يسارعون في الفشل وفي فشلهم يتخبطون.. كنت لأشعر بمسؤولية كبيرة وأستغرق وقتاً طويلاً قبل كتابة هذا المقال في البحث والتقصي ومعرفة الإجراءات قبل الحسم برأييٍ في القضية التي أثارت ضجة كبيرة في تويتر بشأن الإنذار الموجه للجراح البارع والناجح د.مشهور القناص، عبر وسم #الدكتور_مشهور_يمثلني. ولكن مديرية الشؤون الصحية بنجران كفتنا المؤونة وأراحتنا من عناء البحث، فكانت حالة التخبط في إجراءاتها خير شاهد على قصور في إدارتها. لم يكن جرم الدكتور "القناص" سوى أنه قام بتقييم الوضع في المستشفى الذي يعمل به وبحسب رأيه فيه، إلا أن الرد جاءه سريعاً وبتهديد متمثل في انذار لأنه يشوه صورة الوزارة!! لن اتكلم عن وضع وزارة الصحة وخصوصا في نجران من حيث الإهمال أو الجودة؛ فقد أسلفنا في ذلك مقالات ومقالات، ولكن أحيلكم إلى ذاكرتكم فستجدوا الكثير والكثير من حوادث الإهمال وبالطبع لن تجدوا في ذاكرتكم اسماً واحدا لمسؤول تمت محاسبته أو متسبب في الإهمال، ولكن تم التحقيق مع بعض منتقدي صحة نجران وكلنا نعلم ماجرى فيها ولصالح من وقد يأتي اليوم الذي تسقط فيه كل الأقنعة، بل سأتكلم عن موضوع الانذار الذي اشغل الناس ب "تويتر"! أشعر بغصة حين أحتاج إلى التأكيد على أهمية حرية النقد، وما ينبغي عمله تجاه النقد من البحث والاستقصاء وتعديل الأخطاء قبل حتى التفكير في مجرد الرد فضلاً عن التهديد والإنذار، ولا نقول: رحم الله امرءً أهدى إليَّ عيوبي، فحسب؛ بل نقول: رحم الله امرءً أهدى إلى المرضى حياتهم بنقده! الخطاب او الانذار المضحك المبكي، التراجيدي الكوميدي، لم يكن سوي تأكيد على الانطباع السائد عن أداء وزارة الصحة، إلا أن هذا الانذار يمثل سابقة في درجة التخبط الإداري الذي وصل إليه الحال في إدارة الصحة بنجران، فقد تجاوز مدير صحة نجران اللوائح التي تقتضي التحقيق مع الموظف قبل توجيه الإنذار إليه، فضلاً عن أنه لم يلجأ لجهة مسؤولة ليتسنى له التأكد من صحة عودة ملكية الحساب للدكتور مشهور أو لا ( كما ذكر بعض المغردين )، إن كان ثمت شعور بالجدية والمسؤولية. حتى الاخطاء لم يسلم منها الانذار القضية في كتابة اسم المستشفى، فبدل من كتابة "مستشفى نجران العام والذي نقل اليه الدكتور مشهور" كتب "مستشفى الملك خالد"، وكأن المدير لايعلم اين عمل الدكتور!!، ناهيكم عن الأخطاء الاخرى. ثم يلجأ سعادة المدير إلى حيلة هتلر القديمة "التخوين"، فمجرد تقييم وضع أحد المستشفيات من احد العاملين والمطلعين على خبايا الامور فيه، أصبح ذلك تشويهاً وليس للمستشفى فقط بل لوزارة الصحة كلها!! ولأن المدير المحترم كان في عجلة من أمره فقد جاء الرد سريعاً، ولو كان ذا حكمة لتأخر أياماً وكلف نفسه عناءً الخروج من مكتبه متخلياً عن تويتر ساعة ليذهب إلى المستشفى إياه ويعاين الوضع بنفسه، ولكن يأبى الله إلا أن يكشف المستخبي. كان الاولى بصحة نجران بدل توجيه الانذار والتهديد للدكتور مشهور ان ترى مالذي فعلته القرارات الاخيرة التي من ضمنها نقل قسم الجراحة والدكتور مشهور وزملاء له بالقسم من مستشفى الملك خالد الى نجران العام الجديد بالشرفة وما لحق المرضى من معانات ولا زالت بشأن هذا النقل بسبب حجج لايقبلها احد وأصبحوا عالقين بين المستشفيين فالملك خالد يتحجج بالعمل في مشروع البنية التحتية المثير للجدل والترميم والعام يتحجج بعدم استعداده لعدم وجود الامكانيات لا للجراحة ولا العناية، فبالله عليك يامدير صحة نجران اليست هذي العشوائية ونتائجها التي انعكست على المواطنين بأولى بالمعالجة بدل تهويل الآراء الشخصية لأشخاص كل همهم الرقي بمستنشقيات المنطقة ومحاربة الفساد فيها على الاقل طبقوا شعاركم "المريض اولاً". اين الخطط والاستعدادات البديلة التي من المفترض وجودها في مثل هذه الظروف ؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات يتم نقل القسم والمنطقة تعيش حالة امنية يجب ان تكون فيها جميع المستشفيات في حالة إستنفار واستعداد دائم ؟ اسئلة تبحث عن اجابات !!!! مشكلة الدكتور مشهور لم تكن الاولى فقد سبقه دكاترة شباب تسببت صراحتهم وغيرتهم في مشاكل مع الصحة واقيمت عليهم قضايا بسبب قولهم كلمة الحق وكشفهم لأخطاء واضحة وجليه يحس بها حتى المواطن الغيور وكأن صحة نجران قد تفرغت لرفع القضايا بدل معالجة الاخطاء وتطوير الاداء . كل مانخافة ان تكون هناك حرب خفية وراء هؤلاء الشباب الناجح سواء الدكتور مشهور او من سبقه ممن مَثُل امام الجهات الامنية منهم . ياصحةنجران اهتموا بعملكم واسمعوا النقد وخذوا الصالح منه واتركوا ملاحقة الغيورين ومحاربي الفساد .