كشف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم عن أنه سيتم إحداث 3500 وظيفة للمعلمات خلال 5 سنوات وإيفاد 25 ألف معلم ومعلمة للخارج للتدريب على أفضل ممارسات التعليم، وأنه سيتم النظر في إيجاد حوافز لمديري المدارس والمعلمين والمعلمات المتميزين. وأشار إلى أنه سيتم إقرار نظام جديد للثانوية العامة وتطبيق مناهج جديدة للرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية. وقال، في مؤتمر صحفي عقد بجدة اليوم بمناسبة صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على برنامج العمل التنفيذي لدعم تحقيق أهداف مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، إنه تم تعزيز نفقات النشاط الرياضي والثقافي في المدارس بمليار ريال سنويًا وتخصيص 1.2 مليار ريال لربط المدارس بالإنترنت و1.1 مليار ريال للمعامل والفصول الذكية. وأكد أنه تم تخصيص 5 مليارات ريال للسنوات الخمس الأولى لمبادرة التأهيل النوعي للمعلمين. وأشار سموه إلى أنه تم اعتماد مبلغ 400 مليون ريال سنويًا لطلاب التربية الخاصة وأنه سيتم خلال 5 سنوات بناء 3200 مدرسة يستفيد منها 1.5 مليون طالب خلال البرنامج الذي دعمه المليك ب 80 مليار ريال. واضاف أنه سيتم وضع تنظيم مناسب للوقف ودراسته من قبل اللجنة الوزارية للبرنامج تمهيدًا لرفعه للمقام الكريم. مستهدفين أن تكون هذه الأوقاف روافد كبيرة يستفيد منها الطلاب والمجتمع والوطن إن شاء الله. وقال سموه إنه تم رفع هذا البرنامج للمقام الكريم بتاريخ 3/5/1435 ه حيث غطى أربعة محاور رئيسة هي المعلم، والطالب، والتنظيم والإدارة والمباني المدرسية، وقد وجه المقام الكريم بدراسته في الجهات ذات العلاقة، ودراسة التكاليف المقدرة مع وزارة المالية، وبعد اكتمال تلك الدراسات، صدرت بحمد الله موافقة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على البرنامج في تاريخ 18/7/ 1435ه، وتشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير التربية والتعليم وعضوية معالي د.مطلب النفيسة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومعالي وزير المالية ومعالي وزير الخدمة المدنية وقد عقدت اجتماعها الأول صباح اليوم. محتويات البرنامج وقال سموه: يطيب لي أن أعلن للجميع من خلال هذا المؤتمر أن هذا البرنامج تضمن التالي: أولاً: في مبادرة إيجاد المميزات الوظيفية لمديري التربية والتعليم تمت الموافقة على إحداث 5 وظائف بالمرتبة الممتازة لمديري التربية والتعليم في مناطق الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، ومحافظة جدة. وإحداث 11 وظيفة بالمرتبة الخامسة عشرة لبقية المناطق ومحافظتي الطائف والأحساء. وإحداث 29 وظيفة بالمرتبة الرابعة عشرة لمديري التربية والتعليم في بقية المحافظات. أما ما يتعلق بالجوانب التحفيزية فتم تكليف اللجنة الوزارية للبرنامج لدراسته والنظر في إيجاد حوافز لمديري المدارس وكذلك حوافز للمعلمين والمعلمات المتميزين. ثانيًا: في مبادرة التأهيل النوعي للمعلمين تم اعتماد 5 مليارات ريال للسنوات الخمس الأولى، حيث سيتم إيفاد نحو 25 ألف معلم ومعلمة للخارج للتدريب في مدارس الدول المتقدمة للتعرف على أفضل الممارسات الحديثة في برامج تمتد لمدة عام. ثالثًا: في مبادرة التوسع في رياض الأطفال الحكومية، تمت الموافقة على افتتاح 1500 روضة أطفال، سيستفيد منها نحو 150.000 طالب وطالبة، وإحداث 3.500 وظيفة معلمة خلال خمس سنوات، وتغطية الفرق من الوظائف التي صدر بها الأمر السامي الكريم الصادر بتاريخ 29/5/1435ه، وسيتم إعطاء الأولوية للمدن الصغيرة، وللأحياء المكتظة ولذوي الدخل المحدود. ربط المدارس بالإنترنت رابعًا: في مبادرة مشروع ربط المدارس بالإنترنت والتعليم الإلكتروني تم اعتماد الآتي: 1- مبلغ 1200 مليون ريال على مدى ثلاث سنوات للبنية الأساسية وتشمل الشبكات الداخلية للمدارس، والربط بالإنترنت بسعات عالية لجميع المدارس بشكل كبير لتلبية متطلبات التعليم الإلكتروني. 2- مبلغ 1190 مليون ريال سنويًا للمعامل والفصول الذكية والتشغيل والصيانة، حيث سيتم استكمال تجهيز جميع فصول المدارس، والتي تبلغ ما يقارب 250 ألف فصل، بتقنيات الفصول الذكية، بالإضافة إلى استكمال تجهيز المدارس بأجهزة الحاسبات. خامسًا: في مبادرة مخصصات المدارس تم تعزيز اعتماد بندي المستلزمات التعليمية ونفقات النشاط الرياضي والثقافي بمبلغ 500 مليون ريال ليصبح (1.085) مليون ريال سنويًا، وهذا سيعزز إمكانات المدارس ويضاعف ميزانياتها المخصصة كما سيعزز أنشطة الطلاب الثقافية والمسرحية والأنشطة الرياضية، وسيؤمن للمدرسة احتياجاتها العاجلة واللازمة. سادسًا: في مبادرة مراكز الخدمات المساندة للتربية الخاصة تم اعتماد مبلغ 1,500 مليون ريال للسنوات الخمس لعدد 15 مركزًا حيث ستساهم إن شاء الله في الاكتشاف والعلاج المبكرين ودعم مواصلة هذه الفئة الغالية دراستهم قدر ما تستطيع. مدارس أندية الحي سابعًا: في مبادرة أندية مدارس الحي والأندية الموسمية تم اعتماد التالي: 1- مبلغ 350 مليون ريال سنويًا لأندية الحي لعدد 1,000 نادٍ للبنين والبنات. 2- مبلغ 50 مليون ريال سنويًا للأندية الموسمية لعدد نحو 800 نادٍ للبنين والبنات. وفيها سيستثمر المجتمع المحيط بالمدرسة والطلاب على وجه الخصوص مرافق المدرسة بعد تأهيلها في قضاء أوقاتهم بأنشطة مسائية متنوعة ثقافية ورياضية وترفيهية تمتد من الساعة الرابعة إلى التاسعة. ثامنًا: في مبادرة المدارس المتخصصة تم تخصيص 1,500 مليون ريال للسنوات الخمس. وستكون مدارس نوعية لأبنائنا الموهوبين والموهوبات والمتميزين والمتميزات، وسنحرص على أن تكون متقدمة في مناهجها وبرامجها وأساليبها. تاسعًا: في مبادرة وقف التعليم العام، تمت الموافقة على إنشاء الوقف بحيث لا يترتب عليه أي التزامات مالية على الخزينة العامة، وسيتم وضع تنظيم مناسب للوقف ودراسته من قبل اللجنة الوزارية للبرنامج تمهيدًا لرفعه للمقام الكريم. مستهدفين أن تكون هذه الأوقاف روافد كبيرة يستفيد منها الطلاب والمجتمع والوطن إن شاء الله. طلاب التربية الخاصة عاشرًا: فيما يتعلق بمبادرة القسائم التعليمية، حيث يتولى القطاع الخاص تقديم الخدمة وتتولى الوزارة تغطية التكاليف وتقييم مستوى الخدمة، فقد تم اعتماد التالي: 1- مبلغ 400 مليون سنويًا لطلاب التربية الخاصة، بحيث يتم تقديم الخدمة من قبل القطاع الخاص للفئات التي لا يمكن تقديم خدمات لها من قبل الوزارة، ومن الأمثلة على ذلك الطلاب التوحديون، وذوو متلازمة داون، وذوو العسر القرائي وغيرهم. 2- مبلغ 100 مليون ريال سنويًا لطلاب رياض الأطفال. أحد عشر: في مبادرة المباني المدرسية تم اعتماد المبالغ التالية: 1- مبلغ 42.500 مليون ريال لمشروعات المباني المدرسية لمدة خمس سنوات، لبناء ما يقارب 3200 مدرسة تقريبًا، يستفيد منها أكثر من مليون ونصف أي ما يقارب 30% من طلبة المملكة. 2- مبلغ 3.750 مليون ريال لنزع ملكيات الأراضي لمدة خمس سنوات. 3- مبلغ 5.500 مليون ريال لتأهيل وترميم المباني لمدة خمس سنوات. 4- مبلغ 2.500 مليون ريال للتجهيزات المدرسية ووسائل الأمن والسلامة وتأمين المكيفات والبرادات لمدة خمس سنوات. 5- مبلغ 2,500 مليون ريال لعقود التشغيل والصيانة والنظافة. اثنا عشر: فيما يتعلق باستحداث وظائف للحراسات في المدارس، فتم تكليف اللجنة الوزارية للبرنامج بدراسته لإيجاد بدائل مناسبة. 3 جوانب أساسية وأضاف سموه أنه بعد استعراض ما أقر في البرنامج من مبادرات مباركة فإنني أؤكد على ثلاثة جوانب أساسية: الجانب الأول: كما لاحظتم فالميزانية الإجمالية للبرنامج للسنوات الخمس تزيد عن 80 مليار ريال، وهي إضافة كبيرة لما يخصص سنويًا للوزارة ولمشروع تطوير. ومع ذلك فليست كثيرة على شعب هذا الوطن الغالي، ولا على 5 ملايين طالب وطالبة، و750 ألف موظف وموظفة ينتمون للوزارة، وليست كثيرة على مستقبل الوطن ومستقبل أبنائنا وأحفادنا، والمؤكد أنها ليست كثيرة ولا مستغربة على قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله؛ فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. الجانب الثاني: وفيه إجابة عن تساؤلاتكم عن التنفيذ فأقول: هناك لجنة وزارية من ذوي الصلاحية والقرار ستشرف على البرنامج، وستدعم جوانب تطبيقه وستسرع إجراءاته على الوجه الأمثل، وسيكون للوزارة ولشركات تطوير الحكومية القائمة والقادمة بإذن الله أدوار أساسية في التخطيط والمتابعة والتنفيذ والتقويم، وسنكون إن شاء الله، مع اللجنة ومع ذوي العلاقة يدا واحدة تساهم في بناء مستقبل بلادنا، وفي تحولها نحو عالم المعرفة ومجتمعها وآفاقها الرحبة. وسنعمل على إدارته بإذن الله بأسلوب عصري محكم، بحيث ترسم فيه أدوار واضحة للجهات والأفراد، ومراحل مزمنة مع مؤشرات أداء، وآليات دقيقة للمتابعة والإنجاز، وسأتلقى تقريرًا شهريًا عن سير المشروع والتقدم فيه، كما سأرفع تقارير دورية للمقام الكريم بما أنجز، وسيكون توجيه مليكنا المحبوب "لا عذر لكم" حافزًا ومعينًا للدفع قدمًا بهذا البرنامج. وسنحرص إن شاء الله على أن يحقق البرنامج ما استهدفناه من خدمة وتغطية لكل العناصر في العملية التعليمة، الطالب والمعلم وولي الأمر والأسرة والقيادات المدرسية والتعليمية والجوانب التنظيمية والمباني المدرسية وتأهيلها وترميمها وصيانتها وتجهيزاتها، ومتطلبات التحول إلى مجتمع المعرفة من خلال توظيف التقنية والوسائط والربط الشبكي واستخدام الإنترنت في التعليم والتعلم الإلكتروني. الجانب الثالث: هذه الموافقة الكريمة تأتي والوزارة تعمل على تنفيذ العديد من الأعمال والمشروعات، ومن أبرزها ما يلي: - تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام، وستوزع عليكم للاطلاع على برامجها ومبادراتها. - وضع نظام للتعليم العام، ومناقشته جارية مع الجهات المعنية تمهيدًا لإقراره. - تطبيق مناهج جديدة في الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، وقريبًا سيقر نظام جديد للمرحلة الثانوية. - إعادة هيكلة الوزارة وإدارات التربية والتعليم ومكاتب التربية والتعليم. - تحسين آليات اختيار المعلمين والمعلمات الجدد. - بناء أنظمة تقنية معلوماتية متقدمة كنظام نور للأعمال التربوية، ونظام فارس للأعمال المالية والإدارية، ونظام إنجاز للأعمال المكتبية، ونظام لقاء للاجتماعات عن بعد وغيره. - كما تعمل هيئة تقويم التعليم العام على البدء في تقديم باكورة خدماتها والتي ستجود مخرجات التعليم العام. أقول لكل تربوي: اسعوا لاحترام إنسانية الطلاب قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم للعاملين في الحقل التربوي إنني على يقين بأن أولى أولياتكم ستكون في عنايتكم واهتمامكم بغرس الاعتزاز بالدين، والولاء للملك، والانتماء للوطن، واحرصوا على أن تبنوا في فلذات الأكباد الثقة بأنفسهم وبإمكاناتهم، وأن تسعوا إلى احترام إنسانيتهم، وتقديرهم قولاً ومعاملة وسلوكًا. وموقن أيضا بإدراككم أن الثقة بين الطالب ومعلمه، والطالبة ومعلمتها هي سر النجاح في التعليم، وهي المدخل الرحب إلى تذوق متعة التربية والتعليم وأن المحبة والقبول بين المعلم والمتعلم تختصر الزمن وتحقق الهدف. ثم إني متفائل أن أساليب التعليم الحديثة القائمة على الحوار، والتفكير، والبحث، والاستكشاف، وتعلم الأقران والعمل بروح الفريق والتعلم التعاوني ستكون بدائلكم عن التعليم التلقيني والأساليب المباشرة. ومتفائل كذلك أنكم بإذن الله ستشيعون في فصولكم وفي أفنية مدارسكم وردهاتها ومناشطها روح التسامح والمودة والتعاون ومبادئ الذوق العام، وستؤكدون بسلوككم وبتوجيهاتكم تقدير المهن والسلوك المتحضر والتفاني في خدمة الوطن والمجتمع والاعتماد على النفس في مواجهة صعاب الحياة. وسنكون بإذن الله ميسرين داعمين لأعمالكم، مستمعين إلى مقترحاتكم، ومنتظرين إبداعاتكم ومنجزاتكم ومنجزات طلابكم وطالباتكم إن شاء الله. أما الأسر وأولياء الأمور فإني أذكرهم ونفسي بقول نبي الهدى صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، فما أعظمها من مسؤولية وأمانة لا تقبل التفريط والإهمال. البعد عن الحوار أخطر من الأفكار الدخيلة أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم إن أبناءنا اليوم معرضون أكثر من أي وقت مضى للأفكار الدخيلة والاستهداف في الدين والوطنية والأخلاق والتوجهات، ومعرضون عبر الألعاب الإلكترونية، وبرامج التسلية والتواصل، والفضاء المفتوح لمخاطر لا يحصيها العد.. لكن الخطر الأكبر في نظري حين ننأى عن الحوار معهم، وتتسع بيننا وبينهم الفجوة الوجدانية والفكرية فلا نشاركهم تفكيرهم واهتمامهم وتسليتهم، وحين تغيب متابعتنا لسلوكهم ولدراستهم ولنوعية رفاقهم. وأغتنم الفرصة في هذه المناسبة المهمة من تاريخ التربية والتعليم في بلادنا لأؤكد أن الإستراتيجية لتطوير التعليم العام قد دعت الأسرة وولي الأمر إلى شراكة فعالة وتعاون وتكامل في الأدوار والمسؤوليات لخير أبنائنا وفلاحهم مرحبين بكل فكرة إبداعية تساهم في بناء الشراكة والبناء المثمر إن شاء الله. ختامًا أسأل الله أن يحفظ بلادنا وقائد مسيرتنا، كما أسأله أن يبارك الجهود، وأن يعيينا على أداء الأمانة والقيام بهذه المسؤولية الوطنية تجاه الأجيال وحاضر وطننا ومستقبله. الشعب السعودي في سويداء قلب خادم الحرمين قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم إن الرسائل التي يود المرء قولها في مثل هذا الموقف كثيرة ومتزاحمة بأهميتها وإلحاحها لكن وقتكم والمقام لا يتسعان؛ لذا سأبدأ الكلمة برسالة وسأختمها بأخرى. الرسالة الأولى: رسالة شكر وامتنان وولاء لمن أحبَّ الشعب، وحنا عليه، وجعله في سويداء قلبه، فبادله الشعب محبةً وعطاءً وولاء، رجل المرحلة، قائد مسيرة الوطن ونهضته سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، فأقول لمقامه: بأن أبناء المملكة وبناتها ورجالها ونساءها وشيبها وشبانها يرفعون دومًا أكف الضراعة إلى الله أن يحفظكم ذخرًا، وأن يديم عزكم وسؤددكم. والدعاء والشكر موصولان لولي عهدكم الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظهما الله ورعاهما. سيدي، يأتي أمركم الكريم بالموافقة على برنامج العمل التنفيذي لدعم مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم ليؤكد على نهجكم ودأبكم في دعم الإنسان السعودي بوصفه عماد التنمية وهدفها الأول والأخير، ويبرهن أنكم سادة الفعل ورجاله، وأن دعوتكم "لأن يكون التعليم نموذجًا متميزًا وركيزة للاستثمار والتنمية" لم تكن قولًا عابرًا ولا حديثًا مستهلكًا بل هي رؤية سديدة تثبتها الأيام يومًا بعد يوم لقائد موفق جعل نصب عينيه أن يتبوأ وطنه المكانة المستحقة له بين دول العالم. الإصلاحات ومستقبل الوطن والتطوير أهم مبررات تبني البرنامج كشف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم عن الدواعي والمبررات التي دفعت الدولة لتبني هذا البرنامج والرفع به للمقام الكريم في هذه المرحلة التاريخية التي تشهد متغيرات وتحولات كبيرة ولعل أبرز هذه الدواعي ما يلي: أولا: الإصلاحات الكبرى التي يشهدها عهد مقام خادم الحرمين الشريفين ودعمه لكل ما يخدم الوطن والمواطن كلها تؤكد بأن الظروف مهيأة والوقت مناسب جدًا لإحداث التحول المنشود أكثر من أي وقت آخر. ثانيًا: مستقبل الوطن والمحافظة عليه وعلى مكتسباته وأمنه واستمرار ازدهاره ونمو اقتصاده مرتبط بالتعليم الجيد وبالاقتدار المعرفي والحضاري لأبنائه. وفي المقابل التعليم غير الجيد هو أحد أهم المشكلات التي تواجهها الدول التي تتطلع إلى المستقبل الزاهر والتنمية المستدامة. ومخاطر ضعف التعليم ترتبط باستهداف القوى والمؤثرات الداخلية والخارجية للمجتمع، وتتسبب كذلك في زيادة البطالة وضعف الإنتاجية وتدني الناتج الإجمالي المحلي، وتؤثر أيضًا على عدم تلبية متطلبات سوق العمل، ناهيك عن ارتفاع معدل الجريمة، وارتفاع نسبة مستخدمي المخدرات، وشيوع السلبية والتذمر والإحباط وانخفاض مستوى الرضا العام، ويشكل كذلك أعباءً اقتصادية وضغوطًا حادة ومقلقة على أي دولة. فالتعليم إما أن يكون الحل أو المشكلة، وفي هذا الوطن المعطاء سيكون الحل إن شاء الله، وسنبرهن من خلال هذه الوزارة أن لدينا من عناصر القوة والتمكين ما يؤهلنا لذلك. وأول تلك العناصر وأهمها ديننا الصالح لكل زمان ومكان، هذا الدين العظيم الذي حثنا على العبادة وعمارة الكون، ودعانا إلى طلب العلم، والإتقان في العمل، وجعل الحكمة ضالتنا وبغيتنا، وكذلك ما أفاء الله علينا وعلى وطننا من قيادة داعمة وأمن وارف واقتصاد مزدهر بحمد الله وفضله. البيئة المدرسية ثالثًا: الحاجة الملحة لتطوير عدد من الجوانب المتعلقة بالعملية التعليمية ومنها البيئة المدرسية والحاجة لتطوير مستويات المعلمين والطلاب، والعناية برياض الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة و الموهوبين وتطوير البيئة التقنية ودمج التقنية في التعليم. وقد حرصنا أن يكون نصيب الأسد في هذا البرنامج للقضاء على المدارس المستأجرة؛ لأنها في المجمل مبانٍ سكنية غير مهيأة للتعليم والتعلم والنشاط، وتفتقد كثيرًا من اشتراطات الأمن والسلامة والصحة. رابعًا: التحول لمجتمع المعرفة يمثل إستراتيجية تبنتها المملكة، وتعمل عليها وزارة الاقتصاد والتخطيط بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، والتعليم يمثل الأساس الذي تقوم عليه هذه الإستراتيجية وتنطلق منه كل محاورها وبرامجها ومبادراتها. ويقيننا أن الدعم لهذا البرنامج سيساهم بإذن الله في تحقيق هذا التحول. خامسًا: لقد كان لكل مبادرة من هذه المبادرات في هذا البرنامج دواعٍ ومبررات مرتبطة بواقعها وآثارها والتطلعات المستقبلية لتطويرها. امتلكوا زمام المبادرة للتجويد، ولا تنتظروا من يوجهكم قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم إن رسالتي الأخيرة سأجعلها تربوية موجهة للمعلمين والمعلمات أولاً ثم للأسر ولأولياء الأمور ثانيا. فالمعلم إن كان فاعلًا صالحًا جادًا منتميًا إلى مهنته، حريصًا على تأديتها على أكمل وجه، آتت الجهود في هذا البرنامج وفي غيره ثمارها، وإن كان غير ذلك – لا قدر الله – فإن كل الجهود والأموال التي تبذل لن تحقق الغايات المنشودة. وقال: لن أحدثكم من موقع المسؤول الذي يملي عليكم التوجيهات، بل سأحدثكم من موقع الزميل الذي يتشرف بزمالتكم، ويعتز بكم، الزميل الذي يحلم معكم وبكم إلى التطوير وإلى اغتنام الفرص والاستباق نحو التميز العلمي والتقني في المجالات المختلفة. إنني أتوسم أيها الكرام أن تمتلكوا زمام المبادرة للتجويد، ولا تنتظروا من يوجهكم، فالمبادرة أبرز سمات القائد الناجح، وتأكدوا أن الصعوبات والعقبات والمعوقات مهما اعترضت وتنوعت هي سر من أسرار النجاح والتفوق، وتأكدوا أن ليس في الدنيا عمل بلا صعوبات أو معوقات.