتوفر لديهم سواء في مجال النقد البناء لما يطرح والدعم بما يتوفر لديهم من المواضيع التي قد تغيب عن المختصين في هذا المجال .. وأحب أن ألفت نظر المعنيين بالصحيفة والقراء على حد سواء إلى أن ثقافتنا بوجه عام ومعها صحافتنا استوعب الكثير من الفجوات وتم تقبلها وكأنها أسلوب للحياة لا يجوز نقده منها على سبيل المثال : الفجوة الواسعة بين الكلمة وفعلها وبين المظهر والسلوك وبين ماهو كائن وما يجب أن يكون وبين ما يبذل وما ينتج عنه على أرض الواقع ... أتمنى من أن ينتبه الجميع إلى هذا ويحافظ على المصداقية أينما يكون كاتب ، متلقي ، ناقد ... الخ . وفي الختام لا يسعنا إلا أن نشكر أستاذنا الفاضل زيد بن علي بن شويل آل سنان اليامي على أريحيته السمحة وتقبله ضيافتنا وسعة صدره على هذا اللقاء نسأل الله له التوفيق في قادم أيامه أعواما عديدة وأزمنة مديدة وان يمتعه بالصحة والعافية هو ولي ذلك والقادر عليه .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مدير تحرير صحيفة نجران نيوز الالكترونية* =