نحن ولله الحمد ننعم بالخير والأمن في بلادنا بفضل الله أولاً، ثم بفضل القيادة الحكيمة التي تقود البلاد بحنكة وسياسة، وبفضل يقظة رجالات الأمن في كل القطاعات والثغور، الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل الذود عن أمن الوطن، ولبلادنا مكانة دينية واقتصادية، ومكانة سياسية بمواقفها المشرفة تجاه أشقائها العرب والمسلمين، وهي لم تبخل يوماً ما بالوقوف إلى جانبهم، ولها حضورها الفاعل في كل المحافل الدولية، مما أكسبها احترام العالم وتقديره لها حكومة وشعباً، الجيل الحاضر اليوم الذي يعّول عليه حمل الأمانة في المستقبل، واستكمال المسيرة التي بدأها الأجداد والآباء،عليه تقع مسؤولية المحافظة على المكتسبات الوطنية التي تحققت بصبر وكدّ وعمل السابقين، ولذلك فأنا كتربوي كان ولايزال أكثر ما يشغلني حال أبنائنا اليوم، وأنا أراهم وهم يعيشون وسط متغيرات وتحولات متلاطمة، ومع أحداث عالمية وإقليمية وتزداد خشيتي عليهم؛ إن لم يجدوا من يعمل على مساعدتهم لمواجهتها، وتثقيفهم حياتيا للتعاطي معها بحكمة، وتزويدهم بخبرات تقيهم الوقوع في أوحال «الفتن والشرور» خاصة وأن بلادنا مستهدفة في أمنها وشبابها وفي نسائها، فهي حاملة لواء الإسلام، وحامية العروبة، ومن أخطر ما أخشاه على أولادنا «بنين وبنات» هي تلك التحديات التي تواجههم في وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة التي تخطت الحواجز، وهدمت سدود المنع والحجب، ومع فضائيات تلفزيونية محسوبة علينا وفضائيات عربية وأجنبية، قد تبث ماهو غث وذو تأثير سلبي على سلوكياتهم وأخلاقياتهم، ولذلك أقولها مخلصاً « اقتربوا من أبنائكم فهناك من يتقرّب إليهم» وتذكروا أن الله وصف البيوت بالسكن من السكينة التي يجب أن تسود أجواءها، أشعروهم بالحنان، واشبعوا عواطفهم فهناك من سيعوض حاجتهم للحنان والعطف والحنو ليشبعهم نيابة عنكم، ولكن هو يفعل ذلك مقابل ثمن باهظ قد يعصف بمستقبل صغاركم يدفعونه من أعمارهم وحياتهم وتكوينهم على الصعيد النفسي والشخصي، ولهذا ادعموا مواهبهم، وفِّروا لهم الفرص ليمارسوا هواياتهم كالقراءة والرياضة والرسم وكل الهوايات المحببة لنفوسهم وترونها نافعة وغير ضارة وتتفق مع تعاليم دينهم ومجتمعهم، علموهم كيف يستثمرون أوقاتهم، فهناك من يريد لهم أن يهدروا أعمارهم فيما لا ينفعهم ثم تكون حسرة عليهم وعليكم، علموهم كيف يكون حب الوطن بالفعل لابالقول، فهناك من يؤلب عقولهم تجاه بلادهم ويقلب أفكارهم نحو قياداتهم، علموهم أنهم مثلما يأخذون من وطنهم، عليهم أن يتعلموا كيف يعطونه، وكيف يضحون من أجله، وجهوهم إلى طاعة أولياء أمورهم، ومعرفة تاريخهم وتاريخ رموزهم، فتاريخنا حافل بما يجدر أن يعرفوه ليفتخروا بسيد الأوطان وبقادته، حذرّوهم ممن يغذي أفكارهم بأجندات لاتخدم إلا أهداف أعداء الوطن، ممن لا يريدون لهم أن يشعروا بالاستقرار في وطنهم، أو يحسوا بالأمان، احكوا لهم قصص البذل والعطاء لقادة بلادهم الذين لم نعهد منهم إلا العمل بجد وإخلاص للوطن، حكايات تحكي كيف هم يفعلون الخير ويتواصلون مع شعبهم في المناسبات، وكيف هم يوقرّون علماء البلد ورجالاته ونساءه، نادوا أولادكم بأحب أسمائهم، وأنعموا عليهم بأفضل الكنى والألقاب التي تبني شخصياتهم، ولا تهدموها بالعنف أو تنعتوهم بقبيح الكلام وسيئ القول، وتذكروا أن هذا المنهج في التربية منهج نبوي، فنبي الرحمة المعلم الأول رسولنا محمد بن عبدالله – صلوات ربي وسلامه عليه- كان يفعل هذا مع أصحابه تشجيعاً لهم، حتى صنع منهم أبطالاً برفع معنوياتهم حتى قادوا الجيوش وفتحوا الأمصار، واكتسبوا العلم فنسبة الشباب في بلادنا قد تبلغ ال 70% . صحيفة الشرق*