أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الأشخاصَ، الذين يُعانُونَ من داء الأمعاء الالتِهابيّ inflammatory bowel disease، مثل داء كرون Crohn's disease أو التِهاب القُولون التقرُّحي ulcerative colitis، يُواجِهون زِيادةً في خطر اضطراب القلق، خُصوصاً النِّساء. قالَ الباحِثون إنَّ داءَ الأمعاء الالتِهابيّ هو مجمُوعة من الاضطرابات التي تُسبِّبُ التِهاباً مُزمِناً في السَّبيل الهضميّ. قالت المُشرِفةُ على إعداد الدِّراسة إسمي فولر ثومسون، الأستاذةُ لدى جامِعة تورونتو الكنديَّة: "يُواجِه مرضى داء الأمعاء الالتِهابيّ زِيادةً في خطر المشاكِل البدنيَّة المُزمِنة التي تترافق مع هذا المرض، إضافةً إلى خطر اضطرابات القلق، ممَّا يُسلِّطُ الضوءَ على أهميَّة إيجاد طُرق تهدُف إلى الوِقاية من هذا الخطر المُزدَوج". تفحَّصَ الباحِثون حالات 269 بالغاً كنديَّاً شُخِّصت إصابتُهم بداء الأمعاء الالتِهابيّ، ووجدوا أنَّهم كانوا أكثرَ ميلاً بمرَّتين لأن تظهرَ لديهم أعراضُ اضطراب القلق المُعمَّم generalized anxiety disorder في بعض مراحل الحياة، بالمُقارنة مع البالغين الذين لا يُعانون من داء كرون أو التِهاب القُولون. كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّ هذا الخطرَ عند النِّساء كان أعلى بأربع مرَّات، بالمُقارنة مع الرِّجال. إضافةً إلى هذا، بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ مرضى داء الأمعاء الالتِهابيّ، الذين لديهم تارِيخٌ من سُوء المُعاملة جنسياً في الطفولة، واجهوا زِيادةً وصلت إلى 6 أضعاف في خطر اضطراب القلق؛ كما كان مرضى داء كرون أو التِهاب القولون، الذين أفادوا عن ألمٍ مُتوسِّطٍ أو شديدٍ، أكثرَ ميلاً بمرَّتين للإصابة باضطراب القلق، بالمُقارنة مع الذين أفادوا عن ألمٍ بسيطٍ أو عدم وُجود ألم. وجدت الدِّراسةُ ارتِباطاً بين داء الأمعاء الالتِهابيّ والميل إلى الإصابة باضطراب القلق، ولكنَّها لم تكن مُصمَّمة حتى تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجةٍ بين الحالتين. قالت مُساعِدةُ مُعدّ الدِّراسة جوان سولمان، من جامعة تورنتو: "تُبيِّنُ نتائجُ الدِّراسة أهميَّةَ الخُضوع إلى فُحوصاتٍ روتينيَّة واستخدام مداخلاتٍ هادِفة بالنسبة إلى اضطرابات القلق، خصوصاً عند مرضى داء الأمعاء الالتِهابيّ الذين لديهم استعدادٌ كبير لهذا الاضطراب، أي النِّساء والأشخاص الذين يُعانون من الألم المُزمِن ومن لديهم تارِيخٌ من سُوء المُعاملة جنسياً في الطفولة". قال باتريك ماك غوان، الأستاذ المُساعِد في العلوم البيولوجيَّة لدى جامعة تورنتو: "تُسلِّطُ هذه الدراسةُ الضوءَ على وُجود صِلةٍ قويَّة بين الصحَّة البدنيَّة والنفسيَّة، وأنَّ أيَّ خلل في واحِدة منهما ينعكِس بشكلٍ سلبي على الأخرى".