العالم اليوم يولي أهتماماً متزايداَ في برامج الجودة وجوائز التميز وذلك أنطلاقاً من أهميتها ودورها الملموس في تحسين الاداء والارتقاء بمستوى المنتجات والخدمات المحلية بحيث يمكنها من المنافسة الأقليمية والعالمية ، والمملكة العربية السعودية ليست بمعزل عن هذا الحراك العالمي فقد أوجدت معياراً مهم في رؤية المملكة 2030 يتبنى مفاهيم الجودة والتميز للمحاور الثلاثة التي تعتمد عليها الرؤية نقتبس منها التالي :- * من المحور الاول "تتوافر فيها مقومات جودة الحياة" * من المحور الثاني "رفع جودة الخدمات والتنمية الاقتصادية" * من المحور الثالث "الحكومة الفاعلة والكفاءة والشفافية والاداء والتمكين والطاقة البشرية وتهيئة البيئة" وحيث أن الاسلام ومبادئة يمثل منهج لحياتنا وتعاملاتنا والقران الكريم يمثل الدستور والمنهاج في كل أنظمتنا وأعمالنا وقراراتنا وتوجهاتنا فقد اولي الاسلام عناية وتقدير للعمل فاصبح مرجع لنا في إتقانه ، وعملاً بقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) فالانضباط والعدالة والشفافية والاتقان قيم اساسية لتحقيق الجودة في الحياة. و نظم إدارة الجودة Quality Management System هو نظام إداري موثق لتوجيه وضبط الموارد في المنظمة لتحقيق أهداف وسياسات ورؤية المنشأة نحو الجودة بما يضمن رضاء العملاء. والأيزو 9001 في نسختة الجديد 2015 تعتبر نظام رقابة وتفتيش للتاكد من تحقيق شروط الجودة ، ويمكن المنظمة من التعرف على مدى قوتها وضعفها ويساعدها هذا النظام على عمل التدابير اللازمة للتقييم ، وهذا النظام هو في الأساس للتحسين المستمر.ولا شك بأن الحصول على شهادة الايزو هو محل تقدير من الجهات الخارجية للمنشأة بالاضافة الي تقليل الوقت اللازم لانهاء مهامها بل ويضيف لها ثقة العملاء ورضاهم ويسعى الي التقليل من الاجراءات البيروقراطية في المنشأة. وللحصول على شهادة الايزو فوائدها ضمن اطار خمس مرتكزات : * جودة المنتج / الخدمة * المنافسة * خدمة الزبائن * الانتاجية والربحية * الجودة الاستراتيجية.
ومن ابرز الاضافات والاختلافات والتغييرات الجديدة في الاصدار 2015 هو اضافة بند جديد وهو دراسة سياق المنظمة وتحديدها وهو هنا يتكلم عن أن المنظمة يجب ان تحدد السياق الكامل لها سواء في الاطار الداخلي او الاطار الخارجي وذلك في مجموعة من النقاط الهامة التي يجب استيفائها.كما انه لم يعد هناك مطلباً في تعيين ممثل الإدارة في الجودة وتم توزيع المسؤليات على الادارة العليا (المدير العام – مجلس الادارة – كل المدراء ورؤساء الاقسام) كما لم يعد هناك مطلبا بأنشاء دليل نظام إدارة الجودة كما كان معمول به في النسخ السابقة فاصبح أختياري وليس حتمياً للمنشأة ، كما تم تقليص المبادئ الاساسية في اصدار 2015 الي 7 مبادي بدلا من 8 في الاصدار القديم 2008 . ولعل من أهم التعديلات التي طرأت علي المواصفة هذه النقاط : * الهيكل العام للمواصفة High level structure * التفكير المبني على المخاطر Risk based thinking * زيادة فاعلية ودور الإدارة العليا. * تعديلات في بعض المصطلحات المستخدمة. * تعديلات مبادئ نظام الجودة. * مرونة كبيرة في التوثيق.
وعند النظرالي خارطة نظم ادارة الجودة iso 9001:20115 وربط هذه المواصفات مع سياق الرؤية من خلال برامج تنفيذية متعددة تسعى الرؤية الي ان يحقق كل منها جزءًا من الأهداف الاستراتيجية والتوجهاتالعامّة للرؤية ضمن استراتيجات التحول 2020 والتي تنساق الي التوجه نحو الرؤية 2030 تجدها متناغمه ومنساقه الي تحقيقها من خلال التحسين المستمر والتمكين والشفافية وتعزيز الشراكات ورفع الكفاءة ورفع مستوي الوعي وتقليل معدلات المخرجات المعيبةوتحسين بيئة العمل في ظل منظومة كاملة لكافة الانشطة في الدولة لتحقيق الاستدامة في العمل والأثر عبر المراجعة الدورية لها لرفع المستوى التنفيذي وتقييم الأداء والتحسين المستمر ، وانك تجد ان هذا النظام متطلب علي كل منشأة كحد أدني حتى تنساق مع المنهاج العام ولكي تستفيد المنشآت منوباقي برامج الجودة مثل ما استفادة GE و TOYOTA لذلك يجب أن يكون تطبيقها مرتبط بمؤشرات اداء وأهداف استراتيجية ضمن نظام متكامل للتطوير والرقابة تحت قيادة كبار المسؤولين في المنشأة.بدون ذلك ستكون الإستفادة محدودة جدا وربما لا تتجاوز شهادة الحضور. و تصبح يوما ما تغرد خارج السرب. عادل حمد ال شيبان عضو مجلس الجمعية السعودية للجودة بنجران