(رويترز) - قالت مصادر حكومية عربية يوم الخميس إن مراقبي جامعة الدول العربية سيبقون في سوريا للتحقق من امتثال الحكومة للتعهد بوقف العنف المستمر منذ عشرة اشهر ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية رغم انتقاد رئيس الوزراء القطري قائلا أنهم ارتكبوا "أخطاء". وقالت سوريا الحريصة على أن تظهر احترامها لاتفاق سلام مع جامعة الدول العربية انها اطلقت سراح 552 شخصا اخرين اعتقلوا خلال الاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الاسد من الذين لم "تتلطخ ايديهم بالدماء". ووصلت بعثة المراقبين التابعين للجامعة العربية الى سوريا الاسبوع الماضي للتحقق من التزام دمشق بتنفيذ خطة السلام التي وافقت بموجبها على انهاء وجودها العسكري في المدن واطلاق سراح الاف السجناء السياسيين المحتجزين منذ اندلاع الانتفاضة في مارس اذار الماضي. ومن المقرر ان تجتمع اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا في القاهرة يوم الاحد لبحث النتائج الاولية التي توصلت لها البعثة التي انتقدها نشطاء سوريون يشككون في قدرتها على تقييم أعمال العنف على الارض. وقال النشطاء ان فرق المراقبين لا يمكنهم التجول في كل مكان وترافقهم سلطات سورية تتلاعب بهم وتخفي السجناء في منشات عسكرية. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني عقب اجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في نيويورك "هذه هي التجربة الاولى بالنسبة لنا... وقلت ان علينا تقييم أنواع الاخطاء التي ارتكبت وبلا أدنى شك أستطيع أن أرى أخطاء بيد أننا ذهبنا الى هناك لا لوقف القتل ولكن للمراقبة." ولم يتحدث الشيخ حمد الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا بالتفصيل عن "الاخطاء" لكنه قال انه ينشد "المساعدة الفنية" من الاممالمتحدة. ولم يتسن الحصول على تعليق على الفور من مسؤولين قطريين بشأن الخبر الذي بثته وكالة الانباء الكويتية. وقال مندوب احدى الدول الاعضاء بجامعة الدول العربية طلب عدم نشر اسمه لرويترز انه لا يمكن سحب المراقبين مهما كانت محتويات التقرير الاولي. وقالت سوريا انها قدمت للمراقبين كل التسهيلات اللازمة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لتلفزيون المنار اللبناني ان بلاده تسعى الى الموضوعية والمهنية. وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان حوالي اربعة الاف محتجز اطلاق سراحهم منذ نوفمبر تشرين الثاني. وكان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال يوم الاثنين ان البعثة ضمنت اطلاق سراح نحو 3500 معتقل. وقالت جماعة افاز الحقوقية يوم الخميس ان هناك 37 الف معتقل منذ مارس اذار لا يزالوا محتجزين حتى الآن. وقال الشيخ حمد ان الجامعة العربية ستستمع قريبا الى النتائج التي توصل اليها المراقبون وستجري تقييما لجدوى البعثة. وأضاف "سنجري تقييما لجميع جوانب الوضع وسنرى امكانية استمرار البعثة أم لا وكيف يمكننا مواصلة تلك المهمة الا أننا في حاجة الى سماع افادات من الناس الذين كانوا على الارض أولا." وعن احتمال احالة ملف سوريا الى مجلس الامن الدولي قال الشيخ حمد "نحاول دائما ايجاد حل لتلك الازمة في جامعة الدول العربية الا أن ذلك يعتمد على الحكومة السورية ومدى وضوحها معنا لايجاد حل للازمة." واذا جرى سحب مراقبي جامعة الدول العربية فقد يفتح ذلك الباب امام تدخل اجنبي تريد كثير من الدول العربية تجنبه. وسوريا لاعب رئيسي في المنطقة وتحظى بدعم قوي من ايران وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس). وعلقت الجامعة عضوية سوريا بسبب عدم التزام الاسد بخطة وقف الحملة التي تقول الاممالمتحدة انها قتلت أكثر من خمسة الاف شخص منذ مارس اذار. وتتألف اللجنة الوزارية العربية من وزراء خارجية مصر والسودان وقطر وعمان والجزائر لكن مصدرا بالجامعة قال انه تم توجيه الدعوة لدول أخرى لتنضم الى اجتماع الاحد وانه قد توجه دعوة لاجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب كافة في نفس اليوم. وقال بعض المسؤولين في الجامعة ان دولا مثل السودان والاردن ومصر والجزائر قلقة من انهاء البعثة مبكرا اذ تخشى من أن يؤدي اعلان فشلها الى تدخل عسكري غربي في سوريا. وقال مسؤول بالجامعة طلب عدم نشر اسمه "يخشون من أن يصبح هذا نمطا وقد يحدث لاحقا في دولهم." وقال مندوب عربي اخر ان اللجنة ستناقش على الارجح الاجراءات المحتملة لمساعدة المراقبين مثل امدادهم بالسيارات حتى يستطيعوا التجول في البلاد دون مساعدة السلطات السورية. وأضاف أنها لن تناقش تغيير رئيس بعثة المراقبة الفريق اول الركن السوداني محمد احمد مصطفى الدابي والذي انتقدت جماعات دولية لحقوق الانسان اختياره بسبب سجل بلاده في مجال حقوق الانسان