استقر في الوجدان البشري أن "العدالة البطيئة ظلم"، واليوم تمر خمسة أشهر كاملة على وفاة الطفلة سلاف إثر خطأ طبي، ولا يزال جثمانها في ثلاجة الموتى حيث رفض والدها استلامه بسبب عدم الاعتراف بالخطأ. فضلاً عن محاسبة المتورطين. خمسة أشهر تمر على هذا الجسد الصغير في ثلاجة الموتى ساكناً بلا حراك، ولكن المذنبين أحرار طلقاء يتحركون في كل اتجاه لإخفاء معالم جريمة الجهل والإهمال.
نشرت صحيفة "مكة" أول أمس تقريراً عن شهادة استشاري الجراحة بالمستشفى الدكتور محمد عبدالعليم، وهو استشاري عربي زائر وطرف بالقضية، والذي أكد أن وفاة الطفلة سُلاف سببها جهل وتجاهل الفريق الطبي الذي أجرى عملية المنظار التي خضعت لها بمستشفى الملك خالد بنجران، ونوه إلى أن إدارة المستشفى ظلت طوال الفترة الماضية تحاول إخفاء الأسباب التي أدت إلى وفاة الطفلة، وأنها بذلت كل جهدها وسعت بشتى السبل لتجعل منه شخصياً كبش فداء تتستر خلفه لإنهاء القضية. بحسب ما أفاد التقرير.
وذكر الاستشاري من الملابسات ما يعزز براءته ويدين إدارة المستشفى، ولكننا لن نلعب دور القاضي لنحكم بتبرئة أحد الطرفين من عدمها، إلا أن ما يعنينا ويعني كل مواطن وكل إنسان فضلاً عن ذوي الطفلة هو سرعة الحكم وبيان ملابسات الحادثة ومعاقبة المتسببين في هذا الخطأ وكذلك من حاول التلاعب بالتقارير، فكل يوم يمر على والد الطفلة وأمها وهم يتذكرون أن فلذة كبدهم هناك في هذا المكان الموحش يعذبهم وكأنهم يفقدونها كل يوم من جديد.
أمير المنطقة حفظه الله وجه مشكوراً جهات الاختصاص بالتحقيق مع اطراف القضية بعدما ادلى الجراح بمعلومات لصحيفة "مكه" إن صدقت فهي كارثة بما تعنية الكلمة والجميع ينتظر نتائج التحقيق ومن بعده المحاسبة .
كم من لجان شُكلت من وزارة الصحة للمتابعة والتحقيق وكذلك صحة نجران، ولكنها كالعادة لم تتم جميلها وتكاد القضية أن تُسجل ضد مجهول؛ بعد مرور خمسة أشهر كاملة دون محاسبة أو بيان صادق للملابسات يمكننا أن نقول إنها "لجان خيبه"!!
مع العلم ان الجميع وبعد هذه الفترة الطويله والتعقيدات المتعمدة وغير المتعمدة اصبحوا في حيرة من امرهم وأن هناك قوى مقتدرة لاتريد ان تحق الحق وتنصر المظلوم ، خاصة بعد القنبلة التي فجرها الجراح مؤخراً … من هم وفي اي جهه الله أعلم !!