انتشر مؤخرا مقطع لشاب سعودي يقدم وجبات إفطار صائم على الطريق وبينما هو يقدم هذه الوجبة لأحد سائقي المركبات قال له «أنا قطري ما تبي تقاطعوني»، فلم تؤثر تلك الكلمات في ذلك الشاب الذي استمر في تقديم الوجبة له كغيره من مرتادي الطريق قائلا «كلنا إخوان» ويده تمتد بالوجبة وبنفس الابتسامة دون تلكؤ أو تفكير وبنفس السلاسة. هذا الشاب جزء من وطن كبير يصطف كالجسد الواحد في حين تمتد اليد الأخرى لتقطع دابر المراهقة السياسية للحكومة القطرية بعد أن استنفدت كل مواطن الحلم، وبين يد العطاء ويد الحزم أمة تسير دون كلل وباتزان نحو أفق المستقبل. في المقابل لا يخلو هذا الجسد من طفيليات آثرت الممانعة عن الوطن بعد المماتعة مع المتربصين والصوم عن الكلام حين صدح أذان غروب شمس الخيانة فتوقفوا عن النباح بعد أن تجاوزتهم عجلة القافلة وألقمت أفواههم الذهول بعد أن كانت تعب من عباب الخونة مالا وتصدرا للمنصات الإعلامية التي تنشر الخبث فلا ندري أهو وفاء الصعاليك فاستحت العين بعد أن شبع البطن أم هو تربص الخبثاء أم هو ذهول ما بعد الصفعة. إن من أوجب واجبات المواطنة الاصطفاف في صف الوطن حين تتعدد الخيارات والتقدم أمامه بصدور عارية في المدلهمات والسير خلفه في صعود المجد فبالوطن نكون كيانا وبدونه نصبح ذرات رمل متطايرة تبعثرها عواصف الكيانات. المواطنة الحقه انتماء ابن لأم هو في نظرها جزء منها يمتد للمستقبل وهي في نظره الجغرافيا والحب والانتماء والهوية فالعالم لا يحترم ولا يتعامل مع فاقد الهوية ولنا في البلاد المبعثرة حولنا عبرة فالعواصف تعبث بالورق الساقط وتبقى الشجرة، والذئب يأكل القاصية من الغنم ويتجنب الكتلة الواحدة. المواطنة الحقيقية عامل صلابة لوحدة الوطن تجمع الناس في كتلة واحدة فالمواطن الحق يضيف بوعيه وعمله وإنتاجه قوة تزيد الوطن نماء جمعيا وصعودا في سلم التقدم، ولا يكون ذلك إلا بإدراك متغيرات العصر والاطلاع على الظروف المحيطة بوطننا والتعامل معها بروح واحدة وبمهمات وأدوار مختلفة في واقعها متكاملة متناغمة في مجموعها لتشكل كيانا واحدا متسقا كالجسد الواحد. أما صعاليك العصر وحفاة المبادئ وفقراء القيم ولصوص الضوء وباعة الوهم فلا مكان لهم في مملكة الطموح والحزم والنماء.